قائمة الموقع

عزام الأحمد.. لا تلعب بالنار

2010-12-24T14:26:00+02:00
القيادي الفتحاوي عزام الاحمد

الرسالة نت-كمال عليان

كعادتها دائما، بدت حركة فتح حائرة من أمرها في قضية قطاع غزة وحركة حماس، فبعد حالة الفلتان الأمني التي كان يفتعلها أبناء فتح، مرورا بحملة الاغتيالات ضد قادة حماس، وليس انتهاء بالطلب من الاحتلال القضاء على حماس في حرب الفرقان، إلا أن جميع أحلامها راحت أدراج الرياح بعد فشلها السياسي وغرقها في وحل التنازلات.

"لن نترك غزة مخطوفة من قبل حماس، ونحن قادرون على استعادتها، وهناك أساليب أقوى من السلاح"، هذا ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" على لسان القيادي الفتحاوي عزام الاحمد كاشفة النقاب عن وجود نية فتحاوية صهيونية للقضاء على حماس.

وقد أجمعت آراء محللون سياسيون على أن هذه التصريحات تعبر عن حالة الأوهام التي تعيشها حركة فتح بعد فشلها السياسي، معتبرين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" ان "فتح" باتت تعيش في حالة تخبط مستمر.

أوهام فتحاوية

المحلل السياسي مؤمن بسيسو رأى أن هذه التصريحات تعبّر عن حالة الأوهام التي تعيش فيها حركة فتح ومستوى الافلاس السياسي التي تعاني منه.

وقال بسيسو:" هي محاولة لإعادة الاعتبار لموقف حركتهم الواضح من حماس، فحركة فتح باتت تتخبط ولا تعرف أين تذهب وتسير وهي على الصعيد السياسي فشلت وتخلى عنها القريب والبعيد".

ولم يستبعد أن تدفع حالة الإفلاس حركة فتح إلى مزيد من التعاون مع الاحتلال للقضاء على المقاومة، بعد العديد من المحاولات الماضية الفاشلة لإضعاف الساحة الداخلية في غزة.

وأكد رئيس الشباك الإسرائيلي يوفال ديسكن أن حركة فتح قد طلبت من الاحتلال القضاء على حماس في عام 2007م وخلال حرب الفرقان الأخيرة.

وتعليقا على تصريحات ديسكن اعتبر بسيسو أنها أحد الادلة الكثيرة التي تؤكد تورط فتح في اضعاف وضرب حماس لتحقيق اهداف حزبية بحتة، مؤكدا أن (اسرائيل) وفتح يسيران في مركب واحد لأن هدفهم مشترك وهو القضاء على المقاومة وحماس.

وأضاف بسيسو :" ستحاول فتح استنساخ ذات التجربة السابقة وخصوصا التعاون مع الاحتلال والمطلوب من المقاومة وحركة حماس أخذ قصارى الحيطة والحذر لمواجهة هذا الحلف".

لن يستطيعوا أبدا

ولم يكن المحلل بسيسو يغرد خارج السرب فقد وافقه الرأي المحلل السياسي حسام عدوان الذي أكد أن فتح لم تتمكن من القضاء على المقاومة وحماس من خلال سلسلة من الاجراءات سواء بتخطيط امريكي وإسرائيلي أو عمليات الاغتيال لقادة المقاومة.

وحاولت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة فتح بقطاع غزة الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية عام 2006 بعد الفوز الساحق لحركة حماس بها، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.

وقال عدوان :" تصريحات الأحمد تأتي في إطار تعزيز الجبهة الداخلية لفريق أوسلو بعد أن واجهوا العديد من الانقسامات الداخلية وهم يحاولون توحيد شخص واحد وهو "حماس" لإطلاق النار عليه".

وتشهد حركة فتح حالة كبيرة من الانقسامات الداخلية، بالإضافة إلى حالة الفساد المستشرية داخل عظامها، ولعل فضيحة دحلان وعباس الأخيرة أكبر دليل على ذلك.

وأكد المحلل عدوان أن هذه التصريحات تبين فشل حركة فتح على المستوى السياسي والإداري والتنظيمي، وتؤكد استهتارها بالقضية الفلسطينية وعدم وجود رؤية حقيقية للمصالحة.

وطالب عدوان حركة حماس بالتوقف عن التعويل على المصالحة مع فتح، داعيا إياها إلى إشراك الفصائل المقاومة والمؤسسات والشخصيات الوطنية في حكومة فلسطينية ذات رؤية حقيقية تحمي المقاومة وثوابت الشعب الفلسطيني.

العبث بالساحة الداخلية

وبدورها أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني بالحكومة الفلسطينية ، أن هذه التصريحات تؤكد محاولات حركة فتح للعبث بالساحة الداخلية في غزة .

وقالت الوزارة في بيان لها وصل لـ"الرسالة نت" :"إن هذا الأمر يتطلب من أجهزتنا الأمنية ملاحقة هؤلاء المتمردين وتقديمهم للعدالة" .

وحمّلت الوزارة حركة فتح مسئولية أي أعمال فوضوية  في قطاع غزة ونتائجها، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تؤكد ما ذكره المجرم " ديسكن" بطلب حركة فتح من الاحتلال القضاء على حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام في عام 200م.

 وشددت الوزارة على  أن تصريحات "الأحمد"  تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حركة فتح تنكرت للطريق الذي انطلقت من أجله وأصبحت هي والاحتلال وجهان لعملة واحدة في محاولات تدمير شعبنا واستئصال المقاومة .

وأضافت الداخلية" وكما فشلت كل محاولاتهم السابقة برهانهم على الاحتلال وخاصة ما قامت به فتح بتعاونها المباشر مع الاحتلال في حرب الفرقان كما أكدته تحقيقاتنا ووثائق ويكليكس فإنهم هذه المرة سيكونون أفشل ".

يبدو أن حركة فتح لم تقتنع بعد أنها كانت شمعة وانحرقت في قطاع غزة ولن يكون لها عودة أبدا إلا بالتوافق والمصالحة مع حماس، وإلا فإن شمعتها في الضفة المحتلة أيضا ستسحق طالما بقيت على هذا النهج وهذا الطريق الأعوج..فهل تعود إلى حضن شعبها، أم أنها ستنطفئ..هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة... 

 

اخبار ذات صلة