قائمة الموقع

غـزة: مزارعون ينتظرون الغيث

2010-12-23T10:26:00+02:00

وكالات – الرسالة نت

يتذكر المزارع زاهر أبو معروف من بيت لاهيا تلك الأيام من العام الماضي، عندما غمرت مياه الأمطار مزرعته، واستبشر خيراً بموسم وفير للري.

ويقترب شهر تشرين الأول من نهايته دون أن تهطل الأمطار، ما يقلق أبو معروف الذي يمتلك أرضا زراعية تزيد مساحتها على عشرين دونماً، تحتاج للري بشكل يومي.

يُذكر أنه في مثل هذه الأيام من العام الماضي شهدت المنطقة هطول أمطار غزيرة، لدرجة أنها أغرقت مساحات الأراضي الزراعية ومنازل السكان بالمياه، ما تسبب في تلف محتوياتها ولجوء بعض الأسر إلى منازل بديلة.

ومع بداية فصل الشتاء يبتهل المزارعون إلى الله من أجل هطول الأمطار، لتعويض الخسائر التي تكبدوها نتيجة شح مياه الري في فصل الصيف، وهو ما يدفعهم لتشغيل آبار المياه ما يرفع تكاليف الإنتاج الزراعي.

وينظر أبو معروف (34 عاماً) إلى مشكلة شح مياه الري على أنها من أكبر العراقيل التي تواجهه لهذا العام، بسبب ما تعرضت له آبار المياه من تدمير خلال الحرب وندرة قطع الغيار اللازمة لصيانتها.

وقال :" إن المشكلة في فصل الصيف كانت أشد وطأة، بسبب قلة فترات تشغيل البئر، وبالتالي تعرض بعض المزروعات للجفاف والتلف، معرباً عن قلقه الشديد نتيجة تأخر هطول المطر لهذا العام.

أما المزارع جلال أبو حليمة (50 عاماً)، فقد اعتبر أن هطول الأمطار سيحسن من مستوى الإنتاج الزراعي، خصوصاً المزروعات المستهلكة محلياً.

وقال: إن الأرض كانت مزروعة بثمار البطاطا التي تحتاج لنسبة كبيرة من مياه الري، وهو ما لم يحصل عليه، وبالتالي تكبد بعض الخسائر.

واعتبر أبو حليمة أن الموسم الحالي مختلف عن المواسم الزراعية الماضية في مثل هذا الموعد من العام، موضحاً أن أغلب المزارعين امتنعوا عن زراعة أرضهم بمحصول التوت الأرضي (الفراولة) المصدرة إلى خارج غزة، بسبب توقعهم فشل الموسم وعدم التصدير في ظل الحصار المفروض على القطاع.

المزارع أبو حليمة يمتلك أرضا تقدر مساحتها بنحو 15 دونما، زرعها بأصناف متعددة من الخضراوات المستهلكة في الأسواق المحلية، لافتاً إلى أنه يبذل جهودا كبيرة في كل مرة يحين موعد ريها، في ظل تأخر هطول المطر هذا العام.

وأكد مزارعون آخرون في بيت لاهيا أن ما يواجهونه يفوق قدراتهم على الاستمرار في العمل، فتارة يتعرضون للاعتداءات الإسرائيلية المتمثلة في التجريف وتخريب المزارع، وتارة أخرى بسبب تكاليف الري وشح الأمطار.

وقد دفع انتظار هطول المطر بهؤلاء المزارعين إلى زراعة أصناف زراعية لا تحتاج لري كثير، كالبندورة والخيار والباذنجان، وكذلك غرس أشتال الزيتون، لاسيما في مناطق أقرب إلى السياج الحدودي.

على هذا الصعيد، يحاول ممثلون عن الجمعيات الزراعية في بيت لاهيا تسهيل ري المزارع في البلدة، عبر ترميم آبار المياه وإصلاح بعضها، بهدف زيادة كميات المياه اللازمة للري.

وتبلغ مساحات الأراضي الزراعية في البلدة أكثر من خمسة آلاف دونم تُزرع بأصناف متعددة من المحاصيل الزراعية المستهلكة في الأسواق.

وفي محافظة رفح أصاب انحباس الأمطار واستمرار ارتفاع درجات الحرارة الكثير من مزارعيها بخيبة أمل، وألحق أضرارا كبيرة بالموسم الزراعي الشتوي، وأجبر العديد منهم على تأجيل زراعة المحاصيل الشتوية كالبازيلاء والفول.

