نظمت مساء الأحد، فعاليات ونشاطات إحياء للذكرى الـ74 لبدء نكبة الشعب الفلسطيني ووفاء للشهداء في يافا والناصرة وحيفا وأم الفحم.
وفي يافا، نظمت مؤسسة الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، أمسية لإحياء ذكرى النكبة في المركز الثقافي العربي في المدينة.
وتناولت الأمسية عدة محاور، من ضمنها النضال المتواصل للمرأة الفلسطينية منذ النكبة حتى اليوم، بالإضافة إلى دور مدينة يافا وأهلها خلال النكبة.
وشارك في الأمسية العشرات من أهالي يافا بينهم نشطاء والنائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، وعدد من الحضور من خارج البلاد من الأردن وقطاع غزة عبر تطبيق "زووم".
واستهل عريف الأمسية، عبد القادر سطل، الحديث في الأمسية، مؤكدا أن هذه الندوات هي لبنة أساسية في الحفاظ على الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني.
وتحدثت د. فيحاء عبد الهادي من رام الله عبر تطبيق "زووم" أمام الحضور، عن دور النساء الفلسطينيات في النضال ما بعد النكبة، إذ ذكرت أن آخر اللاتي استشهدن في سياق النضال الفلسطيني كانت الصحافية شيرين أبو عاقلة.
وقالت، إنه "حينما نستمع إلى روايات النساء الفلسطينيات نرى أن هناك ما يجعهن، نكبات مستمرة ومتتالية، ولكن لكل منهن نكبة مختلفة".
ولفتت إلى أن روايات النساء الفلسطينيات في وقت النكبة كانت من أهم الأحداث التي تم تدوينها، ومن خلال هذه الروايات تُنسف الرواية الصهيونية بأنه لم يكن هناك شغب ولا مقاومة، ورواياتهن سطرت بطولات نحن نفتخر بها".
ومن جهتها، قالت آمنة عصفور من يافا، إن "النكبة مستمرة ولم تنته وهي موجودة بكل مسارات حياة الفلسطيني، من الحاجز إلى العمل، إلى التصريح والمشفى. فحرمان اللاجئين من حقوقهم باللجوء يدفعهم إلى نكبة أخرى والعودة إلى الديار الأصلية هي حق قانوني وإنساني وغير قابل للتفويض".
وأشعلت عصفور شعلة ذكرى النكبة عن أرواح الشهداء والأسرى والجرحى منذ النكبة إلى اليوم.
وذكر النائب سامي أبو شحادة، أن "أجدادنا لم يتوقعوا أنه بعد 74 عاما سيبقون لاجئين، ولكن في المقابل لم يتوقع الصهاينة أن يرفع أهالي يافا العلم الفلسطيني وينشدون موطني بعد هذه السنوات، من المهم أن نذكر السياقين".
وتابع أن "المجتمع الإسرائيلي مريض، يحتفلون بنكبة شعب آخر، هذا المشهد كان أمام الشرطة والجامعة ولم يهتم أحد، ما زال هذا المجتمع يعيش حالة إنكار للنكبة، وهذه ليست أقلية إنما حالة إجماع، كل هذه السنوات ولم يتغير شيء بالرواية الصهيونية".
وأوضح أن "يافا كانت أهم مركز اقتصادي وثقافي في فلسطين، كانت مركزا للثقافة والحضارة فاقت الكثير من الدول الأوروبية وليس صدفة، كانت أهم جزء بالمشروع الصهيوني وهي شوكة في حلق هذا المجتمع الإسرائيلي".
ونوه إلى أن "شعبنا يمر بمرحلة محو الهوية منذ النكبة، مدارسنا هي جزء من محو الهوية، لم يعملوا فقط على تغيير السكان إنما تغيير الحيز العام، ولكن نحن كيف وصلنا إلى هذا الوعي، بسبب الأبطال الذين علمونا تاريخنا وحدثونا عن فلسطين من خلال الفعاليات الثقافية والنضال الثقافي، قضية الحفاظ على الهوية الوطنية والذاكرة الجمعية هو أكبر انتصار للشعب الفلسطيني وخصوصًا في مدينة يافا المعركة هي على الهوية وعلى الوعي".
