تُعتبر مناورة "عربات النار" الأضخم في تاريخ الكيان الصهيوني وتستمر شهراً كاملاً حسب ما ذكر العدو لمحاكاة سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات والأذرع تتمثل في دخول غزة ولبنان وسوريا في المعركة القادمة براً، بحراً، جواً وسيبرانياً، ويكمن الهدف الظاهر منها في بث الطمأنينة داخل المجتمع الصهيوني لا سيما بعد العمليات الفدائية التي أرعبتهم وهزت كيانهم خلال الأشهر الأخيرة، وأدت إلى مقتل ثمانية عشر من المستوطنين الجاثمين على أراضينا، وكذلك لاختبار مدى جهوزية جيشه وتحسين قدراته العسكرية ورفع معنوياته، *لكن ما هو الهدف الخفي من المناورة؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟*
كان العدو قد صرح أن هذه المناورة أُرجئت من العام المنصرم بسبب اندلاع معركة سيف القدس التي حالت دون تنفيذها في موعدها المحدد. وعادةً ما يُعلن العدو الصهيوني عن مناوراته العسكرية قبل أشهر، لكننا هذه المرة نجده أعلن عنها قبل يومين فقط من تنفيذها، ما يوحي أن هناك أمراً ما دفع قيادة الأركان الصهيونية إلى تسريعها.
والجدير ذكره أننا لم نعهد على العدو الصهيوني منذ تأسيس كيانه المسخ القيام بمناورة ضخمه تشارك فيها جميع الكتائب والوحدات المقاتلة براً وبحراً وجواً، الغريب في ذلك أن مدتها شهراً كاملاً. والمعهود بأن مثل هذه المناورات لا تتجاوز مدتها الأسبوع إلى الأسبوعين.
أعتقد بأن هذه المناورة جاءت في هذا الوقت بالذات للتلويح إلى غزة بعدم تنفيذ أي من تهديداتها في حال استفرد العدو في الضفة ولا سيما في جنين. وكذلك لإعادة الروح للقوات البرية التي تعاني من أزمات متعددة.
أيضاً من الواضح أن العدو يرسل رسائل إلى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أننا على جاهزية واستعداد للبدء في أي معركة من شأنها أن تحافظ على الجبهة الداخلية لكيانه الهش ونسي أن المقاومة في غزة قد أعدت العُدة وتنتظر أن يحين الوقت لتلك المعركة. والأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف الغموض الذي يكتنف هذه المناورة.