قائمة الموقع

تنبؤات بتغير قواعد اللعبة بين غزة والاحتلال

2010-12-23T09:00:00+02:00

غزة- الرسالة نت

على الرغم من أن التقدير السائد في (إسرائيل) يفيد بأن حركة «حماس» غير معنيّة بتصعيد يخرج عن حدود السيطرة، صدرت مواقف عن المستويين السياسي والعسكري تحذّر من أن (إسرائيل) لن تقبل بتغيير قواعد اللعبة، وأدرجت ما سمّته «رد الفعل العنيف» لسلاح الجو الإسرائيلي ضمن خانة الرسالة الواضحة الموجّهة إلى «حماس» لردعها عن أي تصعيد فكيف يقرأ محللون عسكريون وكتاب إسرائيليون التصعيد الأخير.

حماس تشد الحبل

تحت هذا العنوان كتب أليكس فيشمان  في يديعوت أحرونوت  لو أرادت حماس تحطيم الاواني، لكانت اطلقت صواريخ على هرتسيليا او على مطار بن غوريون. تحت تصرفها الوسائل والقدرات لعمل ذلك. ولكن حماس لا تريد تحطيم الاواني. وهي تفحص فقط الحدود وتجرب طريقة لتحديد قواعد لعب جديدة.

ويستعرض فيشمان التطورات الاخيرة من وجهة نظر إسرائيلية مشيرا الى انه  قبل اسبوعين دخلت دبابة مركفا تابعة للجيش الاسرائيلي الى داخل قطاع غزة الى عمق نحو 150 مترا عن جدار الحدود، في المنطقة التي تعرف بانها "منطقة امنية خاصة"، ووقفت على موقع ناري في منطقة مشرفة. حتى قبل شهرين – ثلاثة اشهر كانت تحركات من هذا القبيل تتم بشكل اعتيادي. فضلا عن ذلك، قبل حملة رصاص مصبوب وبعدها ايضا تمثلت سياسة قيادة المنطقة الجنوبية بتنفيذ توغل حر لقوات الجيش الإسرائيلي الى داخل القطاع لاغراض الامن الجاري. وحماس بشكل عام ابتلعت الاهانة، وكانت اشتباكاتها مع القوات المتوغلة نادرة.

ويضيف فيشمان : قبل بضعة اشهر طلب الذراع العسكري لحماس من الذراع السياسي الدخول في مواجهة مع الجيش الاسرائيلي في كل مرة يدخل فيها الى القطاع وذلك حفاظا على سيادة حماس على المنطقة. ومع ان الطلب اقر، الا انه لم ينفذ الا بشكل جزئي جدا. حماس، التي ما تزال تحت تأثير صدمة رد الفعل العنيف من الجيش الاسرائيلي في رصاص مصبوب، اختارت مرة اخرى التجلد وكبح الجماح. اما الاعمال التي نفذت رغم ذلك ضد قوات الجيش الاسرائيلي فكانت من منظمات اخرى، بل ان حماس حاولت كبح جماحها هي ايضا.

ويتابع فيشمان : في منتصف تشرين الثاني، بدأت تلوح انعطافة في سلوك حماس. فقد ازالت الضغط عن محافل المعارضة وسمحت لها بالعمل. وبالفعل، اخذ حجم النار نحو قوات الجيش الإسرائيلي ونحو الاراضي الفلسطينية يزداد. (إسرائيل) ردت بحذر: "هنا فجر نفق، هناك اصيب نشطاء من الجهاد الاسلامي او من الجهاد العالمي ولكنها بقيت حذرة من اصابة رجال حماس.

وصمد هذا الترتيب الى هذا الحد او ذاك حتى الاسبوع الاخير.

وحسب المحل العسكري الإسرائيلي: منذ بداية كانون الأول، تلاحظ (إسرائيل) ارتفاعا آخر في درجة حرارة حدود غزة. وقد بدأ هذا بارتفاع حجم النار، ولا سيما قذائف الهاون، وقبل اسبوعين استخدمت حماس وحدة خاصة اطلقت صاروخ كورنيت على دبابة المركفا التي دخلت الى المنطقة واصابتها. واتخذت حماس قرارا محسوبا بضرب الدبابة لتخلق بذلك مستوى جديدا يقول: "الدبابات لا تدخل الى هنا بعد اليوم". وحتى في هذه المرحلة لم يتحدث في (إسرائيل) بعد عن تغيير السياسة حيال حماس.

ويخلص فيشمان الى ان توقيت التصعيد ليس صدفة. فهو يقع في موعد قريب من موعد تغيير قائد المنطقة الجنوبية. اللواء المنصرف يوآفغالنت، الذي أملى سياسة عدوانية على نحو خاص، تعرفه حماس. اما سياسة من سيحل محله، اللواء تل روسو فما تزال لا تعرفها. في نظر المنظمة هذا هو الوقت لشد الحبل قليلا في محاولة لاملاء قواعد لعب جديدة عليه.

