يشكل الوضع المتوتر واستمرار محاولات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، صاعق التفجير الذي قد يقود لإشعال المواجهة في ظل الاستفزازات المتواصلة ومحاولة المس بالمقدسات.
واقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال التي اعتقلت عدداً من الشبان بعد الاعتداء عليهم تمهيداً لاقتحام المستوطنين للمسجد.
كما اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان المحاصرين داخل المصلى القبلي، تخللها استهداف الاحتلال للمقدسيين بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي.
ورغم حشد الاحتلال المئات من جنوده، إلا أن المرابطين أجبروا الاحتلال على تأخير اقتحام المستوطنين للأقصى لأربعين دقيقة، واتخاذ مسار أسرع وأقصر من مسارهم المعتاد.
كما منع المرابطون المستوطنين من أداء طقوس تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد أو التوقف أثناء الاقتحام، فيما أفادت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال حرصت على منع المستوطنين من إدخال أي قرابين للأقصى، خشية من رد المقاومة التي حذرت من خطورة تلك الخطوة.
ويرى نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ورئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، ناجح بكيرات، أن ما يجري في المسجد الأقصى هي محاولة إسرائيلية لفرض اقتحام عسكري وديني، وهذه الحراسة التي كانت الجمعة تعود مرة أخرى.
ويوضح بكيرات في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه الاقتحامات ستستمر حتى يوم الخميس لحماية الجماعات المتطرفة والاقتحامات الدينية، وهناك أهداف منها وهي محاولة فرض واقع جديد في المكون الإسلامي للمسجد الأقصى المبارك ومحاولة الخروج على التقسيم الزماني للتقسيم المكاني وفرض واقع جديد.
ويضيف أن الهدف الآخر منها هو رسالة للعالم أجمع بإظهار المتطرفين المقتحمين على أنهم لهم حق في المسجد الأقصى، في محاولة لتكرار ما فرضته على الحرم الابراهيمي كمخطط للسيطرة على الأقصى وهدمه وإزالة قلب العاصمة وضرب القضية الفلسطينية.
ويشدد بكيرات على أن وقوف الشعب الفلسطيني لمنع المخططات هو دفاع عن الأرض والمقدسات ولا يمكن السكوت على ما يجري في الأقصى.
ويشير إلى أن صد هذه الاقتحامات مرهون بصمود شعبنا والمقدسيين واستمرار الرباط والاعتكاف بالمسجد المبارك، إلى جانب استمرار الضغط الدولي والعربي على الاحتلال.
ويلفت إلى أن الأهم هو زوال الاحتلال عن الأقصى، "طالما بقي الاحتلال سيبقى يحاول فرض واقع جديد، لذلك يجب انهاء الاحتلال فورا عن الشعب الفلسطيني".
فشل الاحتلال
ويؤكد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، أن الاحتلال والمستوطنين فشلوا حتى اللحظة في إدخال القرابين وذبحها في المسجد الأقصى بفعل صمود الفلسطينيين ورباطهم داخل المسجد.
لكن الشيخ صبري بيّن في حديث صحفي، أن المعركة في الأقصى لم تنته، مجدداً التحذير من ذبح القرابين في أي وقت.
وأوضح أن الاقتحام ليس ليوم واحد فقط بل سيستمر لأسبوع، وأن التخوفات من مخططات ومحاولات المستوطنين مستمرة لخمسة أيام.
وطالب بعدم ترك المقدسيين وحدهم في هذه المواجهة، وبمساندتهم من جميع الفلسطينيين وخاصة من أهالي الداخل المحتل.
وأشار صبري الى أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، واعتدت على النساء والأطفال في محاولة لتفريغه من المصلين.