تُعتبر المقتنيات الخاصة بنجوم الرياضة عموماً وكرة القدم بشكل خاص، هي أثمن ما يمكن أن يمتلكه اللاعبون، خاصة إذا ما كانت مقترنة بذكرى نُقشت في تاريخ الساحرة المستديرة، وهو ما يسلط الضوء على أغلى مقتنيات كرة القدم على مر التاريخ.
قد يجد هؤلاء الأساطير أنفسهم مجبورين على بيع أدواتهم الخاصة، بسبب ظروف حياتهم الصعبة، أو من أجل حل مشكلة معينة، وآخرون يفكرون في منح الجماهير فرصة امتلاك مثل هذه الأدوات.
أغلى مقتنيات كرة القدم على مر التاريخ
يصل سعر بعض هذه المقتنيات التي تُوصف بأنها "تحف نادرة" لمئات الآلاف من الدولارات، وتتجاوز أخرى حاجز المليون، نرصد جزءاً منها في السطور التالية.
كتاب قواعد كرة القدم
بيعت نسخة نادرة من أول كتاب لقوانين كرة القدم، في مزاد علني بلندن يوم 20 يوليو/تموز 2021، مقابل 65 ألفاً و900 يورو.
وحسب دار "ساثبيس" للمزادات الدولية، فقد تمت طباعة تلك النسخة في عام 1859 بواسطة نادي شيفيلد الإنجليزي، الذي يُعتبر أقدم نادٍ لكرة القدم في العالم (تأسس عام 1857).
عُثر على هذه النسخة، التي تعتبر واحدة من أصل اثنتين معروفتين عن الإصدار الأول من قوانين اللعبة، والمكونة من 16 صفحة، بحالة جيدة.
وتضمنت شروحاً مكتوبة بخط اليد أو ملحقاً مطبوعاً يؤكد منع لعب الكرة باليد، وهو ما كان مسموحاً به في السابق.
وكانت النسخة الأولى الرسمية، والتي كانت موجودة في أرشيف نادي شيفيلد، قد تم بيعها في يوليو/تموز 2011، مقابل 881 ألف جنيه إسترليني.
قميص السير جيف هورست
أُجبر جيف هورست على بيع قميصه، الذي خاض به نهائي كأس العالم 1966، إلى جامع مقتنيات في عام 2000، مقابل 92 ألف جنيه إسترليني تقريباً.
وباع هورست، الذي يُعتبر اللاعب الوحيد الذي سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراة نهائية بكأس العالم، القميص خشية سرقته من منزله.
وتم عرض القميص "الأحمر" الذي يحمل رقم 10، مرة أخرى للبيع في مزاد علني بواسطة دار سوذبيز للمزادات، التي حددت سعراً أولياً لفتح المزاد يبدأ من 300 إلى 500 ألف جنيه إسترليني.
وعُرض مع القميص الذي وصف بأنه "أهم قطعة مرتبطة بذكريات نهائي كأس العالم 1966″، خطاب يحمل توقيع هورست، لكن الدار أعلنت في يوليو/تموز 2016 فشل عملية البيع، حيث لم يصل أي عرض إلى الحد الأدنى للمبلغ المطلوب.
ميدالية كأس العالم 1966
قرر ألان بول، لاعب منتخب إنجلترا، المتوج بكأس العالم مع بلاده في عام 1966، بيع ميداليته الذهبية في مزاد علني، بغية الحصول على أموال يعيش بها وأولاده وأحفاده.
وساهم بول بشكل مباشر في تتويج بلاده باللقب الوحيد، عندما أهدى تمريرة الهدف الثالث لزميله جيف هورست، في الأشواط الإضافية، لتنتهي المباراة بفوز الإنجليز على ألمانيا الغربية 4-2.
ويصعب على كثيرين التفريط بمثل هذه الجائزة القيمة، لكن بول الذي توفي عام 2007، كان له رأي آخر، ونجح في بيعها عام 2005، مقابل 164 ألفاً و800 جنيه إسترليني.
