حينما جاء الإسلام عظم مكانة شهر شعبان وجعل الصيام والقيام فيه مباركاً، وشجع على كل أشكال العبادات التي منها صلة الرحم، فانتشرت عند أهالي الشام عادة "الشعبونية".
"والشعبونية" عادة نابلسية امتازت بها مدينة نابلس دون غيرها من مدن فلسطين، وتنسب لشهر شعبان، وهو الشهر الثامن في التقويم الهجري، يقوم فيها أكبر رجل بالبيت، بدعوة نساء العائلة للمبيت لديه خلال أيام شعبان من يوم وحتى أسبوع، وتشمل الدعوة العمات والخالات وبنات الأخوة والأخوات ويحضرن معهن بطبيعة الحال أطفالهن، وذلك للمبيت معا في بيت رجل العائلة كنوع من أنواع صلة الرحم .
ويولم رجل العائلة وليمة كبيرة لقريباته من النساء فيها ما لذ وطاب مما يشتهين، وتسمى "الشعبونية" وتكون في آخر أيام المبيت عادة، أو على مدار يومين أو ثلاثة.
ويقول حمزة العقرباوي الباحث في التراث الفلسطيني، أن هذه العادة موجودة في كثير من الدول العربية، في سوريا تسمى "شعبونية" و"تكريزة"، وفي بيروت تسمى "سيبانة رمضان"، وكانت تتم خارج المدن في سوريا ولبنان، حيث يجب أن تتم من خلال رحلة أو فسحة عائلية في الأراضي الزراعية والانطلاق في البساتين والجبال في رحلة عائلية .
أما في فلسطين والأردن فقد عُرفت بـ"الشعبونية"، ويشتهر بها أهل نابلس ويافا، وبعض أهل القدس والأردن، كما عرفها أهل المدينة ومكة -وفقا لما قاله العقرباوي- ومناطق من الحجاز، وكانوا يطلقون عليها اسم "الشَّعبنة"، وكانوا يقيمونها في الأماكن العامة أو الحدائق والأماكن ذات الجو المقبول، أو في بعض القرى القريبة من المدن.
وعرفتها تونس والجزائر والمغرب العربي والأندلس باسم الشعبانة "وليمة الشعبانية"، وقد رافقها ابتهالات وغناء ومديح وفرحة احتفالية عارمة.
ورغم اندثار هذه العادة في بعض المناطق إلا أن نابلس ظلت محافظة عليها بعض الشيء، ففي بعض العائلات تمتد الشعبونية لثلاث أيام يولم فيها كبير العائلة ويجمع كل أرحامه من النساء بالتعاقب وعلى مدار أيام ثلاثة .
وفي ختام أيام الشعبونية يقول العقرباوي: "وتنتهي الشعبانية بتقديم أصناف الحلوى. وفي ذلك يقول أهل نابلس (كُلي المحلى وانسحلي). أي بعد التحلاية تنتهي الشعبانية.