قائد الطوفان قائد الطوفان

قيادات الداخل المحتل: "قمة النقب" تهميش للفلسطينيين على أرضهم

سامح شكري ولابيد
سامح شكري ولابيد

الداخل المحتل-الرسالة

أثارت قمة النقب التي يشارك بها وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" ووزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، ووزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، ووزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياتي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ردود فعل غاضبة بين الفلسطينيين، خاصة أن هذه القمة تعقد على أرض النقب التي تعاني منذ أشهر من الجرائم (الإسرائيلية) التي تتمثل بالتحريش والتجريف وإقامة المستوطنات تمهيدًا للاستيلاء على الأرض.

ويقول رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الشيخ كمال خطيب: "لا يمكن لعاقل أن يصدق أن الأمور تجري بعفوية أو بالصدفة كل شيء له دلالته وكل اختيار له رسالته.. أن يتم اختيار النقب ليكون هو مكان عقد هذه القمة وليس النقب بشكل عام وإنما المستوطنة التي تحتوي على قبر ديفيد بن غوريون الذي أعلن عن إقامة (دولة إسرائيل) عام 1948 على حساب نكبة شعبنا ونكبة أهلنا ليس عفوياً".

ويتابع "هذا اختيار ذكي جدًا وصاحب رسالة قوية ليس فقط للخارج بل للداخل أيضًا الخارج أن التعامل مع إسرائيل ليس كنقب وجليل ومثلث بل كإسرائيل.. لكن الحوار والحديث هو في الداخل تحديدًا من خلال ما يتعرض له النقب خلال هذه الأيام من مشاريع الاستهداف والإعلان عن بناء المستوطنات بالنقب ورفع شعار القائمة الموحدة بأنها ستقوم بإيجاد حلول جذرية للنقب على غرار الاعتراف ببعض القرى مسلوبة الاعتراف".

ويضيف "هذه القمة بقناعتي صفعة وجواب بليغ لمن يظن أن اختيار بن غوريون للنقب وصية ليدفن فيه ويأتي الآن ويعتقد أن (إسرائيل) ستفرط بالنقب كعمق استراتيجي لها.. من يفكر بهذه الطريقة هو واهم ومغرور وجاهل".

ويؤكد الشيخ كمال خطيب على أن ما يحدث اليوم من عقد هذه القمة في النقب إلى جانب كافة السياسات التي تتبعها سلطات الاحتلال (الإسرائيلية) هناك هو تطبيق لرؤية بن غوريون، وتابع "شاكيد، في أعقاب ما حصل في بئر السبع قبل أيام، كان جوابها التلقائي والسريع أنها ستقوم على إصدار تراخيص لبناء 10 مستوطنات في النقب.. هذا لم يكن جواباً على شفتين.. بل هذا جواب نابع من خطط ومشاريع ورؤية مستقبلية للحكومة الإسرائيلية بالنقب".

ويردف الخطيب "علينا ألا نفصل بين قمة النقب وقمة العقبة قبل يومين وقمة شرم الشيخ وقبلها قمة أبو ظبي.. هذه ليست بمعزل عن بعضها البعض.. هذا الحراك يشير إلى أن هناك حدثاً ستمر به المنطقة يراد من خلاله تنفيذ خطوات غير مسبوقة.. هل هذه الخطوات غير المسبوقة ستكون تجاه إيران! ممكن.. لكن في تقديري هي باتجاه القضية الفلسطينية وتحديدًا تجاه القدس والمسجد الأقصى".

ويوضح الشيخ كمال أنه بتاريخ 25/10/2015 عقدت قمة سرية في حينه، سميت بقمة اليخت شارك فيها الملك عبدالله والسيسي ومحمد بن زايد ونتنياهو ومن أشرف عليها ورتبها كان وزير الخارجية الأمريكي في حينه “جون كيري”، لافتًا إلى أنه بعد انتهاء هذه القمة بـ 3 أسابيع فقط تم حظر الحركة الإسلامية.

ويضيف: "لا يمكن أن يكون بعد هذه القمم إلا خطوات في غير صالح شعبنا ولا أمتنا خاصة أن وزراء الخارجية العرب المتواجدين في القمة اليوم هم ضمن فريق التطبيع والهرولة والطعن بالظهر.. بالتالي هؤلاء لن يكونوا أبدًا في موقف يواجهون من خلاله المخططات الإسرائيلية أو يسعون إلى تحقيق حقوق لأبناء شعبنا.. هم أضعف من هذا الدور.. لذلك لن يكون من وراء قممهم خير لأمتنا".

ويقول رئيس حزب الوفاء والإصلاح حسام أبو ليل معقبًا على قمة النقب: “هذه القمة هي تحقير الأمة الإسلامية العربية.. قمة من هذا النوع فيها نوع من الانحراف عن البوصلة العربية والإسلامية”.