حماس تحاول إعادة تعريف قواعد اللعب

أما عاموس هرئيلوآفييسسخروف فقد قدما في هارتس مراجعة لجملة الأحداث التي وقعت على حدود غزة – مع الاحتلال في الاسابيع الأخيرة وحرجا بنتيجة  ان حماس تحاول اعادة تعريف قواعد اللعب في المنطقة. لكنهما استدركا ان التصعيد في القطاع لا يؤدي بالضرورة الى جولة قتال واسعة اخرى، على نمط "رصاص مصبوب"، ولكن في الايام القادمة فقط سيتضح اذا كانت (إسرائيل) تنجح في مساعيها لإعادة ميزان الردع حيال حماس الى حالته السابقة، ذاك الذي ساد منذ نهاية الحملة في كانون الثاني 2009.

ويتابع التقرر في هارتس: تتجه النية الاسرائيلية الى إجبار حماس على العودة الى الصيغة السابقة، تلك التي في اطارها فرضت ضبطا للنفس على ذراعها العسكرية وبشكل عام فرضت كبحا نسبيا لجماح الفصائل الفلسطينية الاخرى. في ظل غياب قناة اتصال مباشرة بين الطرفين، فان الرسائل المتبادلة تمر أساسا عبر استعراضات القوة. وبالتالي، ستستمر على ما يبدو المناوشات المتبادلة في الايام القريبة القادمة.

ويرى المحللان ان التصعيد في الاحتكاك في الفترة الأخيرة يجد تعبيره في أكثر من هجوم فلسطيني على دوريات للجيش الاسرائيلي على جانبي الجدار الفاصل وتوسيع نار قذائف الهاون والقسام. وانه لاول مرة منذ فترة طويلة، تشارك حماس مشاركة محدودة في اطلاق النار.

وفي ارقام تستعرض "هارتس" الخط البياني للتصعيد مشيرة الى انه   منذ بداية السنة سقط في الاراضي "الاسرائيلية" نحو 180 صاروخ وقذيفة هاون, ولغرض المقارنة، ففي العام 2008، السنة التي في نهايتها بدأت حملة "رصاص مصبوب" اطلق أكثر من 4 آلاف صاروخ.

ويطرح الكاتبان السؤال التالي :لماذا يحصل هذا؟  ويجيبان : يبدو أن حماس تسعى الى فحص رد فعل (إسرائيل) وتوسيع مجال مناورتها، من دون ان تنجر الى مواجهة شاملة اخرى. توجد هنا استجابة لضغط الاذرع العسكرية، التي يرغب رجالها في "التنفيس" من خلال اعمال ضد اسرائيل، الى جانب الافتراض بانه سيكون من الصعب اكثر على الجيش الإسرائيلي العمل ضد خلايا اطلاق الصواريخ في الطقس الشتوي.

ويتابع المحللان في "هارتس": على هامش الامور، كشف (الثلاثاء) رئيس الاركان غابي اشكنازي النقاب عن حقيقة ان الفلسطينين اطلقوا صاروخا مضادا للدروع متقدما من طراز كورنيت نحو دبابة اسرائيلية في القطاع قبل نحو اسبوعين. وحظرت الرقابة العسكرية نشر تفاصيل عن الحدث رغم ان الفلسطينيين كانوا يعرفون ما الذي اطلقوه، الى أن قرر اشكنازي الحديث – وما كان محظورا اصبح مسموحا. ولكن، الاهم هو المعنى على الارض لاطلاق صاروخ كورنيت، الصاروخ الاكثر تطورا في المنطقة حتى اليوم والذي يوجد قيد استخدام حزب الله والجيش السوري. صحيح أنه لا يوجد هنا تغيير جذري في موازين القوى، الا ان دخول الكورنيت يدل على تحسن مستمر في قدرة الخصم العسكرية، والتي تتمثل ايضا بادخال صواريخ مضادة للطائرات الى القطاع وصواريخ الى مدى متوسط، لاول مرة تهدد تل أبيب ايضا. ورغم ذلك تدهورت الامور نحو مواجهة واسعة النطاق، فستكون هذه ابعد بكثير من مجرد نزهة للجيش الإسرائيلي ايضا.

شمشوم المسكين

في سياق متصل ذكر دان مرغليت في مقاله في  "اسرائيل هيوم" ان ليفي اشكول قال قبل 43 سنة: لـ"إسرائيل" مصلحة في ان تظهر كـ "شمشون المسكين" قوية بما فيه الكفاية كي تردع، تدهش بضرباتها عند الحاجة، ومسكينة بما يكفي لتطفئ بعضا من غضب العالم المعادي.

ويرى مرغليت في أساس هذا المفهوم الإسرائيلي تقبع قاعدة حديدية ضرورية لإدارة الازمة الناشئة: هذه المرة لن تنتظر إسرائيل بضع سنوات الى أن تستخدم قوة عسكرية فائضة لايقاف الصليات المتواصلة للصواريخ نحو النقب. التخوف هو أنه في المستقبل القريب لن يكون من "الشمال سيأتي الشر" بل بالذات من الجنوب.

 

اخبار ذات صلة