دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، موسكو إلى حوار جدي، يهدف إلى إنهاء الحرب.
وحذر زيلينسكي في تصريحات مصورة جديدة، روسيا، من عواقب تستمر "عدة أجيال" في حال واصلت هجومها على بلاده، معتبرا أن الوقت حان لها لمناقشة السلام "جديا".
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على فيسبوك وتم تصويره في شارع مقفر ليلا، إن "مفاوضات حول السلام والأمن في أوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها".
وأضاف "حان الوقت للالتقاء. حان وقت المناقشة. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا"، محذرا من أنه "بخلاف ذلك فإن الخسائر التي ستتكبدها روسيا ستصل إلى حد يتطلب عدّة أجيال لتتعافى منها".
تقدم بطيء
تواصل القوات الروسية تقدمها في العمق الأوكراني، لكن بوتيرة أبطأ من الأيام السابقة.
وأعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن تقدم القوات الروسية في أوكرانيا متوقف في اليوم الثالث والعشرون من بدء العملية العسكرية الروسية.
وقال المسؤول الكبير (فضل عدم الكشف عن هويته) في تصريح للصحفيين، السبت: "اليوم هو اليوم الثالث والعشرون من الغزو الروسي لأوكرانيا. التقدم الروسي في جميع أنحاء البلاد متوقف إلى حد كبير."
وأعلن الجيش الروسي الجمعة أنه تمكن من دخول ماريوبول وأن قواته تقاتل في وسط المدينة إلى جانب قوات "جمهورية" دونيتسك الانفصالية.
وستشكل السيطرة على ماريوبول في حال تأكدت منعطفا مهما في الحرب وستمكن روسيا من تأمين تواصل جغرافي بين قواتها الآتية من شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمتها موسكو وقوات منطقة دونباس (شرق).
واتّهمت السلطات الأوكرانية الأربعاء سلاح الجوّ الروسي بأنه قصف "عمدًا" مسرح ماريوبول الذي لجأ إليه مئات السكان، الأمر الذي نفته روسيا.
بدورها، نقلت وكالة نوفوستي الروسية، عن انفصاليي دونيتسك، قولهم إن 55 مدنيا بينهم أطفال، قتلوا خلال الأسابيع الماضية، جراء القصف الأوكراني.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف "مؤقتا" بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر.
ضربات على لفيف
قصفت القوات الروسية مدينة لفيف الحدودية مع بولندا، وكتب رئيس بلدية المدينة الكبيرة، أندري سادوفي على فيسبوك أن "صواريخ أصابت حي مطار لفيف".
من جهته أعلن حاكم لفيف ماكسيم كوسيتسكي "أنها ضربة على مدينة لفيف، مركز إنساني يؤوي أكثر من مئتي ألف نازح".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان مساء الجمعة أن "أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة ضربت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية" في لفيف.
وقال متحدث باسم الجيش الروسي إن "الضربة دمرت مكان توقف طائرات عسكرية أوكرانية في مصنع لإصلاح الطائرات في لفيف إضافة إلى مستودعات ذخائر ومعدات عسكرية أوكرانية في ضواحي نيكولاييف وفوزنيسينسك".
وأبلغ رئيس بلدية ميكولاييف (جنوب) أولكسندر سنكيفيتش على فيسبوك أن القوات الروسية احتلت عدة قرى في محيط المدينة وأن ميكولاييف تعرضت لقصف مركز مؤكدا أن "النهار كان صعبا".
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإن الجيش الروسي شن ضربة قوية أسفرت عن مقتل أربعين جنديا على الأقل في مقرهم العام.
روسيا تحذر الغرب
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن إعلان الاتحاد الأوروبي "الحرب المالية والاقتصادية الشاملة" ضد روسيا سوف يؤدي إلى "عواقب لا يمكن التراجع عنها".
وقال مدير قسم الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي بارامونوف، إن موسكو بصدد تحضير رد على العقوبات غير المسبوقة وغير القانونية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف بارامونوف: "العقوبات ليست خيارنا. كنا نرغب لو أن منطق تصريحات وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لو مير، الذي أعلن حربا مالية واقتصادية شاملة ضد روسيا، لم تنجر إليها الدول الأخرى على غرار إيطاليا، وتسبب في سلسلة من النتائج التي لا رجعة فيها"، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.
ومطلع الشهر الجاري، قال وزير الاقتصاد الفرنسي، في تصريح لإذاعة فراس إنفو، إن "العقوبات ضد روسيا ستضرب النظام الروسي في الصميم وسيدفع الشعب الروسي أيضا الثمن".
وأضاف الوزير الفرنسي: "سنشن حربا اقتصادية ومالية شاملة على روسيا"، مشيرا إلى أن إجمالي الأصول الروسية التي سيجمدها الحلفاء تمثل "ما يقرب من 1.000 مليار دولار".
حظر تجول بزابوريجيا
قال أناتولي كورتييف نائب رئيس بلدية مدينة زابوريجيا الأوكرانية إن الجيش الأوكراني فرض حظر تجول لمدة 38 ساعة في المدينة الواقعة بجنوب البلاد ابتداء من الساعة (1400 بتوقيت جرينتش) اليوم السبت على أن ينتهي في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين.
وأضاف في منشور على الإنترنت "لا تخرجوا في هذه الفترة!".
وأصبحت زابوريجيا نقطة عبور مهمة لبعض من 35 ألف شخص يُعتقد أنهم فروا من مدينة ماريوبول المحاصرة في الجنوب الشرقي.
محادثات أمريكية بلغارية
أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، محادثة مع رئيس وزراء بلغاريا، كيريل بيتكوف، تركزت حول توحيد الموقف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال أوستن إن "حرب بوتين على أوكرانيا مأساوية وأعداد الضحايا مأساوية"، متابعا: "بلغاريا تعمل معنا على إعادة تطوير المنظومة الدفاعية لحلف النيتو".
بدوره، قالت بلغاريا إن ":هذه الأزمة مؤشر لما ينوي بوتين فعله"، مضيفة على لسان وزير دفاعها "قررنا تعزيز نظامنا الدفاعي".
وكان البنتاغون قال إن المحادثات مع بلغاريا ستتركز على تعزيز دفاعات الجناح الشرقي لأوروبا.