غزة- كمال عليان-الرسالة نت
لم تتوقع أم رائد حسين في الأربعينات من عمرها أن تواجه مشقة كبيرة في البحث عن ملابس شتوية رخيصة الثمن، ولليوم الثالث على التوالي تبحث عن تنزيلات في أسعار الملابس ولكن دون جدوى.
ويشكو سكان قطاع غزة تضاعف أسعار الملبوسات الشتوية المتوافرة في المحال التجارية، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر، وهيمنة تجارة الأنفاق والبضائع المهربة على الأسواق.
وتقول أم رائد لـ"الرسالة نت":" منذ ثلاثة أيام وأنا أبحث عن تنزيلات أو (أوكزيونات) للملابس الشتوية، ولكني لم أجد لليوم، وكلما أذهب لمحل بيع الملابس يقولون لي لا تتعبي نفسك".
وتكمل حسين: " يبدو أن شراء المستلزمات الأساسية أصبح أمنية صعبة المنال هنا (غزة)".
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا ظالما على قطاع غزة بعد أن أحكمت حركة حماس سيطرتها على القطاع قبل عامين مما تسبب في حدوث نقص كبير في العديد من السلع والمنتجات .
عرضا خاصا
وأما أم خالد (45عاما) فتصوّب نظرها إلى واجهة المحال التجارية المنتشرة على طول شارع النصر وسط مدينة غزة، وتحدّق في موديلات الملابس الشتوية المعروضة بألوانها المختلفة، على أمل أن تجد عرضا خاصا بالتنزيلات، ولكن دون جدوى.
وتقول أم خالد وهي تتجول برفقة طفليها بين المحال التجارية لـ’الرسالة’:" أصبحت أسعار الملابس ملتهبة، ولا يوجد محل تزينه عبارة أوكازيون"، مضيفة:" في كل موسم قبل الحصار كنت أشتري عدة قطع لأطفالي، أما الآن فلا استطيع شراء أكثر من قطعة واحدة".
وتشير الأم التي تعيل 6 أطفال، إلى أن أصغر قطعة للأطفال لا تقل عن 50 شيكلا، موضحة في ذات السياق، أن ظروفها المادية لا تمكّنها من شراء كل ما يلزم أسرتها من ملابس، وتتابع أم خالد :" غالبا ما كانت تزين محلات الألبسة في غزة، زجاج واجهاتها بعبارة "اوكازيون"، مترافقة مع نسبة مئوية تبدأ من عشرين إلى خمسين في المئة بكل موسم، لتخليص مخازنها من البضائع المُكدسة قبل استيراد الموديلات الجديدة.
بعيدا عن الكماليات
وأما الشاب علاء مطر ( 22عاما) والذي كان يمشي في السوق لعله يجد ضالته فيقول لـ"الرسالة" :" في كل موسم كنت أشتري عدة بنطلونات وقمصان، وأتابع موضة الملابس، لكن اليوم اكتفي بشراء ما هو ضروري بسبب تضاعف الأسعار التي أصبحت خيالية".
ولم يعُد الشباب في غزة يتابعون موضة الملابس في الأسواق، إذ يكتفون بشراء ما هو ضروري بعيدا عن الكماليات".
ولفت مطر الذي يبحث عن عمل، إلى أن سعر أفضل بنطلون جينز كان لا يزيد ثمنه على 100 شيكل، بينما الآن أردأ بنطلون يزيد ثمنه على 120 شيكلا.
لا إقبال
ويسيطر الإحباط على أصحاب المحال التجارية، من جراء ضعف الإقبال على شراء الملابس، في وقت تتكدس فيه الملبوسات فوق أرفف المحلات ومخازنها.
في وسط منطقة معسكر جباليا المكتظة بالسكان، وأمام أحد محلات بيع الملابس جلس المواطن أبو محمد الطناني (45عاما) أمام محله الذي خلا من الزبائن، ليقول وقد بدا الهم على وجهه: إن الحركة الشرائية ضعيفة جدا رغم حلول موسم الشتاء، وأن زبائنه يريدون ملابس بأسعار زهيدة، معربا عن خشيته من تعرضه لخسائر فادحة، خصوصا مع إنفاقه آلاف الشواكل على الملبوسات المهربة عبر الأنفاق.
وتابع الطناني :" لا يوجد إقبال على الشراء لأن الأسعار مرتفعة، مستذكراً أوقات سابقة يوم أن كانت تدخل البضائع ليقول :" كان الناس لا يفاصلون كثيرا على الأسعار، مبينا أن الأسعار كانت معقولة.
وتوجه المواطنين وأصحاب المحال التجارية بنداء لـ "الرسالة نت" إلى أصحاب القرار بوضع تسعيرة محددة لكل البضائع التي يتم إدخالها عبر الأنفاق، وعدم تركها لمزاج ورغبات وأهواء التجار.