منذ بداية شهر رمضان، و"جماعات الهيكل" المتطرفة تدعو لاقتحام المسجد الأقصى، خلال ما يعرف بـ "عيد الفصح" العبري" لتقديم "قرابين" العيد بذبحها داخل باحاته في منتصف الشهر الكريم.
ومع تصاعد الأحداث في الضفة المحتلة والقدس، وتنفيذ العمليات الفدائية، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، أعلنت الجماعات المتطرفة مكافأة مالية لمن يتمكن من إدخال القرابين للمسجد الأقصى الجمعة المقبلة.
ووسط تهديدات فلسطينية، سرعان ما تراجعت جماعات الهيكل عن ذبح القرابين في الأقصى، وخرج عوفر جنلدمان المتحدث باسم رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال، نفتالي بينت، يقول إن "المزاعم التي راجت بأن يهوداً ينوون ذبح القرابين في الحرم الشريف كاذبة تماماً".
وعبر تغريدة له في حسابه على تويتر، ادعى أن هذه المزاعم روجتها تنظيمات فلسطينية وجهات أخرى بغية التحريض وتأجيج الخواطر وتنفيذ عمليات.
يُذكر أن أولى مجموعات ما يعرف بـ "جماعات الهيكل" الصهيونية المتطرفة باسم "جماعة أمناء الهيكل"، ظهرت في ستينيات القرن الماضي، وتحديدا بعد احتلال مدينة القدس في عام 1967، وتعد من أبرز الجماعات الإرهابية المنتشرة اليوم في (إسرائيل) التي يصل تعدادها إلى العشرات.
ووفق مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فإن هذه الجماعات تتبنى سياسات قائمة على طرد الفلسطينيين من أرضهم والنيل من صمودهم باستخدام كافة السبل التي تهدد حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم؛ وذلك بدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية، وحتى التشريعية في دولة الاحتلال.
تكرار الخديعة
زياد ابحيص، المختص في الشأن الإسرائيلي يحذر من أنه رغم الحديث عن تراجع المستوطنين عن ذبح قربان في المسجد الأقصى، لا بد من الانتباه أنه سبق لمكتب نتنياهو في اقتحام عيد الأضحى 2019 أن أعلن عدم وجود اقتحام، فانفض المرابطون عن لأقصى وغادروه بعد الصلاة.
وأضاف أنه في تلك الأثناء انتظر المتطرفون الصهاينة على جسر المغاربة فجاءت لحظة الانقضاض المناسبة تحت حماية شرطة الاحتلال، داعياً إلى عدم السماح بتكرار تلك الخديعة.
وأوضح في منشور على صفحته الفيسبوك، أن الاحتلال يدعي أن الأقصى هو المسجد القبلي فقط، وهو لا يعترف بساحاته باعتبارها جزءاً منه، وبالتالي فهذا النفي يقتصر على عدم ذبح قربان في المسجد القبلي، وهو تحايل خبيث واضح، خصوصاً أن الإعلانات منشورة بالعبرية وواضحة.
التواجد في الأقصى
بدوره تحدث فخري أبو دياب المختص في شؤون القدس أنه رغم محاولات جماعات الهيكل الترويج لذبح القرابين، إلا أنهم لم يجرؤوا على ذلك بفعل التواجد الكثيف للمواطنين الفلسطينيين في الأقصى وخاصة شهر رمضان، مشيراً إلى أن التراجع جاء نتيجة ضغط الأجهزة الأمنية وليس من طرف غلاة المتطرفين.
وأوضح أبو دياب لـ "الرسالة نت" أن حكومة الاحتلال تدرك جيداً أن أهل القدس والشارع الفلسطيني ستكون لهم ردة فعل عنيفة حال وقع ذلك، مؤكداً أن التراجع والخوف كان بسبب تهديدات الفصائل الفلسطينية وحملات الدعم، عدا عن خشية الاحتلال من تكرار ما جرى في معركة سيف القدس العام الماضي، بالإضافة إلى هبة باب الأسباط قبل سنوات.
وبحسب قوله فإن الاحتلال بات يدرك جيدا أن الشباب الفلسطيني لا يفهم لغة الحوار بل الثبات والصمود والرد على أي انتهاك، وختم حديثه بالقول إنه لن يكون هناك اقتحام لذبح القرابين في باحات الأقصى بل سيكون خارجها في أحد الكنس اليهودية.