توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القسامي حمزة جمال أبو الهيجا، بعد رحلة مطاردة طويلة أرهق خلالها قوات الاحتلال.
سيرة البطل
وُلد "أبو الهيجا" عام 1992م في مخيم جنين، بين أحضان عائلة مجاهدة، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ربت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة.
تميّز بالهدوء، فكسب قلوب جميع من حوله من الأهل والأحباب والأصدقاء، بارًّا بوالديه حنونًا عليهما، محبًّا لجميع أهله، عطوفًا يساعد الفقراء بما استطاع ويشارك في الأفراح والأحزان.
تلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بجنين، وخلال دراسته، كان مثالًا في الانضباط، فنال احترام زملائه ومعلميه.
نجل قائد
حمزة هو النجل الأصغر للأسير الشيخ جمال أبو الهيجا الذي نشط في مقاومة الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى، ومن مبعدي مرج الزهور، ومن قادة الحركة الإسلامية في جنين، الذي قاد معركة الدفاع عن مخيمها عام 2002، اعتقل ست مرات، ويقضي الآن حكمًا بالسجن المؤبد 9 مرات.
لم يرق لحمزة ما يفعله الاحتلال في مدينته من تنكيل واعتقالات واقتحامات، فانخرط في صفوف حركة حماس، وشارك بأنشطتها المختلفة من مسيرات ومظاهرات وغيرها، ولم يكتف حتى انضم لصفوف كتائب القسام التي كانت أمنية بالنسبة له ليحمل هم دينه ووطنه.
المطاردة والملاحقة
بدأت معاناته منذ ملاحقته من أجهزة أمن السلطة التي اتهمته برفع رايات "حماس" تضامنًا مع والده الأسير الذي أضرب عن الطعام مدةَ مرض الأسير ميسرة أبو حمدية في فبراير 2013، وكذلك مشاركته في فعاليات غاضبة عقب استشهاد أبو حمدية.
تحوّل حمزة من متضامن مع الأسرى إلى مطارد للسلطة التي فشلت في اعتقاله، الأمر جعل منه مطلوبًا للاحتلال الذي فشل هو الآخر باعتقاله واغتياله مرات عدة.
الشهادة
وفي إحدى ليالي المطاردة كان حمزة يحمل فوق ظهره حقيبة بداخلها 300 رصاصة ومخزنان، إذ سمع مكبرات الصوت خارج المنزل الذي تحصن به في مخيم جنين نداء يقول: "حمزة سلّم نفسك".
جهز نفسه للاشتباك، وبدأت لحظة الصفر أفرغ خلالها المخزن الأول وواصل اشتباكه، وفي تلك اللحظة أطلق الاحتلال على الشقة قذيفة صاروخية تحطم بسببها جدار داخلي لينكشف له سيدة وطفلها، أدرك أنها محاصرة مثله، فاتخذ قرارًا إنسانيًّا، ولف الطفل بمعطفه وطلب من السيدة النزول أمامه لأسفل.
أمّن أبو الهيجا وصولهم لمكان أسفل المنزل ثم عاد ليواصل اشتباكه وظل يقاوم حتى أطلق الاحتلال قذائف صاروخية أخرى أدت لاستشهاده مع اثنين آخرين هما المقاومان يزن جبارين ومحمود أبو زينة، وإصابة أكثر من 15 آخرين من الجيران.