قائمة الموقع

التحريض لإعادة سياسة الاغتيالات لن ينقذ (إسرائيل) من الوحل

2022-05-07T16:11:00+03:00
قائد حماس في غزة يحيى السنوار
الرسالة- محمد عطا الله

عقب عملية "إلعاد" البطولية الأخيرة، التي هزت "تل أبيب" سادت دعوات تحريضية من وسائل إعلام وكتّاب (إسرائيليين) تحرض على اغتيال قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، بعد تصريحاته الأخيرة الداعية لتنفيذ عمليات بالبلطات في ظل عدم توفر السلاح.

ونشرت مختلف القنوات المتلفزة مقتطفات من خطاب السنوار الأخير بغزة، الذي حذر الاحتلال فيه من استمرار اقتحاماته للأقصى، داعيًا لتصعيد العمليات ضد الاحتلال وفي عمق المدن المحتلة عام 1948.

وركزت تلك الوسائل على ما قاله في خطابه بدعوته للشباب باستخدام الأسلحة النارية والبيضاء بما فيها "السكين" و"الفأس"، وغرد بعض الصحفيين (الإسرائيليين) بالدعوة لاغتيال السنوار، معربين عن أملهم لو أنه "كان قد مات في السجن" خلال سنوات أسره.

فيما طالب عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتامار بن غفير بقصف منزله وقتله بعد هذه العمليات الأخيرة وتحريضه في خطابه الأخير.

وفي أعقاب ذلك، قال مسؤول (إسرائيلي) كبير، "إنّ من يعتقد أنّ اغتيال قائد حركة "حماس" بغزة يحيى السنوار سينهي موجة الهجمات "الإرهابية" فهو مخطئ.

ونقلت القناة "12" العبرية عن المسؤول (الإسرائيلي) قوله: "نحن في وضع مشابه لانتفاضة السكاكين لكن أكثر فتكًا، متوقعًا استمرار العمليات الفردية في الضفة الغربية".

ووسط هذه الدعوات، فإن السنوار قبل التحدي وظهر في مقطع فيديو له بالأمس أثناء ركوبه بسيارته مطمئنا من حوله بأن الوضع طبيعي ولن تخيفهم التهديدات والتلويح بالاغتيال.

ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، أن "حملة التهديدات والتحريض (الإسرائيلية) باغتيال رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، أو أي من قيادات الحركة، لا تخيفنا ولا تخيف أصغر شبل في حماس".

وعدّ الرشق، في بيان صحفي، هذه "التهديدات محاولة فاشلة لطمأنة قطعان المستوطنين المذعورين".

وتابع: "لن تزيدنا (التهديدات) إلا إصراراً على الدفاع عن القدس والأقصى، حتى زوال الاحتلال عن آخر شبر من أرضنا".

ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن اغتيال قائد حماس بغزة لن ينجح في إخراج حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) من الوحل أو أن يحد من العمليات الفدائية التي بدأت تتصاعد مؤخراً.

ويضيف بشارات في حديثه لـ "الرسالة" أن وجود السنوار على رأس المقاومة في قطاع غزة بات يشكل تحدياً كبيراً للمؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، مما أبقاها عاجزة عن إيجاد حل بعد ابتكاره أدوات جديدة للمقاومة باتت تنهك الاحتلال.

ويستشهد بشارات بحديث جاكي حوجي مراسل راديو الجيش الذي اعتبر أن حماس باتت كقطعة اللحم، لقد اعتادت أن تتعرض للضربات، لذا فقد تضاءل تأثيرها عليها، وهذا يشكل صعوبة لـ (إسرائيل)، مع أنه تزداد الحاجة إلى تحصيل ثمن من العدو.

ويعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد أن التحريض على اغتيال السنوار كان بشكل غير مسبوق ولم يقتصر فقط على الكتاب والمحللين وانما امتد ليصل إلى أعضاء (الكنيست) ووزراء (إسرائيليين) سابقين.

ويبين مقداد في حديثه لـ"الرسالة" أن هذا التحريض يحمل اتجاهين الأول، هو مدى قدرة حكومة الاحتلال الحالية على تنفيذ هذا الاغتيال وتحمل تبعات ذلك وإمكانية صمودها وبقائها في ظل المتغيرات (الإسرائيلية) واختلافات الأحزاب التي قد تدفع إلى سقوطها.

ويلفت إلى أن الاتجاه الآخر هو مدى قدرة الحكومة على تحمل ردة الفعل الناتجة عن هذا التصرف في ظل التطور الكبير بقدرات المقاومة والرد القاسي الذي قد توجهه المقاومة ضد الاحتلال في حال أقدم على هذه الخطوة.

ويشير إلى أن جيش الاحتلال لا يرغب في الدخول بمواجهة جديدة في ظل حالة الاستنفار الكبير التي يعيشها على ضوء تصاعد العمليات الفدائية الأخيرة، مما يجعل استجابته لهذه الضغوط والمطالب مستبعدةً.

اخبار ذات صلة