قائمة الموقع

دلالات اعتراف القسام بتنفيذ عملية سلفيت

2022-05-03T00:12:00+03:00
ارشيفية
د. خالد النجار

إعلان كتائب القسام لعملية سلفيت هو ترجمة واقعية لخطاب قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار والذي تضمن رسائل تحدٍ واضحة للاحتلال، وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن العملية تأتي في سياق العمليات الفردية من وجهة نظر خاصة وليست مُؤَكدة، أعلنت القسام أنها جاءت في إطار عمليات الدفاع عن المسجد الأقصى، وهي رسالة واضحة للعدو، تشي أن بعض أو جميع العمليات التي نُفذت تحمل بصمة الاشتباك من نقطة صفر، وهي استراتيجية تتبناها الكتائب للانقضاض على جنود الاحتلال بطريقة تُلطخ بها أنف العدو بالهزيمة والعار، وهي رسالة تجمع بين الدخول الفعلي لمرحلة جديدة في الضفة وبين تكتيك المقاومة في مهاجمة الاحتلال أمنيًا وزعزته في خضم معركة صراع الأدمغة التي تخوضها كتائب القسام أمام الجيش الصهيوني.

كما أنها رد على المشككين في دور المقاومة تجاه القدس، واستجابةً لنداء أهلنا في المسجد الأقصى، وأنموذج لما يمكن أن يقلب الطاولة على رأس حكومة الاحتلال ويخلط كافة الأوراق، لأن المساس بالأقصى هو بمثابة حرب إقليمية ستحرق الأخضر واليابس.

من هنا حمل بيان القسام الكثير من الإشارات والدلالات، أهمها: أن الفعل يسبق البيان، وجهوزية المقاومة للرد على المساس بالأقصى، ولا يوجد خطوط حمراء أمام المقاومة، باعتبار أن الوصول لمدخل مستوطنة أرئيل لم يكن اعتياديًا، بل يمر بخطط وتكتيك دقيق جدًا لنجاح تنفيذ الهجوم، وبالتالي يسهل على المقاومة الوصول لأي مكان وضرب أي هدف في التوقيت المناسب، كما أن هناك جيش يضم آلاف الشباب كما قال السنوار، مجهز للدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وسيكون لهم الكلمة والأثر الوازن خلال أي مواجهة مرتقبة.

حيث ما تمر به حكومة الاحتلال من تفكك داخلي، ما زال يضعفها ويهدد بقاءها في ظل فشلها في تنفيذ مخطط تهويد القدس وتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، باعتبار أنها رضخت أمام تهديدات المقاومة، واستجابت لشروطها ومنعت تنفيذ طقوس يهودية في باحات المسجد الأقصى، وهو ما استفز مشاعر المعارضة، ودفعها إلى مهاجمة رئيس الحكومة، واتهامه بالمهزوم أمام حركة حماس، وعدم امتلاكه القدرة على حماية المستوطنين الذين حاولوا اقتحام الأقصى بالآلاف في مسيرة الأعلام.

القسام كشف عن فشل جديد للعدو في سلفيت، ويعيد في الضفة مشاهد العمليات التي نفذت على حدود غزة خلف الخطوط، وكيف استطاعت القسام أن تكشف عورة الجيش "الذي لا يُقهر" لكنها قهرته بسواعد الرجال في غزة والضفة والقدس ومدننا المحتلة عام 48 على طريق النصر والتحرير وبسيف القدس الذي لم يُغمد.

اخبار ذات صلة