قائمة الموقع

المقاومة وأسلحة الردع الجديدة

2022-04-24T19:46:00+03:00
خالد النجار.jpeg
د. خالد النجار

 منذ تولّي الحكومة الصهيونية أعمالها والتي يترأسها زعيم حزب "يمينا" المتشدد "نفتالي بينت"، تخشى أوساط صهيونية من هزة كبيرة تصيب دولة الاحتلال، قد تشكل تحولاً خطيرًا وجذريًا على مستقبلها، وهو ما يجعل القيادة الصهيونية تعيش أزمة حقيقية غير مسبوقة، وحالة من الترهل في مؤسسات الجيش والأمن، وكافة المستويات الصهيونية الأخرى، وصولاً إلى حالة من الانقسام بين مكونات الحكومة والمعارضة التي باتت تشكل قوة لا يُستهان بها أثّرت بكل وضوح على شخصية رئيس الحكومة "بينت"، وعلى قرارات المجلس المصغر "الكابينت".
 
الأحداث الجارية في القدس وما سبقها من لقاءات على مستوى الإقليم، وأخرى مع قيادات متنفذة أمنيًا في السلطة الفلسطينية، يعكس مدى التحول التاريخي لواقع الاحتلال على أرض فلسطين، والذي أصبح مهدَّد بالفعل في ظل مخاوف صهيونية من امتداد المظاهرات إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وهو ما يقلق حكومة "بينت" ويدفعها دومًا نحو استيعاب كافة المتغيرات والتعاطي معها بصورة انهزامية للهروب من مقصلة وشرارة انتفاضة جماهيرية عريضة سيكون لها انعكاسات استراتيجية ستعمل المقاومة على استثمارها كأحد أدوات الردع الجديدة.
 
تقديرات الموقف الحالية تشير أن الاحتلال ينأى بنفسه عن الاشتباك مع المقاومة في قطاع غزة، لأن الاحتمالات التي وضعها قادة العدو على طاولة الكبينت تُظهر تصورًا جديدًا لواقع المعركة التي ستكون مختلفة تمامًا عن معركة سيف القدس، وقد تتعرض دولة الاحتلال خلالها لضغط عسكري كبير في خضم مواجهة غير تقليدية للدفاع عن القدس، والتصدي للمخططات الصهيونية في الضفة والمسجد الأقصى، وبالتالي باتت هناك تحديات أخرى تلوح في الأفق تشي بأن الاحتلال لن يكون قادرًا على إدارة مواجهة استعدت لها المقاومة خلال سنوات طويلة وتوظف امكاناتها بموازين دقيقة ووفق المعطيات التي تحقق مكاسب عملياتية لديها وتتفوق بها على أسلحة الردع الصهيونية.
 
من بين العوامل التي ظهرت مؤخرًا استخدام المقاومة لأداة التفاوض المدعوم عسكريًا وتحت وقائع الأحداث في الضفة والقدس، والتدافع الجماهيري للزحف نحو الأقصى لحمايته من اقتحامات المستوطنين المتكررة والذي كان آخرها محاولات المعارضة من اقتحام باحات الأقصى خلال مسيرة الأعلام والتي كشفت مدى هشاشة الحكومة الصهيونية أمام أسلحة ردع المقاومة، حيث منعت شرطة الاحتلال مرور المسيرة من مناطق الاحتكاك بباب العامود، ومنعت كذلك عضو الكنيست "بن غفير" من اجتياز الحواجز الصهيونية التي ضبطت سير المسيرة وفق ما خططت له الشرطة الصهيونية التي انتشرت بالمئات لمنع وقوع أي أحداث ستشكل بوابة لحرب واسعة في قطاع غزة، سيما أن المقاومة قد سلّمت الوسطاء رسالة تمسكت خلالها بخيار المواجهة حال المساس بالمسجد الأقصى.
 
تنوعت أدوات الردع وباتت المقاومة تحقق مكتسبات مهمة في هذه المرحلة، على الرغم من توسُّع دائرة التطبيع العربي - الصهيوني والتي تمثل إقصاءً فعليًا للقضية الفلسطينية، وانقلابًا على المبادة العربية للسلام والتي أكدت على التزام الانظمة العربية بالتوقف عن إقامة أية علاقات مع الاحتلال، وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لــــ (إسرائيل)، حتى تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام، والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967.

اخبار ذات صلة