تحوّلتِ الحياةُ في النقب إلى حياةٍ مرهونةٍ بالأرض، نظراً لأطماع الاحتلال في ظل حكومة يمينية متطرفة، صادقت على إقامة مستوطنة مخصصة لليهود المتدينين "الحريديم" في المنطقة، والتي أطلق عليها اسم مستوطنة "كسيف"، وستضم أكثر من ألفي وحدة استيطانية، معدة لـ 125 ألف مستوطن.
كما وصلت عملياتُ التشجير التي يقوم بها الصندوقُ القومي اليهودي إلى أعتابِ قريةِ السعوة في النقب والتي تهدف إلى تحويلِ الأراضي لأماكنَ يستخدمها الاحتلال فقط بحجة التشجير، وقد واجه أهالي النقب موضوع التشجير الزاحف بالهبة القوية التي قابلها الاحتلال بالحبس المنزلي ومصادرة الأراضي.
صلاح الخواجا المختص بقضايا الاستيطان ذكر "للرسالة" أن هذه الهجمة على النقب ليست هبة لحظية وإنما هي ممنهجة نحو المنطقة وسكانها، موضحاً أن المستوطنة التي تقام على هذه الأرض والتي أطلق الاحتلال عليها اسم "كاسيف" ستقام على مساحة ٧ آلاف دونم كبداية.
وقال الخواجا: "الاحتلال وقّع على 10 مستعمرات جديدة منذ العام الماضي في النقب كما أن المستعمرة الجديدة هي مدينة يهودية حسب ادعائهم ستقام للمتدينين المتشددين على أساس أن تكون أيضاً منطقة صناعية.
ووفق النقابة، فإن النقب منطقة شاسعة وفارغة ولا يوجد فيها الكثير من اليهود، لذا لجأ الاحتلال إلى إقامة مدينة ليهود متدينين غير موجودين.
ويضيف: "وجود المستوطنين في هذه المنطقة حماية للاحتلال الذي يريد أن يقطع يد المقاومة من قطاع غزة ويحمي نفسه ويعمل سياجاً استيطانياً لمستوطنين يدافعون عن مصالهم".
ومن الواجب ذكره أن هناك 39 تجمعاً بدوياً في منطقة النقب لا يعترف بها الاحتلال لأنه لا يريد أن يخلق واقعاً عربياً، بل يريد تفريغ الوجود الفلسطيني من النقب، تحت شعار "التجميع الحضري" أو مشروع "برافر" الذي أقره (الكنيست) لتجميع العرب في منطقة واحدة وبناء مدينة استيطانية خالية من العرب وبدعم من قانون القومية.
ويستشهد الخواجا بالعراقيب التي هُدمت 200 مرة، والتي تحارب بدعم من الصندوق القومي اليهودي الذي يجند أموالاً لدعم الاستيطان والمستوطنين في الأراضي المحتلة.
ويرى الخواجا أن موضوع تهجير يهود أوكرانيا له علاقة مباشرة بهذه الهجمة المسعورة على أراضي النقب، ويقول: "النقب يمكن أن تستوعب عدداً كبيراً من يهود أوكرانيا الذين يصعب توطينهم في الضفة، ولكن الأسهل أن تُبنى لهم مستوطنات في النقب، حيث يسعى الاحتلال لتوطين ما لا يقل عن مائة ألف يهودي أوكراني في النقب.
وكانت صحيفة معاريف (الإسرائيلية) قد ذكرت أن رئيس مجلس "رمات النقب" الإقليمي، عيران دورون، يرى أن تدفق اللاجئين اليهود الأوكرانيين إلى (إسرائيل)، فرصة ذهبية لإحياء استعمار صحراء النقب.