قائمة الموقع

لرمضان هلال، ولجنين ثلاثة أقمار

2022-04-02T16:08:00+03:00
غزة- رشا فرحات

تسللت خفافيش الليل، قبل الفجر، إلى جنين، وكأن المدينة أصبحت مغلولة ومرهونة بغضب الاحتلال وقهره، فاغتال ثلاثة شبان بعد إصابتهم، وتركهم ينزفون قبل أن يجهز عليهم، ويمنع سيارات الإسعاف من إنقاذ حياتهم بالقرب من قرية عرابة، قضاء جنين.

يريد الاحتلال، الذي جن جنونه بعد ثلاث عمليات متتالية في عشرة أيام، أن يقتل ما استطاع، بل ويتفنن في القتل والتشفي من جثث شباب مقاومين في جنين، خوفاً من مقاومة أخرى، وتعبيراً عن الغل والحقد.

 

هاجس الاحتلال يبدو عليه اليوم وهو يتفقد ما خلف الأشجار المزروعة على الطرقات وما خلف براميل القمامة، وما خلف أعمدة الإنارة مع بداية هذا الشهر الفضيل وهو يقول "سقط 11 قتيلاً مستوطنا في شعبان، فكم سيسقط في رمضان؟!".

يتحول ذلك الهاجس إلى همجية القتل كالمعتاد، فاقتحمت آليات الاحتلال جنين على مدار ثلاثة أيام متتابعة.

على الطريق المخضبة بالدماء فجرا وقف الفلسطينيون يراقبون المشهد، الشيخ خضر عدنان عبر عن غضبه: "ارتكب الاحتلال مجزرة فجر اليوم في الطريق إلى عرابة، في أول يوم في الشهر الفضيل وفي الطريق إلى يعبد. اغتلاهم في طريق عودتهم ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم حتى تأكد من وفاتهم، أين منظمات الصحة؟! أين الصليب الأحمر؟! فالاحتلال يصرح علانية: "نريده شهراً دموياً!".

شاهد عيان قال "كانت هناك قوات من جيش الاحتلال وسيارة كبيرة أغلقت الطريق وأحاطه الجنود بشادر أخضر، وكان هناك شهيدان على الأرض، حمل الاحتلال جثتيهما في سيارة بيضاء إلى جهة غير معلومة".

تبين بعد ذلك أنهم كانوا ثلاثة شهداء اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم في عملية عسكرية خاصة نفذتها قرب جنين.

المقاومون الثلاثة كانوا في سيارة خاصة قرب بلدة عرابة، عندما باغتتهم قوات الاحتلال واغتالتهم"، وهم صائب عباهرة من قرية اليامون قرب جنين، وخليل طوالبة من مخيم جنين، وسيف أبو لبدة من مخيم نور شمس في مدينة طولكرم.

لكن الأقمار الثلاثة لم يموتوا مستسلمين، بل استمرت عملية تبادل إطلاق النار نحو ساعة، انتهت باستشهادهم، تماماً كما يرتقي أبناء جنين.  ثم احتجز الاحتلال جثامين المقاومين، ليمعن في غله. صادر السيارة التي كانت بحوزتهم، تاركة بركة من الدماء في المكان، وشاهدة على أن المقاومين الثلاثة قد نزفوا كميات كبيرة من الدماء إثر إصابتهم بعشرات الرصاصات.

جاء أهالي جنين، والحكاية ترسم آخر تفاصيلها، الجثامين تُحمل في سيارات مجهولة، ولم يبق سوى هتافاتهم تتردد في جوف الليل، تستقبل هلال شهر الصيام بثلاثة أقمار ترسلهم نحو السماء.

ونشر إعلام الاحتلال الإسرائيلي معلومات كشفت عن تنفيذ جيش الاحتلال عملية خاصة مشتركة بين عدة وحدات خاصة إسرائيلية، أدت إلى اغتيال المقاومين الثلاثة "الذين كانوا مسلحين بوسائل قتالية".

وقد استُشهد يوم الخميس الماضي ثلاثة شبان، اثنان في عملية اقتحام مشابهة لمخيم جنين، والثالث استشهد متأثراً بإصابته في منطقة مفرق غوش عتصيون الاستيطانية المقامة جنوب بيت لحم.

اخبار ذات صلة