قائمة الموقع

حكاية "أم النور".. قاوم أبناؤها المحتل ورفضوا هجرتها!

2022-03-29T13:13:00+03:00
غزة – مها شهوان

بمجرد أن يأتي ذكر مدينة "أم الفحم"، تتوارد إلى الأذهان العمليات البطولية والشهداء والثوار وقيادات الحركة الإسلامية، الذين وقفوا في وجه المحتل على مدار عقود طويلة ورفضوا الهجرة منها بعد احتلالها، وبقوا متمسكين بهويتهم الفلسطينية.

العملية البطولية الأخيرة، التي نفذها في بلدة الخضيرة، البطلان أبناء العم "أيمن وإبراهيم اغبارية"، أعادت إلى المدن الفلسطينية المحتلة وهج المقاومة الثورية، التي يسعى الاحتلال بكل أساليبه إلى تهويدها وطمس الروح الوطنية عند أبنائها.

ينتمي البطلان إلى مدينة "أم النور" الاسم الذي أطلقه عليها أهلها، وهي تقع شمال فلسطين التاريخية في منطقة المثلث وتحديدًا الشمالي منه، ضمن منطقة حيفا، وتبعد عن مدينة القدس حوالي 120 كم شمالًا.

أما عن تسمية "أم الفحم" بهذا الاسم، فيعود إلى أن المدينة كانت تنتج الفحم بكثرة، كما تتمتع ببيئة جميلة وكثرة الأشجار والغابات المحيطة بها التي شكلت في كثير من المراحل مصدر رزق لكثير من أهالي المدينة، ومنها صناعة الفحم والأخشاب.

سُلمت المدينة إلى (إسرائيل) عام 1949 بموجب اتفاقية الهدنة مع الأردن أو ما يُعرف "باتفاقية رودوس"، ودخلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 20 مايو 1949؛ وبقي أهلها فيها ولم يهجروها.

مدينةُ أمِ الفحم كانت تشهد سنوياً "مهرجان الأقصى في خطر" بحضور عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل، إلا أنه توقف بعد حظر الحركة الإسلامية التي ينطلق نشاطها من المدينة وينحدر منها رئيس الحركة الشيخ رائد صلاح.

يذكر أن قرار حظر الحركة وإغلاق 25 مؤسسة وجمعية تابعة لها كان تتويجاً للهجمة الشرسة التي وجهتها حكومة الاحتلال للمدينة.

كما ينتمي للمدينة القاضي توفيق جبارين، أوَّل رئيس مُعيَّن لمجلسِ أُمّ الفحم المحلّي (عام 1963م)، وكذلك على وأحمد الفارس محاميد أحد أهم قيادات ثورة فلسطين الكبرى (1936م - 1939م).

ومنذ عقود طويلة توجد "أم الفحم" في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، عدا عن تحريض وسائل الإعلام الإسرائيلية ضدها باستمرار، كما تُعرف الصورة النمطية العامة لمدينة أم الفحم لدى الوسط اليهودي أنها المدينة العربية الأكثر تطرفًا بسبب صمود أهلها واحتفاظهم بهويتهم الفلسطينية.

وخلال انتفاضة القدس الثالثة، عام 2017 نفذ ثلاثة من شباب أم الفحم أول اشتباك مسلح في الأقصى منذ احتلال القدس في حرب 1967، مما زاد من أبواق التحريض والعنصرية ضد أبنائها.

كانت بيوت المدينة قبل عام 1948 تتميز بوجود الخوابي والقطوع والتي لها القناطر، وتتكون أسقُف هذه المباني من الأخشاب والتُرابِ الناشف، والطين اللزج من تلالِ السلطانة، الذي يمنحه صلابة الأسمنت.

كانت المدينة تضم أكثر من خمسين عقدًا وهذه العقُود كانت تُبنى بحجرِ يُسمى "القصم" وكانت طينتها من الشيد ورماد الطوابين، وسقفها كالقُبّةِ. وكان أقدم عقد في أُمِّ الفحم هو عقد مسجد عُمر بن الخطّاب في حارةِ المحاجنة وقد هُدم فيما بعد.

وتنقسمُ مدينة أُمّ الفحم، شأنها شأن جميع المُدن والقُرى، إلى حارتٍ وأحياء تحملُ أسماء مُختلفة؛ ففيها أربعُ مناطق سكنية رئيسيّة مُتلاصقة وتنقسمُ إلى العديد من الأحياءِ وهي: الاغبارية والمحاجنة والمحاميد والجبارين.

ولا تخلو أم الفحم من مكونات المدينة؛ فهي تملك القاعدة الاقتصادية والتجارية، كما تعتبر إحدى المدن المركزية في المثلث. وبالرغم من عدم وجود منطقة صناعية فيها، إلا أنها كانت تمتلك عدة مصانع وورش للعمل، أنشئت بمبادرات فردية، فاستوعبت الأيدي العاملة المحلية.

اخبار ذات صلة