قائد الطوفان قائد الطوفان

في يومها العالمي.. القدس القادرة دوماً على البقاء في الصدارة

كنيسة القيامة وفي الخلفية قبة الصخرة المشرفة في القدس
كنيسة القيامة وفي الخلفية قبة الصخرة المشرفة في القدس

الرسالة نت- رشا فرحات

يكتسب يوم القدس العالمي الذي يصادف التاسع والعشرين من أبريل أهمية كبرى لما شهدته المدينة من تصاعد لوتيرة الأحداث، والتي بُنيت على وتيرة أحداث تأججت في رمضان الماضي وانتهت بمعركة سيف القدس وحلت ذكراها هذا العام تزامنا مع تطور الأحداث في القدس والضفة الغربية وزيادة عدد مقتحمي المسجد الأقصى.
ولطالما كانت المدينة المقدسة حاضرة رغم كل محاولات تغييبها وطمسها رغم أنها أساس القضية الفلسطينية، واليوم تزداد شعبية وتفرض حضورها عامًا بعد عام وبقوة أكبر.
قبل أيام أعلن نشطاء فلسطينيون وعالميون عن سعيهم عبر مشروع خاص لتركيز جهودهم في العام الجاري 2022 على قضيتي القدس والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عبر برنامج عمل دشّنه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين تحت عنوان "عام المسرى والأسرى".
منذ الربيع العربي، وسرقة الثورات العربية، والمحاولات حثيثة لتغيير مكانة الفلسطيني في القلوب العربية من خلال حكومات اختيرت على مقاس الاحتلال والصهيونية العالمية "إلا أن القدس قادرة على مفاجأتنا دوما في جمع أكبر تضامن عربي في كل مرة تثور فيها قضيتها".
ففي العام الماضي تضامن العديد من نجوم الفن والرياضة والمشاهير العرب والأجانب مع الفلسطينيين بعد تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس وأيضًا في غزة، وقد قدر محللون وباحثون أن التضامن مع القدس غير مسبوق في عام 2021.
بل إن المقدسي استطاع على مر السنوات الطويلة إسقاط مقولة الاحتلال الشهيرة " الآباء يكبرون والصغار ينسون" ولم ينس أبداً، وظلت القدس محور القضية، تثور كل عام فتعيدنا إلى مربع الاحتلال الأول، مات الجيل الأول وولدت بعده أجيال ولا زالت القدس هي القضية المحورية فلسطينياً وعربياً.
ويقول الكاتب في قضايا القدس زياد ابحيص: شكلت القدس جبهة الحركة والفعل منذ منتصف الانتفاضة الأولى، بدءاً من مجزرة الأقصى سنة 1990، مروراً بهبة النفق سنة 1996، ثم انتفاضة الأقصى سنة 2000، لكنها كانت في تلك المحطات قادرة على تفجير المشهد الفلسطيني بأسره، وهو ما تغير بعد انتفاضة الأقصى، وخاصة بعد عام 2007 مع بدء تجربة دايتون وصياغة “الفلسطيني الجديد”.
ويضيف ابحيص: "بقيت القدس بوابة التفجير الأساسية نتيجة مشروع إحلالي ديني صهيوني يصطدم بأقدس المقدسات الإسلامية، المسجد الأقصى المبارك، وستبقى كذلك ما بقيت هذه المعادلة".

وشدد على أنه ضمن جميع هذه المعطيات يمكن تفسير تصدر القدس للأحداث على الساحة العربية، فغالبًا ما كانت القدس مركزًا لأزمات كثيرة مع الاحتلال تغذيها مكانة المدينة "المقدسة".
 لعل أبرز محطات التأزيم تلك في القرن الحالي كانت انتفاضة الأقصى التي انطلقت نهاية عام 2000 من المسجد الأقصى. ومنذ ذلك الحين ظلت القدس في أوج قوتها والأنظار متجهة نحوها عربيا ودوليا.
ولا يمكن تجاهل الأوضاع الصعبة التي يمر بها المقدسيون من اعتقالات وضرائب وهدم لمنازلهم ومصادرة لأراضيهم فكل ذلك كان سببا لأن تظل القدس مدينة فوق صفيح ساخن، مستعدة دائما للثورة والغضب.
الكاتب والباحث في شؤون القدس عبد الله معروف قال: "العشرية الثانية من القرن الحالي شهدت تحولًا نوعيًّا في طبيعة الحراك في القدس ضد الاحتلال، ذلك جاء بأثر مما بات يُعرف بالربيع العربي، الذي شهد فيه المقدسيون إمكانية لدى الشعوب العربية لإسقاط أنظمة وتغيير واقع، بغضِّ النظر عن نتائج "الثورات المضادة" التي تلت ذلك". 
ويضيف معروف: "إن الأوضاع السياسية الصعبة التي يمر بها المقدسيون تعتبر وقودًا للغضب الشعبي العارم في القدس بما يجعله مؤهلًا للتحرك ضد الاحتلال، وأبرز مفجِّر لشرارة التحركات المقدسية ضد الاحتلال كان على الأغلب المسجد الأقصى بما له من مكانة رُوحية".
لقد زادت مكانة القدس رغم دور السلطة الفلسطينية السلبي، ورغم كل ما تتعرض له المدينة من تهويد متعمد، وتغيير لشكلها القديم وطابعها العربي، ورغم دور الثورات العربية في الضغط نحو تراجع القضية الفلسطينية بشكل عام، ورغم اعلان الاحتلال إياها عاصمة له، لكن المقدسيين هم من جمعوا كل ذلك التحالف العربي معها منذ بداية ثورة البوابات حتى باب الرحمة، وحتى باب العامود بالشيخ جراح كانت القدس قادرة على فرض نفسها على الصورة الإعلامية العربية وبشكل قوي.

البث المباشر