تحوّلت مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين إلى ما يشبه بيت عزاء افتراضي، لنعي الراحل الحاج دياب المصري "الضيف"، والد قائد أركان المقاومة الفلسطينية القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام والمطلوب الأول للكيان الإسرائيلي محمد الضيف.
وانتشرت بشكل واسع صور وفيديوهات تشييع جثمان الحاج الضيف انطلاقا من منزله المتواضع بين أزقة مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وغرد مئات النشطاء على وسم #الخاطر_واحد، تعبيرا عن مواساتهم للقائد الضيف، الذي يحظى بشعبية كبيرة جداً في صفوف الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية.
وكتب د. محمد زهد على حسابه في فيسبوك تحت عنوان: "قراءة علي باب منزل قائد"، قائلاً: رأيت عبر الشاشات وعبر وسائل التواصل مدخل منزل متواضع يرقد في أحد زقاقات المخيم، الذي لا يزيد عرضه عن أربعة أذرع، ويؤدي لزقاق أضيق منه، وعرفت أخيرا أنه منزل والد أكبر قائد عسكري عرفته فلسطين في العشرين عاماً الأخيرة.
ويضيف "نمت ليلتي مطمئنا متأكدا أن التحرير والعودة قريبة جدا وأقرب مما تصورت".
يتابع زهد: "منزل بهذا التواضع ذكرني بالقادة الأوائل الذين آثروا آخرتهم ومصلحة وطنهم على كل شئ.. لم تغرهم أموال الأمريكان ولا وعود العربان بالثراء والبذخ هنا تأكدت أننا بخير.."
وختم بالقول: "محمد الضيف عظم الله أجركم في والدكم ذلك الرجل الذي صبر علي شظف العيش والمعاناة من المحتل وأعوانه.. رحم الله والدكم رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى".
أما الكاتب والناشط فؤاد الخفش فعبر عن تأثره من صورة نقل الجثمان من البيت المتواضع عبر أزقة المخيم، فكتب: "انظر لهذا المنزل الذي خرج منه هذا الرجل الذي أنجب رجلا تهيم في حبه وعشقه الملايين".
واضاف "شاهد البساطة والفقر.. لم تتغير أحواله رغم مكانته وقوته لو كان غيره لوجدنا القصور والسيارات..".
واعتبر الخفش أن هؤلاء رجال همهم الآخرة يبحثون عن حرية أوطانهم، متاع الدنيا لا يعنيهم، يعتبرون أنفسهم أصحاب رسالة وقدوة، هذا هو حال المقاتل في سبيل دين ووطن.
من جانبه قال الصحفي أيمن دلول: "رحم الله الحاج دياب المصري "الضيف"، نعم الرجل الذي أنجب خيرة من عرفتهم #فلسطين وبات عمود خيمة يستندُ إليه المظلومين والمقهورين في هذه الديار ومن حولها، وكابوساً للسفلة والقتلة واللصوص من يغتصبون بلادنا.."
#الخاطر_واحد
عبد الرحمن أبو حلبية، كتب أيضا: "هم أنقياء لأنهم بسطاء، لا قصور فارهة ولا فنادق عامرة، أصبت بالدهشة عندما شاهدت فيديو تشييع جثمان والد أكبر رتبة عسكرية بغزة من منزله في مخيم خانيونس للاجئين، حيث رأيت بيته بسيط ومتواضع جداً يقع بين أزقة المخيم، ويعيش هموم وآلام أبناء شعبه، دون أن يرى له أفضلية عليهم كونه والد من أذل العدو ومرغ أنفه..
واضاف "رحم الله الحاج دياب المصري وحفظ الله القائد القدوة.. رحمه الله وغفر له، وأثابه خيراً بما صبر وبذل، وأدام ظل الضيف وصحبه 🇵🇸❤️
في السياق، قال أحمد أبو جهاد: "لا يدري أحد متى كان آخر لقاء بينهما
ربما أعوام.. لا يعلم أحد متى سمع صوت والده، إنها الضريبة التي يدفعها الأحرار في زمن الذُل.
من جانبها، كتبت الناشطة الشبابية سمر حمد: تركت الدنيا تاركا فيها جبلا أشم، تهتف باسمه الميادين، ويرفع راية الحق في زمن المتخاذلين.
ونعى هلال وائل والد الضيف قائلا: يودع اليوم قائدنا #محمد_الضيف عزيزًا جديدًا، بالأمس فقد رفاق دربه، وقبلهم الابن والرفيقة، أصيب الرفيق، وغيب السجن آخرون، ليس أول عزيز يفقده قلبه، لكنه الأعز، والله وحده يعلم كم خبأت عيونه من دمعات وكم كتم من الفراق في قلبه.
ضيفنا أعظم الله أجرك، وصبر قلبك.💔
#الخاطر_واحد