بمجرد أن تنهي المرابطة هنادي الحلواني فترة إبعادها عن المسجد الأقصى، يعاود الاحتلال الإسرائيلي اعتقالها ويسلمها قراراً جديداً بالإبعاد لمدة ستة شهور أو أكثر، فهي منذ 2015 في معركة إبعاد مستمرة.
قبل شهرين ونصف جدد لها الاحتلال الإبعاد عن الأقصى لضمان أن تقضي شهر رمضان الكريم، بعيدةً عن الأقصى، فهي بنظره محرضة وتشكل خطراً.
لا تعرف الحلواني طريقاً لليأس وهي تتلقى إخطارات الإبعاد عن الأقصى، بل تعوض حرمانها الوصول إليه بالرباط والصلاة في أقرب نقطة من الطرق المؤدية لبواباته، كما تقول "للرسالة نت".
وتصف الحلواني الأجواء في القدس خلال الأيام الحالية بالمتوترة والمشحونة، خاصة أن الاحتلال قبيل دخول شهر رمضان زاد من استفزاز المقدسيين ويعمل على إفراغ الأقصى من رواده وينصب الكاميرات والكشافات الكبيرة.
وأشارت إلى أن الاحتلال يشن حملة اعتقالات وإبعاد عن المسجد، رغم ترويج إعلامه تقديم تسهيلات كبيرة، لكن ما يحدث على أرض الواقع مغاير، خاصة أن هناك تضييقاً على فلسطينيي الداخل والضفة لمنعهم من الوصول للأقصى.
وذكرت الحلواني أن ما عجز عنه الاحتلال خلال رمضان الماضي في باب العامود يحاول الحصول عليه خطوة بخطوة، فقد نصب حواجز معدنية عرضية لإغلاق مساحات الجلوس أمام باب العامود مباشرة، وعزز برج الشرطة المحصن الذي بناه في ٢٠١٧ للسيطرة على المكان.
ولفتت الحلواني إلى أن عدداً كبيراً من الفتيات تلقين قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى قبيل شهر رمضان، لكنهن لا يتجرأن على البوح بذلك.
وترجع سبب اشتعال الأحداث قرب باب العامود إلى كونه مدخلاً للزوار من خارج القدس إلى المسجد الأقصى، لذا يتعمد الاحتلال استفزاز الرواد لمنعهم من الصلاة في الأقصى ويجعلهم يخشون وقوع اشتباكات ويتراجعون عن شد الرحال.
ولفتت الحلواني إلى أن إرهابيي جماعات الهيكل ينشرون عبر صفحة الفيسبوك أن شهر رمضان سيشهد اقتحامات واسعة وخطرة على الأقصى لم يسبق لها مثيل وسيحققون المكاسب، مشيرة إلى أن الاحتلال يتعمد إثارة المشاكل قبيل عيد الفصح اليهودي بهدف إفراغ المسجد من المصلين ليكون مفتوحاً أمامهم لتأدية صلواتهم التلمودية وذبح القرابين.
وتقول المرابطة، بألم، إنها محرومة للعام السابع على التوالي من دخول الأقصى في شهر رمضان، رغم تمكنها لأيام قليلة من الصلاة في 2017، مبينة أنها في إحدى المرات ارتدت النقاب للصلاة في الأقصى لكن الجنود تعرفوا عليها ثم اعتقلوها.
وتوضح أنها لا تستطيع رؤية المسجد، لكنها تقف عند أقرب مكان يؤدي إليه؛ لتقيم الصلاة برفقة بعض المرابطات، فهي ترقب الأقصى في عيون المصلّين الخارجين منه، وتحاول أن تتلمس آثار المسجد في ملامحهم، وفي عوالق ثيابهم، والابتهاج كما لو كانت تمشي معهم.
وتؤكد أن المسجد الأقصى في شهر رمضان لا يشبه أي مكان في العالم فهو يتميز بروحانياته، ومرتاديه، عدا عن أنه لايزال يحافظ على ملامحه وعمارته التي حاول الاحتلال تشويهها لكنه لم يستطع، مشيرة إلى أن مرتادي المسجد يتخيلون رسول الله والمكان الذي صلى فيه برفقة الأنبياء.
وبالنسبة للمرابطة الحلواني فإن ما يميز الأقصى في رمضان وما حوله هو أن "كل شخص من مرتاديه له قصة صمود تحكى، حتى حجارته تتحدث عن الشباب المقدسي الثائر الذي يتهافت ويتنافس على تزيين بوابات الأقصى، عدا عن المأكولات الشعبية ورائحة العصائر التي أحرص على طلبها من المعارف لإحضارها، خاصة تلك القهوة ذات المذاق المقدسي المميز".