اختتمت مؤسسة الشيخ "أحمد ياسين الدولية" في قطاع غزة يوم الثلاثاء، فعاليات حفلها السنوي للموسم الرابع "الياسين.. ذكرى وذاكرة" بمناسبة مرور 18 عامًا على استشهاد مؤسس حركة حماس الشيخ ياسين.
وشارك بالحفل الذي أقامته المؤسسة في مدينة غزة ممثلين عن فصائل وقوى وطنية وإسلامية ووجهاء ومخاتير ونواب مجلس تشريعي وجموع من أبناء شعبنا، ومشاركة دولية من الخارج عبر تقنية الفيديو.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة له خلال الاحتفال، إن هذه الأمة تمجد رجالها وعظمائها الذين حملوا اللواء ورفعوا الراية، وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين، رجل قعيد لكنه كان ثورة وجهاد ومقاومة".
وأكد هنية أن مكانة قضية فلسطين ستبقى في وجدان هذه الأمة، "فهي القضية المحورية والمركزية لها لما تحمله من دلالات وأبعاد دينية عقائدية سياسية إنسانية.
وأشار إلى أن هناك محاولات جادة لضرب القضية الفلسطينية وإنهاء تفاعلها، "وأن يحل محلها هذا التطبيع الذي يفتح الباب أمام الكيان ليخترق المنطقة".
وذكر أن حركة حماس ستعمل على دعم مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية على الدوام، مشيرًا إلى حماس سنبقى على عهد شيخنا الياسين بالمضي على دربه.
من جهته، قال رئيس مجلس أمناء مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية أحمد بحر إن الشيخ ياسين قدّم نموذج متقدمًا وحالة ريادية في تجسيد الوحدة الوطنية، وتكريس آلياتها على أرض الواقع، كان داعيًا للوحدة بامتياز رغم الأذى والسلوك القمعي الذي لحق به".
وشدد بحر على أن اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقعيد الياسين يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وجريمة حرب تستوجب الحرب والمحاسبة.
وذكر أن الشيخ ياسين ساهم في بناء العديد من الجمعيات الخيرية والمساجد والمؤسسات وخاصة الجامعة الإسلامية.
مؤسسة الياسين
وأوضح عضو الهيئة الإدارية بمؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية عبد الخالق العف أن المؤسسة أنشأت عام 2018 بقصد المحافظة على تراث الشيخ وإحياء ذكراه، عبر القيام بأنشطة علمية وثقافية واجتماعية تخدم أبناء شعبنا والأمة.
وبيّن العف أنه من أبرز أهداف المؤسسة، تعزيز مفاهيم الحرية والعدالة، تشجيع مبادرات الدفاع عن حقوق الإنسان، مستعرضًا أهم لجانها "لجنة الحقوق والحريات العامة، لجنة أبحاث ودراسات، لجنة أعمال مكتوبة، شخصية الموسم، علاقات عامة، ولجنة إعلامية، وتخطيط وجودة، ومتحف الياسين".
واستعرض العف أهم إنجازات مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية خلال 4 سنوات وهي: "طباعة الموسم الثاني من موسوعة الأعمال الكاملة للشيخ ياسين، وإنتاج أوبريت حضرة الأمام، حصر مقتنيات وأرشيف الشيخ، وأرشفة كل ما يتعلق به، إثراء المكتبة الفلسطينية من خلال تشجيع الباحثين على بحث في مجالات متعددة، حفر آبار مياه باسم الياسين، وإعداد مؤلف عن حياة الشيخ باللغة الإنجليزية ومستقبلاً بلغات أخرى.
وأشار إلى أن المؤسسة تهدف لإنشاء متحف ياسين، وإنشاء مقر خاص للمؤسسة؛ بدلا من المقر الذي تم قصفه، وتأهيل منزل الشيخ ليكون رمزًا للأجيال القادمة، وتنفيذ مشاريع وقفية بمجالات متعددة باسم الشيخ.
ذكراه خالدة
وقال عضو مجلس أمناء مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية مانويل مسلم إن الشيخ ياسين "حي ونور في قلوبنا وأذهاننا، لك منا العهد والوفاء وسنقاوم هذا المحتل".
وأكد مسلم أن "الصاروخ الذي قتل الشيخ أحمد ياسين حولناه لصواريخ ضربنا بها تل أبيب ومطار الريمون في معركة سيف القدس".
وأضاف "سننتصر وسننقل رفاتك إلى الأقصى وهو أعز مكان في الدنيا علينا".
