غزة- الرسالة نت
اختتمت أمس الثلاثاء، اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى فعالياتها لعام الأسرى 2010 في حفل حاشد نظمته في مدينة غزة ، ووزعت خلاله شهادات ودروع تكريم لأعضاء اللجنة والجمعيات والمؤسسات وأهالي الأسرى والتنظيمات الذين شاركوا في الفعاليات التي نظمت طوال العام .
وفى كلمته وجه وزير الأسرى والمحررين محمد فرج الغول التحية للأسرى في سجون الاحتلال ولذويهم والمحررين، مؤكداً بان انتهاء فعاليات عام الأسرى لا يعنى بأي حال من الأحوال وقف التضامن مع الأسرى ، لأنه لم يبدأ أساساً منذ تشكيل اللجنة ،ولن ينتهي بانتهاء عام الأسرى، فنحن ملتزمون بالتضامن مع أسرانا وتفعيل قضيتهم وتسليط الضوء عليها طالما بقى هناك أسير واحد في سجون الاحتلال ، مطمئنناً الجميع بان العمل مستمر حتى ما بقى هناك أسير واحد في السجون .
واستدل الغول على ذلك أنه في هذا اليوم الذي نحتفل فيه باختتام فعاليات عام الأسرى ينطلق مهرجان الحرية الدولي للأفلام التسجيلية وهو احد أهم فعاليات اللجنة العليا للأسرى، والتي من شان ان يوفر العشرات من الأفلام والمواد التي تشرح قضية الأسرى، وتعبر عن معاناتهم وصمودهم، وهذه المواد سيتم نشرها عبر الإعلام وتوزيعها على الوفود العربية والأجنبية التي تصل إلى غزة، وسنبتها في كل مكان حتى نجع لمن قضية الأسرى أولوية لدى الجميع.
واستعرض الغول خلال كلمته بعضاً من انجازات اللجنة الوطنية طوال العام حيث قال إن من أهمها عقد مؤتمر دولي في غزة، والمشاركة في الملتقى العربي الدولي بالجزائر، وتخصيص منحة الحج السعودية لألف من أهالي الأسرى القدامى والمحررين، والمشاركة في جلسه البرلمان العربي الانتقالي، وإصدار العديد من الكتيبات والمطويات التي تتحدث عن جوانب معاناة الأسرى، وتفعيل القضية اعلامياً بشكل غير مسبوق.
واعتبر الغول أن الحراك الدولي والعربي والمحلى الملحوظ لقضية الأسرى كان نتيجة إعلان الحكومة الفلسطينية في غزة هذا العام كعام للأسرى، حيث أعاد الاعتبار للقضية وأثمر تنظيم العديد من المؤتمرات والملتقيات والفعاليات الهامة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في أنحاء مختلفة من العالم ... ومنها على سبيل المثال تخصيص مؤتمر فلسطيني أوربا والذي عقد في ألمانيا لقضية الأسرى ، ولقاء أمين جامعة الدول العربية عمر موسى مع أهالي الأسرى في غزة ،و مؤتمر التضامن مع الأسرى المعزولين في كوبنهاجن ، تنظيم فعاليات ومسيرات ووقفات تضامن في كل من تركيا وسوريا والأردن وكوبا والسويد وألمانيا وفرنسا وغيرها من دول العالم .
وتقدم الغول بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح فعاليات عام الأسرى ، وفى مقدمتهم وسائل الإعلام التى قامت بدور كبير فى تفعيل القضية وتسليط الضوء على الفعاليات التضامنية التي نفذتها اللجنة خلال العام، وقال نشكر كل من وقف معنا ولو بكلمة من اجل إعلاء صوت الأسرى ، والوصول بقضيتهم إلى كل ركن في العالم .
من جانبه قال د.جواد الدلو رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان الأفلام التسجيلية إننا نقدم هذا العمل اعترافاً منا بأهمية قضية الأسرى ،ووفاء لتضحيات هؤلاء الأبطال الذين قدموا الغالي والنفيس من اجلنا.
وأضاف أن قضية الأسرى تمثل مكانة خاصة في نفوس الشعب الفلسطيني الذي عانى 20% منه من الأسر ،وهى تحتاج إلى تضافر جهود المخلصين لإطلاق سراح آلاف الأسرى من السجون ، وان مهرجان الحرية للأفلام يهدف إلى توثيق معاناة الأسرى داخل السجون ، وتفعيل قضيتهم على الصعيدين العربي والدولي ، وتشجيع الإعلاميين وأصحاب المواهب من كل بقاع العالم على إنتاج أفلام تتحدث عن الأسرى .
وتقدم الدلو بالشكر لوزير الأسرى والقائمين على اللجنة العليا للأسرى لرعايتهم لهذا المهرجان الهام الذي يعتبر الحدث الأبرز في عام الأسرى بعد المؤتمر الدولي الذي عقد خلال أكتوبر الماضي .
ودعا كافة المؤسسات والشركات والفضائيات والمخرجين لحضور الأفلام المشاركة في المهرجان وذلك في أماكنها المعلن عنها ، والتي بلغ عددها 25 فيلم تم اختيارها من بين 52 فيلماً قدمت للمشاركة .
بدوره، قال المخرج رياض شاهين مدير شركة السلام للإنتاج الفني والاعلامى والتي تتولى الإشراف على المهرجان بان هذا المهرجان يعتبر نقله نوعيه في قضية الأسرى ، وانجاز جديد يضاف إلى سجلهم .
وأشار شاهين إلى أن الأفلام التي قدمت للمسابقة شكلت لها لجنة مشاهدة محلية قامت بفرز الأفلام بطريقة نزيهة ثم رشحت مجموعة من الأفلام سيتم عرضها على لجنة تحكيم دولية من كبار المخرجين والمنتجين والإعلاميين المختصين حتى يتم تحديد الفائزين في الجوائز الثلاثة الأولى والتي تبلغ قيمتها 12 ألف دولار عن أفلام الأسرى ، وجائزة أخرى مستقلة عن أفضل فيلم يتحدث عن حصار غزة ، وشكر شاهين وسائل الإعلام التي رعت الحفل وفى مقدمتها قناة العالم الإخبارية .
وخلال الحفل تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن قصة الأسيرة المحررة فاطمة الزق التي وضعت طفلها يوسف في السجن ، يوضح معاناتها كنموذج لمعاناة الأسيرات في سجون الاحتلال ، كما تم عرض فقرة فنية تعبر عن الأساليب التعسفية التي يتعرض لها الأسرى على يد السجان ، وفى نهاية الحفل تم توزيع شهادات التكريم على أعضاء اللجنة والمؤسسات التي تعاونت معها في تفعيل قضية الأسرى خلال عام 2010.