اقتحمت قوات معززة من وحدة "حرس الحدود" الشرطية، مدينة رهط في منطقة النقب، مساء اليوم الأربعاء، بحجة البحث عن عُمال من الضفة الغربية المحتلة، وأغلقت الحي رقم 17 في المدينة، وسط أنباء عن اعتقال أحد المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن الإسرائيلية نفذت عمليات تفتيش واسعة في المدينة وطوقت ورشة بناء، وأكدت المصادر أن عملية الاقتحام شهد اعتقال شخص واحد على الأقل واقتياده للتحقيق.
وأظهرت التوثيقات الواردة من رهط انتشار عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية ووحدة "حرس الحدود" الشرطية، الملثمين والمدججين في السلاح، في أحياء وشوارع المدينة وهم يرفعون أسلحتهم الملقمة في وجه الأهالي، فيما حلّقت مروحيات إسرائيلية في أجواء المنطقة.
ويتعرض الوجود العربي في النقب إلى اعتداءات إسرائيلية متواصلة فيما تصاعدت جرائم التمييز العنصري ضد المجتمع العربي البدوي في النقب وسط هجوم شرس من السياسيين والمسؤولين الحكوميين ووسائل الأعلام الإسرائيلية على النقب.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة رفضها الاعتراف بقرى عربية في النقب وتحاول تهجير سكانها، الذي يسكنون في أراضيهم في صحراء النقب منذ مئات السنين، تصوت الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الأسبوعي المقبل (الأح)، على مخطط لإقامة عشر مستوطنات جديدة في النقب، حسب بيان مشترك صادر عن وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، ووزير البناء والإسكان، زئيف إلكين، اليوم الأربعاء.
وشهد مطلع العام الجاري مواجهات بين متظاهرين من أهالي النقب وقوات الأمن الإسرائيلية التي قمعت المحتجين على أعمال تجريف أراض في المنطقة لصالح مشروع تشجير يشرف عليه "الصندوق القومي اليهودي" ("كيرن كييمت ليسرائيل" – "كاكال")، تمهيدا للاستيلاء عليها ومصادرتها.
ويعيش ما يقرب من نصف بدو النقب البالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة في قرى غير معترف منذ أجيال، ويشكون من سياسة التهميش والتمييز؛ ويفتقرون إلى مرافق البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي، كما تتعرض المنازل العربية في النقب إلى عمليات هدم ممنهجة بزعم البناء غير المرخص.