في السنوات الأخيرة، ازدهرت مطابخ افتراضية (أونلاين) عبر مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة، مرّوجة للمأكولات الشعبية والغربية، فباتت تكسب زبائن جدداً. كل ما تشتهيه يصل إليك بضغطة زر، مما خفف على ربات البيوت، خاصة العاملات، الجهد والوقت في تجهيز ما لذ وطاب من الطعام لعوائلهن.
كثيرٌ من أصحاب تلك المطابخ كان يتفنن بالترويج لمنتوجاته لكسب الزبائن، فاعتمدت كثير من العوائل عليها خاصة في المناسبات والعزائم ولا سيما في شهر رمضان.
الكبة.. السمبوسك.. المعجنات.. ورق العنب.. المسخن.. المفتول.. وغيرها "أكلات تحتاج إلى تركيز عند إعدادها في شهر رمضان، فالملح الزائد مثلاً قد ينسف الطعم، لذا تستسهل ربات البيوت اللجوء إلى صفحات بيع الأكل الخاصة بالعزائم.
تقول نهلة، صاحبة مطبخ "نانو كتشن"، إنها منذ أسبوع وهي تجهز أقراص الكبة وورق العنب، لاستقبال الطلبات في شهر رمضان، موضحة أن هناك أكلات معينة تحظى بالإقبال الكبير خلال الشهر الفضيل، لذا لا بد من تجهيزها باكراً خاصة أنها ربة بيت وتجهز لعائلتها طعام الإفطار.
وتوضح "للرسالة نت" أن أسعارها في متناول الجميع، وتحاول أن تبتكر وتبحث عن وصفات جديدة لتلبية طلبات زبائنها خاصة أن الموائد الرمضانية تتطلب أشهى الأطباق لاستدراج عمليات الشراء، فذلك مصدر دخلها الوحيد.
أما سهير، ولديها صفحة "تالا كيك" المخصصة لصناعة الحلويات، فهي تلجأ في شهر رمضان لصناعة أصناف جديدة تلبي رغبات الزبائن بعيداً عن قوالب الكيك التقليدية، التي يقل الطلب عليها في شهر رمضان.
وتخبر الرسالة نت أن مشروعها هو مصدر دخلها، وتعمل على تجهيز حلويات خفيفة تناسب الشهر الكريم.
وتذكر منها "تشيز كيك" بأنواعها المختلفة، والقطايف الممتلئة بحشوات تميزها عن غيرها، مؤكدة أن كثيراً من ربات البيوت يرغبن بالشراء في شهر رمضان خاصة الموظفات لكسب الوقت بعد دوامهن.
وتشير إلى أنها في منتصف شهر رمضان تتجهز لإعداد الكعك والمعمول لبيعها قبيل العيد، وبنكهات جديدة أيضاً حسب طلب الزبائن، مبينة أنها تجتهد لتكون أسعارها في متناول الجميع رغم ارتفاع أسعار المواد الخام.
وإلى مشروع آخر تديره السيدة سامية "أم محمود"، لصناعة المخللات، وهو مشروع جديد إذ بدأت به منذ شهر بعد تشجيع بناتها والأصحاب الذين استحسنوا ما تعده لأنه يتميز بمذاق مختلف، لتبدأ مشروعها البسيط، مشيرة إلى أنها لجأت لهذا العمل لتعيل أسرتها بعد وفاة زوجها كما تخبر "الرسالة نت".
تقول وهي تبتسم على استحياء: "أنشأ ابني صفحة عالإنستغرام للترويج (..) عدد من المتابعين تواصل معي وجهزت لهم ما طلبوه من فلفل أحمر ومكبوس ومخلل لفت ومكدوس بسعر معقول"، معلقة: مواقع التواصل الاجتماعي "بتريح الراس" بدل المفاصلة لو كنت في محل.
وفي السياق ذاته، تقول منى شعبان إنها، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة الرواتب، قررت مساعدة زوجها ببيع الأطعمة خلال شهر رمضان، مضيفة: منذ بداية العام بدأت بالبيع لمعارفي قبل إنشاء صفحة عبر الانستغرام أو الفيسبوك.
وأشارت إلى أن المأكولات التي تعدها لا تقتصر على المعجنات والكبة والمقبلات، بل لجأت لعمل الأكلات التقليدية المرغوبة مثل السماقية والمفتول والفتة بأنواعها وكذلك المقلوبة بشكل أساسي وكل ما تحتاجه ربة البيت ولا سيما الموظفات.
وتحكي أن الإقبال كان كبيراً بين المعارف والأصحاب رغم حداثة المشروع، مبينة أنها لم تكتف بما تعلمته من أمها أو حماتها بل تبحث عن وصفات تناسب أذواق الزبائن من مطابخ عربية وأجنبية على قنوات اليوتيوب.
تجهيزات وصور أكثر يتفنن أصحاب مطابخ افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، لجذب الزبائن خاصة في شهر رمضان الذي تتزين موائده بأشهى الأكلات التي تلبي رغبات كل الصائمين.