من جهته، أكد عضو مجلس أمناء مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية من السودان الداعية عصام البشير أن الشيخ ياسين تمتع بعزيمة جعلت منه رجلاً بأمة، مشيرًا إلى أن قيمة الشيخ وتأثيره جعلت منه أيقونةً للمقاومة، وكان بمثابة رمزٍ لعز الأمة.
وقال البشير إن الشيخ ياسين كان الرجل متساميًا عن الصغائر، وكل من شأنه أن يخفض هذا التوهج الوقّاد، كان على قدر الأمة والزعامة".
وأضاف "كان قلبه كبير واسعًا وقادرًا على استيعاب الموافق والمخالف والبعيد والقريب، كان يحشد قدرات الأمة لقضية فلسطين".
وشدد البشير على أن ذكرى استشهاد الشيخ ياسين تجعل منّا أن نكون قادرين على استنهاض الهمم لنكون على قدر التحدي.
بدوره، أوضح عضو الجمعية الماليزية وهي أحد الداعمين للمؤسسة الشيخ شرافي في كلمة مسجلة له أن الشيخ ياسين عرف عنه السمعة العطرة، وكانت حياته مليئةً بالتضحية والعطاء، مؤكدًا أن تأسيس مؤسسة الشيخ ياسين الدولية تأتي لأجل الحفاظ على إرثه.
وأضاف "نحن في الجمعية الماليزية ذات اهتمام بالقضية الفلسطينية، نقف جنبًا إلى جنب مع هذه المؤسسة؛ نحن على موعد لأداء الواجبات وفاءًا للشيخ أحمد ياسين على تجديد بناء المؤسسة التي تعرضت للقصف الإسرائيلي".
فعاليات رياضية
وأعلن مساعد أمين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية عن إطلاق عدة فعاليات رياضية دعمًا لإحياء ذكرى الشيخ ياسين، قائلاً "كان الشيخ دومًا يدعم الرياضة، ويدعم الجمعية الإسلامية".
وقال هنية "كان واجب علينا اليوم وإحياءً لذكراه بإطلاق فعاليات رياضية وشبابية ستكون ضمن إطار مجلس أعلى للشباب والرياضة لشيخنا الياسين سنبقى على العهد بإذنه تعالى".
من جهته، عبّر المعلق الرياضي حفيظ دراجي عن فخره واعتزازه بحصوله على لقب شخصية الموسم الذي تمنحها مؤسسة الشيح أحمد ياسين الدولية لمن له أثر كبير في دعم القضية الفلسطينية.
وقال دراجي "تكريمي بشخصية الموسم هذا وسام، وأهديه لكل المرابطين بالقدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة، وأهدي هذا اللقب لكل الثابتين في كل مكان".
وأضاف "لا تفوتني المناسبة للترحم على روح الشيخ ياسين وعلى كل شهداء القضية الذين لا يزالوا ينيرون طريق المقاومة والصمود بمختلف الأجيال، نستلهم منهم ومن تضحياتهم ونتذكرهم".
وفي ختام الحفل أعلنت المؤسسة تكريم كل من سُمي على اسم الشيخ أحمد ياسين من أبناء شعبنا، وعددهم 145 اسمًا مركبًا، كما جرى تكريم عائلة الشيخ أحمد ياسين وأبنائه، وعوائل الشهداء الذين استشهدوا برفقة الشيخ، بالإضافة لتكريم لجان التحكيم والفائزين بالمسابقات.
كما جرى خلال الحفل الإعلان عن أسماء الفائزين بمسابقات مؤسسة أحمد ياسين الدولية.
وتقدم لمسابقة "الياسين البحثية" الكثير من المشاركين في غزة وعدد من الدول العربية والإسلامية، وحصل على المركز الأول محمود عساف من غزة ومُنح جائزة بقيمة 3000 دولار، وحصل على المركز الثاني من مصر محمد إسماعيل ومُنح جائزة بقيمة 2000 دولار، كما حصل على المركز الثالث حمدان أبو عمران من غزة ومُنح جائزة بقيمة 1000 دولار.
أما الفائزين بمسابقة الأعمال المكتوبة، فكان المواطن سعيد تمراز من مدينة غزة وحصل على 1500 دولار، في حين أن فازت كفاح الغصين بجائزة "شاعر الياسين" كما حصل المعلق الرياضي حفيظ دراجي على لقب "شخصية الموسم" بعنوان "رفض التطبيع الإعلامي الرياضي" ومُنح 1000 دولار.
وفي ختام الحفل افتتح أحمد بحر معرض الشيخ أحمد ياسين للصور، حيث يتضمن صورًا وفيديوهات حصرية تعرض لأول مرة للشيخ ياسين في مراحل متعددة من حياته.
المصدر: وكالة صفا