انتقد قيادي بحركة حماس تصريحات وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي شارك في قمة النقب، قال فيها إنه "يندم على ٤٣ عامًا من عمره قضاها دون أن يتعرّف على (إسرائيل)".
وتساءل رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بحماس د. باسم نعيم، عبر منشور به في صفحته بفيسبوك: "لا أعرف هل كان جادًا ومدركًا لما يصرح به في قمة العار (قمة النقب)، أم أنّه يجامل مضيفه على حساب أمتنا وشعبنا ومستقبلنا؟".
وقال نعيم: "نود أن نُذّكر معاليه أن شعبنا دفع الكثير وضحى بالغالي والنفيس في مواجهة الإرهاب والجرائم التي اقترفها هذا الكيان، ليس دفاعاً عن فلسطين فقط، بل عن كل الأمة العربية والاسلامية ومقدساتها".
وأضاف: "٧٣ عامًا وليس فقط ٤٣، فقدنا فيها خيرة شبابنا وكثيراً من مقدراتنا؛ دفاعاً عن حياض العرب والمسلمين، حتى ينعم هو وغيره بالأمن والاستقرار والرفاه".
وتابع: "لن يطول الزمن حتى يكتشف معاليه أن هذه التصريحات سيحاسبه عليها، ليس التاريخ فقط، ولكن شعوب هذه الأمّة وفي مقدمتها الشعب الإماراتي الأصيل؛ لأن جلب الصهاينة وزرعهم في دولنا وتشويه وعي أجيالنا، وتمهيد كل السبل ليعيثوا في الأرض العربية فساداً ودماراً وتمزيقاً وتمكينهم من مقدرات أمتنا ومستقبل أجيالها، هذا الفعل الشنيع لا يفعله مسؤول مؤتمن على شعبه وأمته، وعلى تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم، فالرائد لا يكذب أهله".
وذكر نعيم أن "الكيان الذي تستنجدون به لحمايتكم أضعف من أن يحمي نفسه"، قائلًا: "ها هي موجات الغضب من الشباب الفلسطيني وبإمكاناتهم البسيطة يربكون حساباته ويصيبون قيادته بالهوس والجنون".
وخاطب القيادي بحماس الوزير: "واضح يا معالي الوزير أنكم أدركتم، وإن كان متأخراً، أنّ المتلحف بأمريكا (أم الكيان وراعيته وضامن أمنه ووجوده) عريان، فما أدراك بكيان هش ممزق داخلياً، لا يتوقع زعيمه الأقوى، في السنوات الاخيرة، نتنياهو، أن يتمكن من الاحتفال بعيد تأسيسه الـ 100".
وشدد على أن "انتصارنا وزوال الكيان حتمية قرآنية وتاريخية، والأمر مسألة وقت فقط، والذكي والحكيم من رفع بصره قليلاً فوق ركام الواقع البائس، ليستشرف مستقبلًا واعدًا مليئًا بالنصر والعزة والكرامة.
كما تساءل نعيم: "الشعب الفلسطيني الذي تقف على أرضه وعلى بعد أمتار من مؤتمركم المشؤوم، والذي يُقتل ويُسحل كل يوم على يدي مضيفك الإرهابي يائير لابيد، وتُدمر بيوته وقراه البسيطة (مئات المرات) ويُحرم أبسط حقوقه، وتُنتهك مقدساته، ألا يستحق منك تضامنًا أو تعاطفًا أو إنصافًا؟".
واستدرك قائلًا: "على الأقل، هذا الشعب الكريم والأصيل بنى مدارس وجامعات في دولتكم كانت بالتأكيد سبباً في حصولك على أعلى الشهادات والمراتب".
وأورد نعيم مقولة مشهورة لأحد حكام الخليج في سبعينيات القرن الماضي، عندما سُئل إن كان سيعلن قيام دولة في إمارته؟ فأجاب بعفوية: ولم لا؟! لدينا نفط، وعندنا فلسطينيون".
وذكر أن من وضع دستور دولة الإمارات عام 1971 "قبل أن تولد معاليكم"، الفلسطيني عدي البيطار، وأن من أسس القضاء في إمارة دبي "تيسير النابلسي"، ومن أسس جريدة البيان، بتكليف من آل مكتوم، هو إبراهيم سكجها، ومن أسس تلفزيون دبي هو رياض الشعيبي.
وطالب نعيم الوزير "بإعادة حساباتهم جيدًا قبل فوات الأوان، مستدركًا: "قلم التاريخ يا معالي الوزير حاد ولا يرحم".