ويضيف "أن تكون هذه القمة على أرض النقب التي تتعرض للانتهاكات والمصادرة والتحريش والتجريف والاعتداء على أهاليها وعلى أبواب ذكرى يوم الأرض الخالد.. وأن تكون من ضمن هذه القمة زيارة إلى قبر بن غوريون مؤسس الدولة التي قامت على أرض الآباء والأجداد والذي تبجح في اعتداءاته على العرب والمسلمين. هذه قمة الاستهتار والتحقير وتعبر عن نفسيات مريضة ومجرمة و تتماهى مع المشروع الصهيوني".

ويردف: "هذه القمة لا تمثل شعوبنا العربية الإسلامية التي ترفض بمجملها التطبيع مع (إسرائيل).. واضح أن من قام وانزلق في مشروع التطبيع لا يملك قراره ورأيه.. من يخطط ويصدر الأوامر هي المؤسسة الإسرائيلية والأمريكية والحكام العرب هم أداة للتنفيذ".

وأكد أبو ليل على أن الهدف من اختيار النقب لإقامة هذه القمة التي تجمع بين وزراء خارجية عرب و”إسرائيل” ووزير الخارجية الأمريكي هو تقزيم حق الفلسطينيين البدو بأرضهم، مضيفًا، “إسرائيل تريد أن ترسل رسالة للنقب بأن ليس لأصحاب الأرض أي حقوق.. لكن بعد  الأحداث الأخير نحن نقول بأننا سنبقى ثابتين ولن يتغير أي شيء من حقوقنا والنقب لأهله”.

بدوره يقول رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة: "هذه القمة تضع الشعوب العربية في مخاطر لأن إسرائيل في حالة عداء مع أطراف كثيرة ومن يلتصق بها يتحمل عبء هذا العداء بين (إسرائيل) والأطراف الأخرى".

ويلفت زحالقة إلى أن حديث يدور في الوسط العربي عن نصب بطاريات للقبة الحديدية في الخليج العربي، مضيفًا، “في البداية هذه البطاريات لن تنصب إلا بشروطٍ إسرائيلية ولن تسمح لأحد باستعمالها دون إذنها.. ووجود هذه البطاريات تعني تواجداً عسكرياً إسرائيلياً في الخليج.. وهذا يعني استهداف إيراني لها وتعرض حياة الناس في الخليج للخطر.. لأن التواجد الإسرائيلي في الخليج قد يوجه ضد إيران”.

ويتابع: "الأنظمة العربية التي تطبع مع (إسرائيل) تعتقد أن الأخيرة ستوفر لها الحماية وهذا خطأ كبير جدًا لأنها لن تعرض حياة جندي إسرائيلي واحد للخطر من أجل عيون أي قائد عربي".

وفيما يتعلق باختيار النقب لتكون حاضنة القمة، يقول زحالقة: “باعتقادي إن الإسرائيليين أرادوا أن يخطوا خطوة ليس  للوصول إلى التطبيع فقط وإنما للاعتراف بالحركة الصهيونية وأكبر رمز لهذه الحركة الصهيونية هو بن غوريون.. ولهذا باعتقادي اختيرت النقب لهذه القمة”.

ويعبر عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي الخطيب عن عدم استهجانه للأنظمة العربية التي تطبع مع “إسرائيل” أن تشارك اليوم في “قمة النقب”، مضيفًا “من فتح الباب لهذه التنازلات وهذه الخيانة هي القيادات الفلسطينية.. ومن أعطى الشرعية للقاء الإسرائيليين بهذه الطريقة هي القيادات الفلسطينية”.

ويتابع “بات أمراً طبيعياً بالنسبة لهذه الأنظمة أن يلتقي القادة العرب بـ(إسرائيل).. حتى وصل بهم الأمر لتهميش الشعب الفلسطيني وتهميش قضاياه.. القضايا المطروحة في قمة النقب هي إيران وقضية إيران والاتفاق الإيراني الأمريكي.. ولمحاولة الضغط على الجانب الأمريكي لعدم إبرام هذا الاتفاق وكأن إيران هي العدو للشعب العربي”.

ويردف “الإيرانيون لم يعادوا شعبنا في أي لحظة وفي أي قضية من قضايا الشعب الفلسطيني.. من يعادي الشعب الفلسطيني هم القادة العرب والإسرائيليين.. وفي النهاية هذه القيادات العربية لا تمثل شعوبها ولا يوجد لهم علاقة بشعوبهم.. الشعوب العربية ترفض هذا اللقاء”.

المصدر: الجرمق

البث المباشر