قائد الطوفان قائد الطوفان

عبيات يعاني الإبعاد مرتين في إيطاليا وسفارة فلسطين

المبعد ابراهيم عبيات
المبعد ابراهيم عبيات

غزة-محمد بلّور- الرسالة نت

القصة هذه المرة من قلب روما عاصمة الأحرار!!. في إيطاليا يقولون "من يدخل حي نابلوي ويخرج ليعد أصابعه!!" خوفا من لصوصه المحترفين وبالنسبة لإبراهيم عبيات (49 عاما) لم يتعرض للسرقة لكن السفارة الفلسطينية ابتلعته وغيبته عن العالم فأصبح عالقا لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة خارجها.

المواطن إبراهيم عبيات مبعد مرتين الأولى من بيت لحم إلى إيطاليا عام 2002 والثانية من روما إلى سجن السفارة الفلسطينية عام 2009.

معتقل في سفارتي!

جاء صوته مجهدا عبر الهاتف فطول المسافة من غزة إلى روما أقصر بكثير من معاناته المتواصلة مضيفا الحكومة الإيطالية لم تف بالتزاماتها ولا بقية الحكومات الأوروبية التي أبعد لها 13 فلسطينيا وأنا أعاني من ثماني سنوات لكن معاناتي زادت من 30 إبريل الماضي عندما رفعت حكومة إيطاليا عنا الحصانة والمعاشات وأجرة البيت" .

وأبعدت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين إلى إيطاليا عقب انتهاء أزمة كنيسة المهد عام 2002 من بينهم إبراهيم عبيات شقيق الشهيد حسين عبيات والمبعد في غزة ناجي عبيات .

وقال عبيات إن صاحب الشقة التي كان يسكنها حاول طرده أكثر من مرة بعد توقف الحكومة الإيطالية عن دفع أجرة البيت حيث تفاجأ بعد ذلك برفع صاحب الشقة لدعوى قضائية تطالبه بإخلاء البيت المستأجر إن لم يدفع ثمن الأجرة الشهرية .

وحاول المبعدون الثلاثة وهم عبيات ومحمد سعيد وخالد أبو نجمة، الاحتجاج أكثر من مرة منذ آب الماضي في السفارة الفلسطينية مطالبين بحل قضيتهم لكنهم لم يحصلوا سوى على وعودات لم تغير من واقعهم المتردي .

وأكد عبيات أنه لجأ للسفارة الفلسطينية بعد طرده من منزله فلا مأوى له في إيطاليا ولا يملك المال لسد احتياجاته .

تحت الصفر

باردة كالثلج مقابلة السفارة الفلسطينية لمعاناة المبعد عبيات الذي يتحدث للرسالة:"عاقبوني وأعطوا أوامر للجندي الإيطالي على الباب أن يمنعني من الخروج وقد دخلت عندهم ودرجة الحرارة تحت الصفر وزوجتي معي مريضة بالقلب ولا توجد تدفئة ولا فراش حتى أني طلبت علبة حليب فرفضوا " .

واستهجن معاملة السفارة الفلسطينية له بعد أن اعتبرها بيتا فلسطينينا فطالبهم بمساعدته لدفع أجرة البيت وأضاف:"عندها حاولوا استفزازي حتى في عرضي عندما منعوا زوجتي من الخروج من السفارة وقلت سأصبر على هذا الوضع الصعب " .

ويتساءل عبيات عن مبرر رفض السفارة الفلسطينية مساعدته بدفع قسط الأجرة رغم ما يتدفق على السلطة من أموال الدول الأوروبية –كما قال.

وكان عباس الرئيس منتهي الولاية التقى الأسبوع الماضي بالرئيس برلسكوني ومن يومها يحدثونه في السفارة عن وعودات بحل أزمته التي بدأت تتفاقم .

** سنوات الإبعاد

نشب جدال بين عبيات والعاملين بالسفارة ينقلها بالقول: "قالوا لي هل دفعك أحد للمجيء هنا-يتنهد-قلت لهم أنا رجل كبير ومبعد من سبع سنوات لم أرفع فيها سماعة الهاتف لأطلب منكم شيئا لكن يبدو أن سخطهم بعد تقرير جولدستون أخرجوه كله علي شخصيا" .

يستذكر عبيات أيام الاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي ويرى أن ما قد يحصل له يشبه لحد كبير "الفورة" وهي استراحة المعتقل في ساحة السجن بإسرائيل وقد حرمت منها زوجته في السفارة.

وأضاف: "في السجن كان لنا كانتين لكن في السفارة لا يوجد شيء , حاولت زوجتي مرة الخروج فنشبت مشادة مع موظفي السفارة وعلى رأسهم السفير الفلسطيني المعترضين على خروجها" .

وحاول احد أصدقاء عبيات إحضار "بطانية ومدفئة" لكن الحراسة الخارجية منعت وصولها لعبيات ما فاقم من معاناة الزوجين داخل السفارة .

صفقة الأسرى

ويناشد عبيات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي إن ينظر لمعاناته وأن يعتبروا عودته لبيت لحم ضمن أية صفقة أو حل سياسي قادم .

ويراقب أزمة عبيات 8 أبناء في بيت لحم لم يجدوا من يشد من أزرهم أو يحدثهم بحل لقضية والدهم حتى الآن .

يصف عبيات شعوره بالقول: "ليس لي إلا الله وأنا في السفارة أطالب السلطة أن تقف لجانبي فلم يساعدني أحد حتى الآن وهنا بالسفارة يحاولون إقناعي عبر بعض المعارف أن أعود للبيت السابق لتنتهي قضيتي في السفارة لكني سأبقى مع أني لا أحصل سوى على طعام بسيط ووضعي سيء".

ويتواصل عبيات مع العالم الخارجي فقط عبر الهاتف بينما الأهل في بيت لحم عاجزون عن مساعدته بشيء فقصة ابنهم طالت وطالت معاناتها كعائلة صاحبة رصيد وطني كبير .

تحمل المسئولية

ويرى عبيات أن الحكومة الإيطالية تتحمل مسئولية ما يعانيه المبعدون ومشكلته على وجه الخصوص بعد أن نقضوا عهدهم وتحللوا من التزامهم بكفالة المبعدين .

ولم تسفر احتجاجات المبعدين طوال الشهور الماضية في روما سوى عن مزيد من الوعود الباهتة التي لم تصل بهم إلى حل .

وأَضاف: "لا تريدنا إيطاليا أصلا أن نبقى على أراضيها والآن لمن أتوجه ؟! وماذا أفعل؟!" .

وقال شقيق إبراهيم المبعد في غزة ناجي عبيات للرسالة إن معاناة شقيقه تتفاقم وأن أهله في الداخل لا يستطيعون تقديم أي شيء له رغم كل الاتصالات والمناشدات.

وتلونت معاناة عبيات في إيطاليا بلون سياسي فانتماؤه إلى حماس ساهم في زيادة معاناته التي ترى عائلته أن السفارة الفلسطينية ساهمت فيها بشكل واضح.

وناشدت عائلة عبيات بضرورة مساعدة ابنها إبراهيم الذي تشارك عدة أطراف في تعزيز مشكلته وحرمانه من مقومات الحياة في منفاه.

 

البث المباشر