نجح مقاومان فدائيان في تنفيذ عملية قُتل خلالها أحد حراس مستوطنة (ارئيل) في محافظة سلفيت، بعد اختراقهما لكل الحواجز الأمنية المؤدية لمداخل المستوطنة، حيث تأتي هذه العملية دون أدنى شك، دفاعًا عن المسجد الأقصى الذي يتعرض يوميًا لاقتحامات الجيش والمستوطنين في خضم مواجهة مفتوحة بين الاحتلال والمرابطين في المسجد الأقصى وكل من يشد له الرحال.
"ارئيل" تعد من بين التجمعات الاستيطانية الحساسة لدى الاحتلال، حيث أُنشأت عام 1978 على أراضي مواطني سلفيت بعد أن هجرهم جيش الاحتلال وقضم أراضي المحافظة وشيّد مئات الوحدات السكنية، لتستمر معاناة سلفيت ببلداتها وقراها معاناة شديدة وحالة من التمزق بفعل ممارسات الاحتلال، وأهمها: جدار الفصل العنصري، والتلوث البيئي الناتج عن مخلفات المستوطنات خاصة المناطق الصناعية، وسرقة آلاف الدونمات الزراعية، ومصادر المياه الجوفية، وطمس معالمها التاريخية والدينية، حيث تعد سلفيت المحافظة الثانية بعد القدس من حيث الاستهداف الاستيطاني الصهيوني، وذلك في الوقت الذي يحاول خلاله الاحتلال توسيع المستوطنات في الضفة في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة القرن، والتي تقضي بفصل شمال الضفة عن جنوبها، والهيمنة على المياه الجوفية.
إن الرسالة التي حملها المقاومان وألقيا بها عبر رصاصات من نقطة صفر، تؤكد أن كل خيارات الاحتلال لخنق الضفة من خلال التوسع الاستيطاني هي محاولات فاشلة، ولن تدوم أمام الروح الثائرة للأجيال الصاعدة التي بدأت تشق طريقها نحو المسار الصحيح لاستعادة الحقوق والأرض والهوية والحرية.