غزة – الرسالة نت
ثلاثون عاما مضت والامل يحدوها بتبدل الحال، كبُر الابناء وتكاثر الاحفاد والحال يزداد سوءا، ضيق المكان يحاصرهم، ورغم ذلك لا زال لسانها يلهج بحمد الله.أم أحمد مسنة ستينية، تقطن مع أسرتها في حي الزيتون وسط غزة، كل يوم تقول "بكرة بتفرج"، والالم يعتصر قلبها وهي تقف حائرة أمام وضع بائس لا مفر منه.
ينعكس السواد الذي غطى الجدران على معيشتهم التي تزداد حلكة، وتضيف " قلت عندما يكبر الابناء بيتغير الحال، لكن يبدو أن الفقر مكتوب علينا حتى الممات".
في منزل ضيق مكون من غرفتين فقط، تملؤهام ثياب واحتياجات المنزل، وفي مساحة محدودة يخلد الجميع الى النوم جنبا الى جنب على الارض "كعلب السردين" –يستهزئون من حالهم-.
تعاني أم أحمد وزوجها وأبنائها الستة من الفقر منذ ثلاثة عقود، ويقطن نجلها المتزوج في غرفة فوق منزلهم ولديه ستة من الاطفال.
الابن المتزوج يعمل على عربة كارو، بالكاد يستطيع تحصيل طعام صغاره في أيام عمل شاقة تبدأ قبل أن تنسج الشمس خيوطها على منزلهم الذي كسته رائحة الفقر، وينتهي بعد أن يغطي الليل أجساد أطفاله النحيلة التي تفتقر لأغطية تقيهم من البرد.
لن تفلح الكلمات في وصف منزل يعود بأصحابه لعصور لم يعشها أجدادهم، ضيق وفقر وحرمان، وطعام لا يتوفر كل يوم.
تقول أم أحمد أن أهل الخير يفقدونها في بعض الاحيان، وكثيرا ما تعتمد على بعض الاطعمة التي يرسل بها الجيران اليها، الى جانب المواد الغذائية التي تحصل عليها من وزارة الشئون الاجتماعية.
في الحرب على غزة استيقظ أحد أبناء أم أحمد في الثامنة عشرة من عمره، فاقدا لبعض قواه العقلية، وأصابته اصوات الانفجارات بمشكلة نفسية لم تستطع الاسرة حلها حتى هذه الايام، رغم عرضه على مجموعة من الاطباء.
يعيش ذلك المصاب النفسي بعالم آخر ليس بعيدا عن أجواء الفقر، يضرب كفيه ببعضهما بين الوقت والاخر، ويتحدث بكلمات بسيطة تدلل على حياته الخاصة التي يحياها بين جدران الفقر.
هي صرخة تطلقها "الم وأمل" لزيارة تلك الاسرة والوقوف على أوضاعها لعل الضمائر الحية تتحرك في قلوب كستها قسوة الايام، وترق مشاعر الخيرين لمساندة من ذهبت بهم الحياة بعيدا الى وحل الفقر والحرمان.