قائد الطوفان قائد الطوفان

محمد زكارنة.. رابع شهداء الضفة المحتلة في يوم وليلة

الشهيد زكارنة
الشهيد زكارنة

الرسالة نت- رشا فرحات

محمد زكارنة هو الابن البكر، الأول في كل شيء، في مدرسته، وبين إخوته، ويعمل في الداخل المحتل لمساعدة والده.

بالأمس، لم يجتمع محمد زكارنة بعائلته على مائدة الإفطار، فقد حقه في الحياة قبل تجهيزها بساعتين. حينما كان ابن السابعة عشرة عائداً من عمله إلى منزله قتله الاحتلال، فقتل حلمه معه. يقول والده: "كان يحلم بمستقبل، لم يضرب حجراً، ولا قنبلة، كان يريد النزول من السيارة، قالوا له لا تنزل، ثم أطلقوا عليه الرصاص، هكذا يجب أن يموت محمد، يجب أن تموت أحلامه وأحلام كل الشباب الفلسطيني وكل الشعب الفلسطيني".

كان محمد مصاباً حينما وصل إلى المستشفى. رأته أمه قبل أن يدخل غرفة العمليات، لتسمع آخر كلماته "تخافيش" ثم نطق الشهادتين فعرفت أنه لن يخرج، وكان قد أوصاها أن تغسل علم فلسطين لتكفنه فيه حينما يُستشهد، ففعلت.

وأوضحت وزارة الصحة أن الشهيد زكارنة أصيب برصاصة متفجرة في الحوض أطلقها عليه جنود الاحتلال خلال عدوانهم على المدينة ما أدى لإصابته بتهتك في الأوعية الدموية وحدوث نزيف حاد تطلَّب تزويده بثمانين وحدة دم إضافة إلى الصفائح، لكن لم تنجح كافة الجهود الطبية لإنقاذ حياته.

وفي مقبرة الحي الشرقي لمدينة نابلس، دُفن محمد زكارنة، الطفل الذي كبر قبل أوانه ليعيل أسرته، فيبيع الشاي تارة، والخضراوات أخرى ليساعد والده حتى يكتمل حلمه وينهي دراسته.

الإعلان عن استشهاد زكارنة يضيف الشهيد الرابع للمرتقين إلى الجنان خلال 24 ساعة، قتلهم بطش قوات الاحتلال، سبقه الأسير المحرر، محمد علي غنيم، جرّاء إصابته برصاص الاحتلال، قبيل انتصاف ليل الأحد، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة، بعد مواجهات مع قوات الاحتلال.

إعدامات قوات الاحتلال، مساء الأحد، طالت كذلك الشابة مها كاظم عوض الزعتري (24 عامًا) من سكان منطقة أبو دعجان في مدينة الخليل، بإطلاق النار عليها، قرب الحرم الإبراهيميّ، بزعم تنفيذها عملية طعن. سبقتها بساعات الشهيدة غادة إبراهيم سباتين (47 عاما)، الأم لستة أطفال في مدخل بلدة حوسان غربي مدينة بيت لحم.

وهكذا يصعد الشهيد تلو الشهيد في وضع بات من الصعب السيطرة عليه، وفي ظل حياة اختار أهالي الضفة المشتعلة منذ أسبوع أن يعيشوها رافضين لظلم الاحتلال، وجنين محاصرة منذ عملية تل أبيب، والاحتلال لا زال يوسع رقعة العمليات ويزيد من المداهمات في محاولة للوصول إلى والد عملية تل أبيب رعد فتحي، الذي يرفض استسلاماً دون شهادة.

تدريجياً، ترتفع وتيرة التصعيد بانفجار المشهد الذي يتزامن مع شهر رمضان، ومع دعوات ذبح القرابين يوم الجمعة القادمة، في ظل صمت السلطة المطبق إلا من تنديد بعد كل عملية بطولية وتحميل حكومة الاحتلال المسؤولية التي تحملها منذ سبعين عاماً، والعالم شاهد صامت على كل ذلك.

أما أرواح شباب جنين، ونابلس، والقدس، والضفة، كلها موجهة نحو الأقصى وتترصد ما يمكن للاحتلال فعله يوم الجمعة القادم، فربما تكون شرارة لوضع جديد له ما بعده.

البث المباشر