قائد الطوفان قائد الطوفان

في اليوم العالمي للتمييز العنصري

العنصرية الإسرائيلية يراها العالم ويغمض عينه

غزة-رشا فرحات

بينما يحتفل العالم في الواحد والعشرين من آذار باليوم العالمي لمحاربة العنصرية، يعاني الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاما من كل أشكال العنصرية (الإسرائيلية) التي تمارس بحقه، قتلا وهدما ومصادرة لأراضيه، ثم التعامل مع قضاياه بمكيالين في المحاكم (الإسرائيلية)، وصولا إلى المحاكم الدولية.

وبينما تؤكد الأمم المتحدة على ضرورة احترام حقوق الإنسان ومنع وقوع التمييز العنصري واحترام الحق في الحياة والتعبير واستقلالية القضاء، تضرب ( إسرائيل) بكل ذلك عرض الحائط من خلال تفننها على مدار السنوات السابقة في تزييف الحقائق والترويج لروايتها المضللة ومصادرة الأراضي وحرق المزروعات للفلسطينيين واعتقال من يدافع عن أرضه ويطالب بحقه، وهدم بيوت عمرها عشرات السنين، ومحاصرة المدينة .

وقد عمل الاحتلال الإسرائيلي منذ بدايته على إطلاق تُهمة " اللاسامية" على كلّ من ينتقد نظامه، وطريقته في قيام دولته العنصرية، حتى أنه أطلق التهمة على منظمات حقوقية دولية من خلال تكرار فكرة المحارق النازية التي استخدمها الاحتلال في فرض عصريته بالقوة.

ابرتهايد

ومن قلب العنصرية الإسرائيلية قالت أورلي عضو مجلس إدارة منظمة بتسليم وهي إحدى المنظمات المعنية بمراقبة الاعتداءات وأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة إن  (إسرائيل) تحتل أرضا ليست أرضها، ما يعد خرقا للقوانين الدولية إضافة إلى انعدام الأخلاقيات في استخدام القوة الاحتلال، كما أن النظام (الإسرائيلي) يستخدم القمع والتمييز العنصري ضد العرب حتى في المناطق التي تقع تحت سلطتها.

وربما نستطيع أن نعتبر ما حدث العام الماضي في الشيخ جراح وما تبعه من تطور الأحداث في غزة نقطة تحول في صورة (إسرائيل) لدى العالم، رغم أن العالم يسمع ويرى منذ سبعين عاما.

يقول الدكتور محمد عزيز، أستاذ القانون الدولي في الجامعة الإسلامية إن (إسرائيل) هي قاعدة عسكرية أمريكية أوروبية في الشرق الأوسط، ووجودها هو مصلحة أمريكية أوروبية وهذا يعطيها حرية ممارسة العنصرية، خاصة في ظل وجود حق الفيتو في مجلس الأمن الذي ترفعه أمريكا في وجه كل من يريد أن يدينها.

ويرى عزيز أن ما حدث العام الماضي من تضامن مع قضية الشيخ جراح وغزة لم يبق أحد في العالم لا يعرف حقيقة الأبرتهايد الإسرائيلي، بل وأثارت قضية الشيخ جراح مشاعر كل المناضلين من أجل الحرية، ولكن قوة أمريكا وكثرة حلفاءها وخاصة بعد التطبيع العربي يعيق ذلك، مضيفا " لقد أصبح الجميع يقدم الولاء والطاعة (لإسرائيل)

ويلفت عزيز إلى أن (إسرائيل) منذ عام 48 ووجودها يشكل مشكلة دولية للجميع، من خلال تميزها العنصري وجرائمها ضد الأطفال الفلسطينيين والنساء والعزل وانتهاكها لكل الاتفاقيات الدولية ولكنها تزيد غطرسة وتجبر لأن أمريكا تعطيها هذا الحق.

العالم يتعامى

وفي ذات السياق يُظهر تحقيق جديد لمنظمة العفو الدولية أن (إسرائيل) تفرض نظاماً من القمع والهيمنة ضد الفلسطينيين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها من أجل مصلحة اليهود الإسرائيليين. ويرقى هذا النظام إلى مستوى الفصل العنصري، الذي يحظره القانون الدولي.

زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في القدس يرى في مقابلة مع "الرسالة" أن هذه الدراسات والاعترافات المتأخرة لمنظمات حقوق الإنسان هي المعنى الحقيقي للعنصرية نفسها، قائلا:" هذه المنظمات بدأت تخرج بتقارير حقيقية مثل منظمة الهيومن رايتس وبتسليم ومنظمة العفو الدولية لكنها قبل أعوام في مؤتمر لجنوب أفريقيا رفضت حتى إدانة (إسرائيل).

ويستدرك: لكنها اليوم لا تستطيع التجاهل، لأن الفلسطينيين كشفوا مشهدا أكثر وضوحا واحرجوا هذه المؤسسات الحقوقية، وفقا للحموري.

ويرى أن الابرتهايد الإسرائيلي هو تلميذ لمدرسة العنصرية الكبرى الأمريكية، وهي التي صادرت أراضي الهنود الحمر، ومارست كل أنواع العنصرية في العراق وفيتنام، و(إسرائيل) جزء بسيط من العنصرية الأمريكية .

البث المباشر