قائمة الموقع

ما دلالات تشكيل لجنة مشتركة لشؤون القدس؟

2022-05-09T17:13:00+03:00
ارشيفية
رشا فرحات- الرسالة نت

كان من المفترض أن تجتمع ما تسمى باللجنة المشتركة لشؤون القدس بين الأردن وكيان العدو بعد شهر رمضان لمناقشة زيادة ما أسمته" التنسيق" بين الطرفين، ومحاولة الاتفاق على إجراءات من شأنها أن تخفف التوتر الذي يدور في القدس وأن تحد من انفعالات المقدسيين، كما ذكرت صحف عبرية.

ولم توضح الصحف التي تحدثت عن هذا المسمى ما هو معنى اللجنة المشتركة لشؤون القدس وكيف ستقسم أدوار الأطراف المشتركة فيها. فقد ذكر موقع "واللا العبري أن أول ما ستبحثه اللجنة هو طلب عمّان زيادة عدد الحراس التابعين للأوقاف الأردنية في المسجد الأقصى.

كما أشار الموقع العبري إلى أن الأردن الذي يعاني من توظيف عمال جدد في المسجد الأقصى تحت إدارة الأوقاف، قدم مبرراً لطلبه للاحتلال مفاده أن هذا القرار سيعزز قدرة شرطة الاحتلال في مواجهة المصلين وسيقدم على منع زيادة المظاهرات بل سيصل الأمر إلى تقليص الحاجة لمزيد من عناصر الشرطة في باحات الأقصى وعلى أماكن التماس.

يرى المختص بقضايا الأقصى والقدس، الباحث زياد ابحيص، أن هناك ما يحاك للأقصى وبأن هذا الأمر خطير ويدبر بمكر مخابراتي ودهاء بقصد قلب صورة المرابطين ليبدوا أنهم هم الخطر على الأقصى مستعرضاً عدداً من المشاهد التي تأملها خلال الأيام القليلة الماضية.

ويقول ابحيص: "شرطة الاحتلال "تكتشف" الليلة ماسورتين في "الحاكورة" بزاوية المسجد القبلي بعد إغلاق الأقصى وبعد حديث عن الأمر نهاراً؛ تدخل وتستدعي خبير متفجرات!!"

وبالتالي، والقول لابحيص عبر صفحته على فيس بوك، فقد سُرب الخبر إلى وسائل إعلام من ضمنها الجزيرة التي تأخذ معلوماتها الرسمية من شرطة الاحتلال التي تحدثت عن وجود عبوات ناسفة، واتضح في النهاية أنها مواسير فارغة.

ويهدف هذا التحرك والتهويل لأن يزرع في أذهاننا -حسب اعتقاد ابحيص- أن حالة الرباط "خرجت عن حدها" وتحولت إلى "خطر" على الأقصى، مضيفاً: "وهذا له شواهد كثيرة في رمضان ولا بد من التوقف معه مطولاً في وقت لاحق"، مشيراً لما يسميه إعلام الاحتلال "اللجنة المشتركة" لشؤون الأقصى.

بينما يرى الباحث المقدسي، مازن الجعبري، أنه فيما يتعلق بالمسجد الأقصى فإن هناك تنسيقاً مباشراً يتم عن طريق السفير الأردني الموجود في (تل أبيب)، ومن الديوان الملكي مباشرة مع الجهات الرسمية (الإسرائيلية).

ويشيف الجعبري: وفي الأحداث الأخيرة في الأقصى تحركت الأردن حتى لا يتدهور الوضع أكثر وأرسلوا مجموعة من المطالب التي كانت بالأساس مطالب الأوقاف الإسلامية في القدس، ولكن أمريكا تريد أن يبقى الوضع الحالي كما هو حسب ما فرضه الاحتلال تحت ادعاء " احترام الوضع الحالي" الذي هو فعلياً التقسيم الزماني، على حد قول الجعبري.

وبشأن اللجنة المشتركة، يرى الجعبري أنها دون فائدة لأن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت صرح بالأمس "نحن دولة ذات سيادة وجبل الهيكل تحت مسؤوليتنا ولن نسمح بأي تدخل أجنبي"، وهذا يقصد به الأردن، كما يقول الجعبري.

ويذكّر الجعبري بما حدث في يوم الاثنين الماضي، فبعد الاعتداءات على المسجد القبلي وبعد تأجج الوضع وبعد الاحتجاجات الأردنية، عاد الاحتلال في اليوم التالي للاقتحام وهذا كان أقوى رد على الجانب الأردني من وجهة نظر الجعبري.

"وبالتالي"، يضيف الجعبري، "فإن تشكيل ما يسمى لجنة لا يرجى منه أي فائدة؛ لأن (إسرائيل) لا تحترم رأي أطراف هذه اللجنة، وأحياناً تضطر الأوقاف أن تكون جزءاً من مشكلة الأقصى لأنها تتبع الأردن، وبالتالي فهي تخضع لتعليمات الأخيرة.

وفي النهاية، فإن اللجنة المشتركة في ظل هذا الموقف (الإسرائيلي) المتسلط والصمت الأردني المطبق، ليس لها أي معنى حتى لو تم تشكيلها

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00