على مدار 24 ساعة يتواجد حراس المسجد الأقصى على بواباته وباحاته لتأمين دخول وخروج رواده والمرابطين فيه، سواء بالتضييق عليهم بالإجراءات التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال خلال تواجدهم أو بشروطها التي تفرضها على وزارة الأوقاف لاختيارهم.
ومع الأحداث المشتعلة في المسجد الأقصى، تستهدف الشرطة الإسرائيلية حراسه بشكل متعمد رغم زيهم المميز، فتعتدي عليهم بالضرب والرصاص المطاطي وقنابل الغاز، عدا عن محاولات التشويه التي تستهدفهم.
تحت خط النيران، وفي كل مكان بالأقصى يتواجد الحراس، الذين يشكلون شوكة في خاصرة سلطات الاحتلال لأنهم يتصدون لقطعان المستوطنين، رغم محاولات إبعادهم عن المسجد لشهور طويلة كخطوة عقابية.
يقول أبو قتيبة أحد حراس المسجد الأقصى إنه خلال شهر رمضان أصيب اثنان من الحراس بالرصاص الحي بشكل متعمد وهم حسام مسودة بجانب عينه، والحارس بدر حامد الذي أصيب وسط جبينه ما أدى لكسر في جمجمته، وبقي غائباً عن الوعي لأيام، ورغم أنه استعاد القدرة على الكلام إلا أنه يعاني من ضبابية في الرؤية وبحاجة إلى عملية حساسة.
ويذكر أبو قتيبة "للرسالة نت" أن شرطة الاحتلال كما تستهدف مرافق الأقصى تتعمد ملاحقة الحراس من أجل ترهيبهم لإجبارهم على ترك وظيفتهم، بعد فشل الاحتلال في أن يجندهم عيناً لهم ليبلغوهم عن كل شيء يدور في باحات المسجد وما فيه من مرابطين وشباب ثائر.
ولفت إلى أن كثيراً من الحراس بفعل الضغوط القاسية التي يتعرضون لها تركوا وظيفتهم، خاصة بسبب التحقيقات التي يخضعون لها من المخابرات الإسرائيلية.
وتطرق إلى جرائم شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى ومنها محاولة تشويه سمعة الحراس وإطلاق إشاعات ضدهم بأنهم يعملون لصالح المخابرات الإسرائيلية، خاصة أن عملهم يكون على أبواب القدس ويمر عليهم المرابطون والمصلون.
وبحسب حارس الأقصى، فإن زملاءه على باب المغاربة ومنطقة المسجد القبلي نالوا نصيبهم الأكبر في الاعتداءات الأخيرة، وبثت شرطة الاحتلال إشاعة بأن الحراس "عملاء لهم" وساعدوهم في تسليم المرابطين حين فتحوا أبواب المصلى القبلي لاعتقال من فيه، مشيراً إلى أن ادعاءاتهم مردودة عليهم خاصة أن الأبواب لا تفتح من الخارج وقبضتها كانت بيد المرابطين.
وعن أبرز معاناة الحراس يشير أبو قتيبة إلى وجود ملثمين مندسين من شرطة الاحتلال يزعجون المصلين، عدا عن تخريبهم لخزائن الحراس وبث إشاعات ضدهم لإثارة الفتنة، لكن المرابطين يدركون نواياهم الخبيثة.
ورغم التضييقات وحملات الإبعاد والتنكيل التي يتعرض لها حراس الأقصى على مدار عقود من الزمن إلا أنهم يواصلون عملهم، وهنا يعقب الحارس بالقول: "تواجدنا في الأقصى ليس مصدر رزق، بل مبدأ حب وارتباط في المسجد (..) هو بالنسبة لنا الروح وترهيبنا والضغط علينا مادياً يعلقنا به أكثر".
وقبل أن ينهي المقابلة ليواصل عمله من داخل الأقصى وصوت الرصاص يصل من هاتفه، أكد أن وجوده وزملائه على بوابات المسجد وباحاته مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقهم، ويشعرون بالفخر لخدمتهم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.