بصورة شكل شبه يومية، تقتحم الآليات (الإسرائيلية) مخيم جنين، الذي بات يوصف بـ"غزة الجديدة"، إذ يشهد المخيم إطلاق نار ومواجهات واشتباكات، بغرض إلقاء القبض على من تسميهم سلطات الاحتلال مطاردين ومطلوبين لها.
كتيبة جنين!
كتيبة جنين، برزت مؤخرا كعنوان للمطاردة (الإسرائيلية)، وهي كتيبة تشكلت منذ أشهر لحماية الأقمار الستة الذين فروا من سجن جلبوع، بحسب القيادي بحركة الجهاد الإسلامي محمد علان.
الشهيد جميل العموري، كان على رأس مجموعة من المقاومين لم يزد عددهم آنذاك عن عشرة أشخاص، لتتحول الكتيبة بعد استشهاده عقب اطلاق النار عليه من قوة خاصة، إلى عشرات المطاردين والمطلوبين في المخيم، تبعا لرواية علان لـ"الرسالة نت".
وتقاتل الكتيبة بجوار كتائب من المقاتلين بالمخيم، ونجحوا في توجيه عدد من المقاومين بالمخيم إلى داخل تل الربيع المحتلة لتنفيذ عمليات داخلها، بحسب ما نقل الإعلام العبري.
نشاط المقاتلين في المخيم أصبح أيقونة مواجهة في وجه العاصفة (الإسرائيلية) والاستهداف الدائم.
مبادرة وجرأة
وأكدّ الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن أحداث جنين الأخيرة، "أظهرت مبادرة وجرأة وتقدماً من الشباب في مواجهة قوات الاحتلال".
وقال عدنان لـ"الرسالة نت" إن ّ"الشباب بدأت تقابل هذه الاجتياحات بمبادرة واضحة في مواجهتها، وهناك تقدم نحو قوات الاحتلال أحيانا بمفاجآتها، وأحيانا تقع إصابات في صفوف الشباب".
وبين أسباب غضب شباب جنين، "أحداث استشهاد الشباب الأربعة قبل أشهر جميل العموري ورفاقه، إلى جانب نفق الحرية سواء الحدث أو تداعياته، كلها مشاهد ألهبت حماس هؤلاء الشباب".
وأضاف عدنان: "الجميع شعر بألم وغصة خاصة بعد اعتقال أيهم كمامجة ومناضل انفعيات في جنين".
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن ّ"عمليات المقاومة في الضفة الغربية، تثبت بأنها خزان حقيقي للثورة، سيما وأنها أرهقت الاحتلال لعقود من خلال عمليات نوعية قضّت مضاجعه".
وأضاف المدلل لـ"الرسالة نت" أنّ "المقاومة تخرج من تحت الركام؛ لتؤكد أن "ضفة العياش وطوالبة وأبو جندل لا تزال على صفيح ساخن، ولا يمكن أن تصمت أو تقبل بالاحتلال".
وأشار إلى أن الضفة بمقاومتها "تلفظ الاحتلال وتعيد العلاقة الطبيعية معه، القائمة على التضاد والصراع المستمر والمعركة التي لا يمكن أن تتوقف إلا بدحر الاحتلال".
وذكر أنّ هذه المواجهات هي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة من تهويد واستيطان وقتل وتشريد، "وكل العوائق والحواجز وحملات الاعتقال والمصادرة لن توقف شلال المقاومة".
غرفة مشتركة!
من جهته، نادى أبو جهاد المتحدث باسم جيش العاصفة أحد الأذرع العسكرية لحركة فتح بغزة، والمنضوية بغرفة العمليات المشتركة، بضرورة تشكيل غرفة عمليات موحدة لإدارة المعركة في جنين والضفة.
ولفت أبو جهاد في حديثه لـ"الرسالة نت" لتجربة إدارة العمل المقاوم في جنين على غرار ما كان في الاجتياح 2002، بقيادة الشهيد القائد يوسف ريحان أبو جندل.
والشهيد ريحان الضابط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية لعب دورا محوريا ومميزا في قيادة المقاومة بمخيم جنين، إبان اجتياج عام 2002.
ودعا لضرورة تفعيل دور المقاومة الشعبية بالضفة والقطاع، وأن يتم إشعال خطوط التماس، اسنادًا للمقاومة المسلحة في مخيم جنين ومحافظات الضفة المحتلة.
وأشار أبو جهاد إلى أنّ المقاتلين في الضفة على حالة اشتباك مسلح دائمة ويتعرضون لملاحقات يومية وشبح الاعتقالات يلاحقهم في كل لحظة.
دعوة للتعاضد
وأكدّ مفتي جنين الدكتور أحمد أبو الرب، ضرورة تجسيد التكاتف والتعاون والوحدة، كسبيل لمواجهة الاحتلال وإجراءاته بحق مخيم جنين وسكانه الأبطال.
وأشار أبو الرب في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" إلى ضرورة العمل على توحيد الصفوف، واستشعار أن الجميع مستهدف وأن نكون يدا واحدة ولا نفرط، ونجتمع على كلمة واحدة.
كما نوه بضرورة تـأمين حاجات السكان، "وأن يتداعى كل منا لمساعدة المعوزين، خاصة في ظل الحصار الذي بدأ يضرب أطنابه على المخيم".
وقال أبو الرب إن هذه المرحلة تتطلب أيضا حرصا مضاعفا على السلم الأهلي والممتلكات وهذا يبديه سكان المخيم دائما وأبدا حتى في أشد اللحظات صعوبة.
وحث على ضرورة انتباه الشباب لما يحيكه الاحتلال من مؤامرات، والانتباه جيدا لتحركاتهم.
وأكدّ أبو الرب أن هدف الاحتلال هو تصفية أبناء شعبنا وفرض العقاب الجماعي الظالم على أهل المخيم.