في الصورة شابٌ متدلي الرأس يسحله جنود الاحتلال على بلاطات الأقصى وهو ينزف دماً، اعتقله الجنود دون اكتراث رغم غيابه عن الوعي.
كان هذا بالأمس حينما أصيب الشاب وليد الشريف برصاص جنود الاحتلال خلال اعتدائهم على الشباب المرابطين وذلك بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي والمتفجر تشفياً وصل حد إطلاق الغاز من طائرات حلقت فوق رؤوس المصلين!! أسفرت عن سقوط عشرات الإصابات.
الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق وليد الشريف مسجلة بالصوت والصورة، وثقها المصلون عندما اقتحم الاحتلال باب المغاربة وأطلق النار نحو المصلين في المصلى القبلي، ليسقط الشريف فاقداً الوعي تمامًا.
رغم حالته هذه، تقدّم الجنود نحوه فاعتقلوه، وأمسكوه من رجليه ويديه وسحلوه على الأرض دون تقديم أي علاج أولي له أو السماح للفرق الطبية التي تواجدت في المسجد الأقصى بعمل اللازم له.
شقيق الشريف أكد أن وضعه الصحي حرج جداً فهو "تعرض لكسر في الجمجمة حال دون وصول الأكسجين إلى المخ، ما تسبب بتلف في عدد من الخلايا، وهو الآن يرقد في مستشفى "هداسا عين كارم الإسرائيلي بين الحياة والموت، في انتظار رحمات الله".
لم تنته قصة الشريف عند جندي ورصاصة، فشهد مستشفى هداسا مؤامرة بين إدارة المستشفى والجنود، ورفضوا إعطاء العائلة أي تقرير طبي عن حالة الشريف وسبب الإصابة وظروفها. "وحتى الآن لا يوجد دليل بين يدي العائلة يمكنهم من استخدامه في المحاكم"، وفق المحامي خلدون نجم.
وأِشار نجم إلى أن الشرطة ادّعت خلال التواصل معه أنها لم تطلق النار على الشاب على عكس ما شاهده العالم في الفيديو الذي يوثق لحظة الحدث.
الشريف الآن معتقل وقد منعت عائلته من زيارته، وبسبب إصابته الخطيرة فإنه لا يعي ما يدور حوله، لم يأخذ حقه من العلاج السريع والكافي في بداية إصابته، بل إن الاحتلال ماطل أيضا في نقله إلى المستشفى حيث يجب أن يكون، وهذا التأخر لنصف ساعة كاملة هو الذي أدى إلى تلف في الدماغ، حسب تأكيد أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الجريح وليد الشريف وهو من بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة ويرقد حاليًا في العناية المكثفة في مستشفى "هداسا عين كارم" بحالة حرجة وتحت حراسة مشددة.
ويرى المتحدث باسم الهيئة حسن عبد ربه أن الاحتلال يحتجز الشريف لتعذيب أهله، بمنعهم من زيارته بل ويمنع أياً من محامي الهيئة من الدخول عليه ومعرفة طبيعة وضعه. ويتابع عبد ربه أن الاحتلال ينكر أنه أصيب برصاص الجنود، ويلفت إلى أن الاحتلال يواصل المماطلة ويبدو أنه لن يتعاون في أي لحظة في محاولة للتنصل من المسؤولية.