لم تكتف قيادة السلطة بتأخرها عن مواكبة التطورات والأحداث الساخنة في القدس المحتلة، فأجلت اجتماعها الذي كان مقرراً مساء اليوم؛ بدعوى وجود "التزامات وأولويات" لدى الرئيس محمود عباس، بحسب ما كشفه عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد.
الأحمد قال في اتصال هاتفي مع وكالة (صفا): "تم تأجيل اجتماع القيادة ولم يتحدد موعد جديد بعد"، موضحا أن"تأجيل الاجتماع جاء لوجود التزامات وأولويات لدى الرئيس عباس"، دون أن يحددها.
هذا التأجيل يُدلل على أن قيادة السلطة مشغولة بمتابعة قضايا أخرى لا يعرفها الجمهور، أو أن قضية القدس والأقصى ليست على سلم أولوياتها.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت طالبت قيادة السلطة والمستحوذين على قيادة المنظمة بحسم علاقتها مع دولة الكيان بإلغاء الاتفاقيات معها وسحب الاعتراف بها، والعمل سريعًا على إعادة توحيد الساحة الفلسطينيّة بالانطلاق مما سبق، وبتنفيذ الاتفاقيات الوطنيّة الموقّعة بهذا الخصوص.
وأكَّدت الجبهة أنّ أي "تلكّؤ من السلطة والمستحوذين على قيادة المنظمة في حسم العلاقة مع دولة الكيان، واستمرار التعامل مع اقتحامات الأقصى، ونهب الأرض والاعتداءات التي لا تتوقف على مساحة الضفة بما فيها القدس، من خلال عقد الاجتماعات القياديّة الشكلية لا تسمن ولا تغني من جوع.
واعتبرت أن موقف السلطة لا يعني سوى العجز والاستسلام أمام مخطط العدو، ومنحه مزيدًا من الوقت لاستكمال تنفيذ مشروعه الاستيطاني الاستعماري في فلسطين.
وصباح الأحد، اقتحم المئات من عناصر شرطة الاحتلال، المسجد الأقصى لقمع المرابطين وإجبارهم على مغادرة المكان، تمهيدًا لاقتحامه من المستوطنين المتطرفين، ما أسفر عن إصابة عدد من المرابطين والمعتكفين.
وكان الرئيس عباس دعا يوم الخميس الماضي، قيادة السلطة للاجتماع يوم الأحد عند الساعة التاسعة مساء، دون مزيد من التفاصيل.
تلكؤ قيادة السلطة بالقيام بمسؤولياتها تجاه القدس والأقصى، فسره القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس رأفت ناصيف بأنها تريد إيصال رسالة للاحتلال أنها لن تحرك ساكنًا، وأنها تتباكى بعدما يكون الحدث قد انتهى، وهذا مغاير لنهج المقاومة الذي تداعى فورًا واستشعر خطورة الحدث وأخذ مسؤوليته أمام شعبه وأخذ قراره.
وأشار ناصيف في حوار لصحيفة فلسطين إلى أن السلطة تريد تهدئة الأمور من خلال الاعتقالات السياسية ومراسلة الأمم المتحدة والعرب، إلا أنه في المقابل وبعد ساعات من اجتماع المقاومة بغزة وإعلانها موقفًا حازما، أعلن رأس الهرم في دولة الاحتلال إلغاء تقديم "القربان".
واعتبر أن فريق السلطة في انحسار مستمر، لارتهانه للاحتلال والخضوع لإملاءاته، وأنه في طريق الإفلاس السياسي الكامل، مردفًا: ما نشهده بالضفة الغربية هو انفضاض أنصار الفريق والابتعاد عنه في جنين وباقي المناطق، إذ بدؤوا يعلنون مواقف تنسجم مع نبض الشارع العام؛ نبض الكرامة والعزة ومواجهة الاحتلال.
وأضاف أن قيادة السلطة تكرر نفسها دائمًا، فلو كانت جدية لأطلقت فورًا المعتقلين السياسيين وتوقفت عن ملاحقة المقاومين، عادًّا اجتماعها نسخة مكررة ليس لها رصيد على أرض الواقع.