قائمة الموقع

خلال أحداث القدس.. المقاومة صاحبة الكلمة الفصل

2022-04-16T16:30:00+03:00
غزة – مها شهوان

منذ اندلاع المواجهات في مدينة القدس، وحركة حماس حاضرة في باحات المسجد الأقصى، ففي كل مرة تحاول شرطة الاحتلال الهجوم على أحد الشبان سرعان ما تصدح هتافات المصلين "احنا رجال محمد ضيف" الشعار الأكثر ترديداً واستفزازاً لجنود الاحتلال.

وبعد معركة سيف القدس انقلبت الموازين السياسية، وبرز دور حركة حماس وقيادتها علانية في دعم وإسناد أهل القدس سواء بثقلها السياسي أو الدبلوماسي أو بعلاقاتها المختلفة، لردع المستوطنين وغلاة المتطرفين داخل الأقصى، كما حدث قبل أيام حين تراجعت جماعات الهيكل عن ذبح القرابين في المسجد.

ومع تكرار محاولات جماعات الهيكل اقتحام المسجد الأقصى، حذرت حركة حماس من الإقدام على هذه الجريمة وهددت بأن "القدس والأقصى خط أحمر"، وأي استفزاز للشعب الفلسطيني في مقدساته سيقابل بالمواجهة.

واشتدت الأحداث خلال الأيام الأخيرة، ووصلت ذروتها لدرجة تكبيل المصلين وبطحهم أرضاً في المصلى القبلي وتكسير الزجاج وإلقاء قنابل الغاز والرصاص المطاطي، لكن المقدسيين لم يصمتوا فردوا على تلك الاعتداءات برباطهم في الأقصى.

بقيت مشاهد الأحداث الساخنة في المسجد الأقصى هي واجهة وسائل الإعلام المختلفة، وسارعت دول عربية مثل قطر ومصر وحتى الأمم المتحدة لإجراء اتصالات مكثفة مع حماس لاحتواء التصعيد.

المقاومة تحرز أهدافاً

ومن الواضح أن حماس كسبت جولة التصعيد الأخيرة في القدس دون أن تطلق صاروخاً واحداً، بل استثمرت البعد الوطني والديني والعقائدي في قضية القدس والقرابين لتكون صاحبة الكلمة الأخيرة.

يقول علاء الريماوي المختص في الشأن الإسرائيلي: "لا شك أنه بعد معركة سيف القدس تحول قطاع غزة إلى راصد في مسألة التعاطي مع قضية القدس (..) الاحتلال تحدث عن أن جبهة المقاومة في غزة ستكون ردودها صعبة فيما يتعلق بالتصعيد لذا تراجع عن ذبح القرابين وخفف من اقتحامات المسجد الأقصى في الساعات الأخيرة".

وذكر الريماوي لـ "الرسالة نت" أن يوم أمس الجمعة كادت أن تصل الأمور لحالة الانفجار خاصة، لافتا إلى أن حالة من الإرباك سادت المشهد الإسرائيلي مما دفع قياداته للتحرك فورا وإجراء اتصالات ساخنة مع وقطر لتدارك الوضع، والحديث مع قيادة حركة حماس كونها تمثل الحالة الفلسطينية بالبعد السياسي، بدلا من السلطة التي كانت تقوم بالدور.

ولفت إلى أن (إسرائيل) تتعامل مع غزة بأنها قادرة على قلب الموازين ومن شأن ذلك إسقاط الحكومة الإسرائيلية الحالية مع أول صافرة إنذار تطلقها المقاومة، مشيراً إلى أن صانع السياسة في الكيان يدرك أن أي تدحرج إلى "معركة كبيرة" لن تقتصر ارتداداته على قطاع غزة والكيان.

وبحسب المختص فإن هناك تخوفا لدى الاحتلال حال التصعيد من إحراز المقاومة الفلسطينية أهدافا في مرمى الاحتلال لذا أوقف الأخير ذبح القرابين داخل الأقصى وتراجعت الاعتداءات.

واعتبر أن حركة حماس نجحت في تقديم رواية صحيحة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي خلال نقل أحداث مدينة القدس والمسجد الأقصى.

وختم قوله بأن تدخل أطراف أوروبية وأخرى ناشطة ومقربة من السياسة الدولية، يؤكد حالة التخوف من اندلاع مواجهة جديدة، لاسيما أن معركة سيف القدس حُفرت في ذاكرة الإسرائيلي ولها تأثير سلبي على سياسته لذا لن يقبل بتكرار ما جرى معه في تلك المعركة.

اخبار ذات صلة