وأكد مزارعون في محافظة رفح أن استمرار انحباس الأمطار ألحق بهم خسائر كبيرة، خاصة ممن جازفوا وبدأوا فعلا بزراعة أراضيهم بالمحاصيل الشتوية.

ووفقا لما أكده المزارع أحمد النحال، فإنه باشر قبل نحو شهر بزراعة أرضه بالقرنبيط والكرنب، آملا في هطول الأمطار، موضحا أن تأخر هطولها أجبره على ري محصوله بمياه الآبار، مقابل شيكلين للمتر المكعب من الماء.

وبين أنه اضطر لإنفاق مبلغ من المال لشراء المبيدات الحشرية والأدوية الزراعية، نظرا لأن ارتفاع درجات الحرارة وتكون الضباب معظم الأيام يزيدان من انتشار الآفات والديدان الزراعية الضارة.

أما المزارع أحمد زعرب، وكان يهم بمغادرة أحد محال الأدوية الزراعية، فأشار إلى أنه زرع أرضا يمتلكها غرب مدينة رفح بمحصول البازيلاء، لافتا إلى أن محصوله لا ينمو بصورة طبيعية نظرا لبقاء درجات الحرارة أعلى من معدلها العام.

وأكد أن ري المحصول بمياه الآبار أرهقه ماديا، كما أن الآفات الزراعية أثرت عليه، وتوقع أن يكون الإنتاج ضعيفا حال تواصل انحباس الأمطار خلال الفترة المقبلة، منوها إلى أنه يراقب نشرات الأحوال الجوية باستمرار، بانتظار أخبار تبشر بقرب هطول الأمطار، لكنه لا يسمع سوى المزيد من الارتفاع في درجات الحرارة.

المواطن عادل صالح أشار إلى أنه ينتظر هطول الأمطار ليزرع أرضه بمحصول الشعير، وبين أنه قام بحرثها وتجهيزها قبل نحو أسبوعين، منوها إلى أن شهر تشرين الثاني هو آخر فرصة لزراعة الأرض بالشعير، وفي حال استمر انحباس الأمطار طوال هذا الشهر فإنه سيضطر لتأجيل زراعتها عاما آخر، لافتا إلى أن محصوله جف قبل نضوجه العام الماضي نظرا لانحباس الأمطار.

وينوي المواطن علاء عبدالله الذي يمتلك أرضا شمال المدينة، زراعة أرضه بمحصول البصل، لكنه ينتظر هطول الأمطار أو على الأقل انخفاض درجة الحرارة، حتى يتمكن المحصول من النمو في ظل ظروف طبيعية.

وأشار عبدالله إلى أن بالإمكان توفير مصدر للمياه لري المحصول لكن مشكلة الحرارة المرتفعة لا يمكن حلها، منوها إلى أنه يشعر وكأنه ما زال في فصل الصيف.

وكان مزارعون وتجار في أسواق مدينة رفح توقعوا أن تشهد أسعار الخضراوات والمحاصيل الشتوية ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة المقبلة، حال تواصل انحباس الأمطار، نظرا لأن المحصول يكلف المزارعين أضعاف تكلفته في حال كانت الأمطار تهطل بانتظام.

يذكر أن لمياه الأمطار الكثير من الفوائد، فإضافة إلى أنها مصدر لري المزروعات الشتوية فهي تروي الأشجار المثمرة وتحدث انخفاضا في نسبة ملوحة مياه الآبار الجوفية وتقضي على الآفات والحشرات الضارة التي تكاثرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة نتيجة تكون الضباب وانحباس الأمطار.

وقد مني القطاع الزراعي في محافظة رفح بانتكاسة كبيرة خلال السنوات الماضية، بسبب قيام قوات الاحتلال بتجريف آلاف الدونمات التي تعتبر أفضل وأخصب الأراضي الزراعية على مستوى المحافظة، وتقع في بلدة الشوكة شرق رفح، كما دمرت قوات الاحتلال عشرات الدفيئات الزراعية، وألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية الزراعية، مثل آبار وشبكات المياه في البلدة التي كان يعتمد المزارعون عليها في ري أراضيهم، ما قد يصعب من عملية استصلاح تلك الأراضي مجدداً.

نقلا عن صحيفة الايام

 

اخبار ذات صلة