غزة- محمد أبو قمر- الرسالة نت
تفتح المناوشات على الحدود الشرقية لقطاع غزة وزيادة وتيرة الغارات الليلية، الباب أمام التكهن بتغيير قواعد اللعبة الأمنية بين المقاومة والاحتلال واتجاهها للتصعيد، في حال أصر الاحتلال على استمرار عدوانه.
وتتجه المؤشرات لتسخين أكبر في الميدان، الا أنه لن يصل لحد الحرب التي غطت القطاع قبل عامين، بحسب مراقبين.
ويذهب المحلل السياسي هاني حبيب الى أن عدوان الاحتلال المستمر يبقي الاوضاع قابلة للانفجار بقدر هجماته، لكنه يستبعد أن تصل الامور لشن حرب على القطاع كما حدث قبل عامين.
ويعتقد حبيب أن شكل التصعيد مرهون بنظرة الاحتلال لطبيعة التهدئة الذي يرى أن على حركة حماس أن تضبط الاوضاع الميدانية على الحدود، ويضيف " اذا بقي الوضع على حاله ستخرج الامور عن السيطرة وسيفتح الباب أمام الفعل ورد الفعل".
ويزداد القلق من تصاعد العمليات العسكرية في غزة واستمرار الاغتيالات واستهداف الصيادين والمزارعين.
وكانت المصادر الطبية قد أعلنت أمس الاحد، استشهاد المقاومين مصعب أبو روك ومحمود النجار بنيران الاحتلال الذي حاول التوغل شرق خانيونس جنوب القطاع.
ويبادر الاحتلال دائما بالشكوى من الصواريخ التي تسقط على البلدات الصهيونية المتاخمة للحدود الغزية، لكنه لم يذكر عملياته المتواصلة ضد المواطنين.
وكشفت مصادر عسكرية صهيونية مؤخرا عن أسباب التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة, التي وضعت المنطقة على شفا الهاوية.
ونقلت "القناة الثانية" للعدو عن تلك المصادر تأكيدها أن قوات الاحتلال كانت قد توغلت قبل ثلاثة أسابيع بهدف تنفيذ أعمال هندسية في منطقة "الحزام الأمني" الذي يمتد 300 متر داخل حدود قطاع غزة.
واشارت المصادر إلى أن الدبابة الصهيونية التي أصيبت بصاروخ "كورنيت" قبل ثلاثة أسابيع عملت في نطاق هذه المنطقة, وفي الأسبوع الأخير طرأ تدهور في الأوضاع الأمنية وتم إطلاق ثلاثين صاروخا وقذيفة هاون باتجاه تجمعات الجنوب, والآن يتضح أن السبب لهذه المواجهة هو "الحزام الأمني" الذي ينشئه الجيش داخل أراضي غزة.
وقالت المصادر أن حركة حماس تعارض هذا الحزام ولا تعترف به على الأرض واعتبرت دخول "إسرائيل" لتلك المنطقة تسلل إلى مناطق خاضعة لسيطرتها وخرقا لاتفاق وقف إطلاق النار غير المعلن بين الجانبين.
بينما أكد جيش الاحتلال أنه لا يستطيع التنازل عن العمل في هذه المنطقة لاعتبارات أمنية ملزمة, وذلك لمنع المساس بقوات الجيش ومنع عمليات نقل سلاح, أو حفر أنفاق في المنطقة, لمنع مزيد من عمليات خطف الجنود, وذلك في سياق استخلاص العبر من عملية خطف جلعاد شاليط.
وفي مقابل ذلك زعمت المصادر الصهيونية أن حركة حماس تواصل الاستعداد للمواجهة التالية, وهي تواصل التسلح بصواريخ بعيدة المدى وصواريخ مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات, وحسب التقديرات فإن المنطقة ذاهبة حتما لمواجهة أخرى, لكنها ستأخذ وقتا حتى الانفجار.
ويتطلع مراقبون الى أن هجمات الاحتلال تنبع من رغبة "اسرائيل" في ابقاء حماس والحكومة في غزة في حالة من عدم الاستقرار والاستفزاز كي يبقوا منشغلين بالوضع الامني وعدم الالتفات لبناء القطاع.
وفي ذات السياق حذر مركز سواسية لحقوق الانسان من خطورة التطورات والعمليات العسكرية، لاسيما بتزامنها مع تصريحات الاحتلال بشن حرب جديدة على غزة، وقال أنها تعطي الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ المزيد من الجرائم وعمليات القتل بحق الأبرياء من المواطنين.
ويشير المحلل السياسي الدكتور نعيم بارود، إلى أن المناوشات على الحدود تأتي في سياق الفعل ورد الفعل، مؤكدا أن حماس والاحتلال غير معنيين بتصعيد المواجهات.
وقال " رغم سخونة الاوضاع مؤخرا الا أنها لن تفضي لاندلاع حرب، وحماس تحاول الامساك بخيوط اللعبة التي يحيكها الاحتلال، في ظل ما يشاع بين الناس عن حرب محتملة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الثانية للعدوان على غزة".
ولعل الاحتلال يحاول الخوض في حرب معممة تطال رتوشها غزة والضفة واراضي 48، باستمرار التهويد والابعاد، والعمل على جميع الجبهات لإحداث نوع من الارباك لدى الجميع، دون تركيز هجماته في منطقة معينة.