وعن ذلك قال بول: "توفيت زوجتي قبل عام (2004) وتغيرت أولوياتي، لدي ثلاثة أبناء وثلاثة أحفاد والشيء الأهم بالنسبة لي هو تأمين الرعاية الجيدة لهم قدر المستطاع".
وأضاف: "الفوز بكأس العالم 1966 سيظل معي إلى الأبد، إلا أنه حان الوقت للتطلع إلى المستقبل وليس إلى الماضي".
نسخة طبق الأصل من كأس العالم (جول ريميه)
أقدم لصوص على سرقة كأس جول ريميه، وهو المحامي الفرنسي صاحب فكرة كأس العالم والذي سمي الكأس باسمه، للمرة الأولى قبل انطلاق مونديال 1966.
لكن الشرطة الإنجليزية تمكنت بمساعدة الكلب "بيكلز" من إيجاد الكأس بعد السرقة بأيام، لكنه سُرق مرة أخرى من خزانة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم (الذي احتفظ منتخبها بالكأس بعد الفوز بها 3 مرات) في عام 1983، ولم يُعثر عليه حتى الآن.
وتمكن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من شراء كأس جول ريميه مقابل 254 ألفاً و500 جنيه إسترليني، من مزاد علني في عام 1997.
اعتقد "فيفا" أنه قام بشراء النسخة الأصلية من الكأس، قبل أن يكتشف أنه حصل على نسخة طبق الأصل من الكأس، صُنعت خصوصاً لاستخدامها في المعارض.
وما زالت هذه النسخة موجودة ومعروضة في المتحف الوطني لكرة القدم في مدينة مانشستر الإنجليزية.
كأس الاتحاد الإنجليزي
قرر ديفيد غولد، المالك الشريك لنادي وست هام يونايتد، بيع أقدم نسخة موجودة لكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
بيعت الكأس في مزاد علني يوم 30 سبتمبر/أيلول 2020، مقابل 760 ألف جنيه إسترليني، أي حوالي 978 ألف دولار أمريكي.
وكان غولد قد اشترى الكأس (النسخة الثانية المقدمة للفائزين في المسابقة من 1896-1910)، قبل 15 عاماً مقابل 478 ألف جنيه إسترليني، خلال رئاسته لنادي برمنغهام سيتي.
وحملت تلك الكأس أندية شيفيلد وينزداي ثم مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وإيفرتون ونيوكاسل وتوتنهام ونوتنغهام فورست وشيفيلد يونايتد.
يُذكر أن النسخة الأصلية من الكأس تمت سرقتها في عام 1895.
قميص مارادونا
في يوم 4 مايو/أيار 2022، بيع القميص الشهير الذي ارتداه الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، والذي سجل به هدفين في شباك إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم 1986، في مزاد علني مقابل 7.14 مليون جنيه إسترليني (8.3 مليون يورو).
وكان الرقم القياسي السابق لبيع الملابس الرياضية هو قميص ارتداه أسطورة البيسبول الأمريكي بايب روث في أواخر عشرينيات القرن الماضي، حيث تم بيعه في عام 2019 مقابل 4.53 مليون جنيه إسترليني.
ولم يُكشف النقاب عن هوية المشتري أو المشترين لقميص مارادونا، الذي أصبح أغلى قطعة تذكارية.
ووصف براهم واتشتر، رئيس قسم المقتنيات في دار سوذبيز للمزادات، القميص بأنه "تاريخي" وقال: "هذا القميص هو ذكرى مقترنة بلحظة مهمة ليس فقط في تاريخ الرياضة، ولكن في تاريخ القرن العشرين".
وأضاف: "يمكن القول إن هذا القميص هو أكثر قمصان كرة القدم المرغوبة في أي وقت مضى للمزاد".
المصدر: عربي بوست