وعرض د. ناصر اليافاوي من قطاع غزة عبر تطبيق "زووم"، معطيات وأرقام تخص اللاجئين اليافايين في غزة الذين هجروا من يافا وقت النكبة.
وأضاف أن "واقع اللاجئين من يافا صعب جدا، يتمثل أولا باللجوء ومن ثم الحصار الذي فرض على غزة. نحن متمسكون جدا في يافا والكثير منا يطلق على بناتهم يافا حبا بالمدينة".
إيقاد شعلة العودة في الناصرة
وفي مدينة الناصرة، نظم نادي "بلدنا" وجمعية "بليبل" والحراك النصراوي الفلسطيني والشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين، فعالية إيقاد شعلة العودة وإضاءة الشموع حدادا وتخليدا لذكرى الشهيدة الصحافية، شيرين أبو عاقلة.
وتخلل الفعالية إيقاد شعلة العودة والشموع لروح الشهيدة أبو عاقلة والشهداء داوود الزبيدي ووليد الشريف وثائر اليازوري وجميع شهداء الشعب الفلسطيني.
وتزامن إيقاد شعلة النكبة مع حدث مماثل في 40 موقعاً.
كما رسم عشرات النشطاء جدارية للشهيدة الصحافية، شيرين أبو عاقلة، على حائط جدارية النكبة عند مدخل البلدة القديمة في الناصرة.
وجرى إعادة رسم جدارية النكبة للمرة الخامسة عشر، وذلك بعد تشويهها وتخريبها مرة تلو الأخرى.
وعلى طاولة الشموع وضعت صورة للشهيدة أبو عاقلة تلفها الزهور والكوفية، وقد كتبت على الطاولة عبارات "أنا بنت القدس وأحب أنا أراها سعيدة"، "كنت قادرة على إيصال ذلك إلى العالم"، "في بعض الغياب حضور أكبر" وعبارات أخرى.
واستهل البرنامج الذي تولت عرافته، الناشطة رلى مزاوي، مديرة جمعية "الدار، بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، ومن ثم ألقيت الكلمات والفقرات الشعرية قبل أن تضاء شعلة النكبة وشموع الحداد تخليدا لذكرى أبو عاقلة.
وألقت زهرة عزايزة من الناصرة كلمة باسم أهالي الناصرة إلى اللاجئين وأهالي المخيمات في لبنان وسورية والشتات وغيرها.
واختتم البرنامج بفقرة من الأغاني الوطنية، وعرض كلمات الأغاني على الشاشة ليتسنى للجميع ترديد الأغاني ومرافقة الفنانة أنوار شرارة فقرتها الفنية.
إيقاد شعلة العودة في أم الفحم
أوقد العشرات من المواطنين بينهم مجموعة من النشطاء شعلة العودة الـ74 في مدينة أم الفحم، بدعوة من اللجنة الشعبية وحراك الشباب الفحماوي تلبية لدعوة الشبكة العالمية للمهجرين واللاجئين.
وافتتحت فعالية إيقاد الشعلة بكلمة القيادي في حركة أبناء البلد، رجا إغبارية، الذي شدد على ضرورة مثل هذه الفعاليات التي تهدف إلى تذكير العالم في الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأكد عضو اللجنة الشعبية في أم الفحم، محمود أديب إغبارية، أن لا تنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم".
وقفة وفاء للشهداء في حيفا
وفي مدينة حيفا، نظمت وقفة لحق شهداء الشعب الفلسطيني وآخرهم داوود الزبيدي شقيق الأسير، زكريا الزبيدي، الذي ارتقى في مستشفى "رمبام" متأثرا بجراحه برصاص قوات الأمن الإسرائيلية بعد اقتحام مخيم جنين أول من أمس الجمعة.
وردد المشاركون في الوقفة هتافات وفاء للشهداء تزامنا مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.