احتفلت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، اليوم الخميس، بفوزها الكبير بانتخابات مجلس الطلبة، وذلك خلال مهرجان طلابي حاشد، بعنوان "حشد الانتصار لقدس الثور".
وعمّت فرحة الفوز بين الطلبة المشاركين في المهرجان، وسط أناشيد وهتافات مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، وردد الطلبة شعارات منها: "حط السيف قبال السيف، واحنا رجال محمد الضيف".
وتزينت ساحة المهرجان، الذي تم إقامته في ملعب الرياضة بالجامعة، برايات حركة حماس، وصور الشهداء القادة وأبرزهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وبدأت الفعاليات بتلاوة عطرة من القرآن الكريم.
وأهدت الكتلة الإسلامية خلال المهرجان فوزها إلى الشهداء والجرحى والأسرى وقائد المقاومة محمد الضيف، إلى جانب طلبة جامعة بيرزيت، الذين وصفتهم بأهل "الوفاء".
مواصلة الواجب الوطني
وقال ممثل الكتلة الإسلامية أسيد القدومي، إننا نجتمع اليوم بعدما قالت الانتخابات كلمتها بفوز كتلة الوفاء الإسلامية، مؤكدا أن مسيرة عملنا الطلابي ماضية ولا تتوقف، وستستمر الكتلة في جامعة بيرزيت في أداء واجبها الوطني، وتطوير النموذج الرائد والمتميز في العمل الطلابي.
ووجه القدومي خلال كملته في المهرجان، التحية إلى طلبة جامعة بيرزيت بعد مشاركتهم الواسعة في انتخابات مجلس الطلبة، مثمنا وعيهم العالي ونموذجهم الوطني الرائد، وثقتهم العالية بالكتلة الإسلامية.
وشكر القدومي إدارة الجامعة وهيئتها الأكاديمية والإدارية وعمادة شؤون الطلبة واللجنة التحضيرية وكل مكونات أسرة الجامعة، الذين يثبتون في كل مرة تميز هذا الصرح الوطني الرائد ونموذجه المميّز على صعيد الوطن.
وجدد تأكيده على أن الكتلة الإسلامية اختارت الأسير مروان البرغوثي رئيسا فخريا لمجلس الطلبة، مبرقا بتحيات الفخر والاعتزاز والوفاء لشهداء الكتلة الأبرار وأسراها البواسل، الذين صنعوا بجهودهم وتضحياتهم هذا الإنجاز الكبير.
الشراكة مع الأطر الطلابية
وأشار القدومي إلى أن الكتلة الإسلامية لن تشكل مجلس الطلبة، إلّا على أساس مبدأ التمثيل النسبي، بالشراكة مع الأطر التي اجتازت نسبة الحسم، وذلك انطلاقا من مبادئنا الراسخة في تحقيق الشراكة والوحدة الوطنية.
وتابع: “نؤكد لطلبة جامعة بيرزيت من صوت لنا منهم ومن لم يصوّت، بأننا سنكون كما عهدونا دوما الأحرص على مصالحهم والأوفى لخياراتهم، نعمل معكم ومن أجلكم ونتصدى لتمثيلكم والدفاع عن حقوقكم، فإن مرحلة الجدّ والعمل الحقيقي قد بدأت مع إغلاق الصناديق وسترون بإذن الله منا ما يسركم ويقر عيونكم في ميادين العمل النقابي والوطني”.
من جانبه، هنأ ممثل القطب الطلابي التقدمي بجامعة بيرزيت، جميع الكتل بالعملية الديمقراطية في الجامعة، مؤكدا أنها نتاج نضال من الجامعة وحركاتها الطلابية.
وبارك للكتلة الإسلامية في حصولها على أعلى نسبة في انتخابات مجلس الطلبة، موجها رسالة إلى باقي الجامعات الفلسطينية، بالسماح في إجراء العملية الانتخابية.
من جهته، قال ممثل كتلة الشبيبة الطلابية في كلمته خلال المهرجان، إننا جميعا سنستظل تحت علم فلسطين، موجها مباركته للكتلة الإسلامية وجميع الكتل الطلابية ولأسرة جامعة بيرزيت، بعد نجاح العرس الديمقراطي.
وتابع: "نبارك لكم أبناء العياش وأبناء الشيخ أحمد الياسين نجاحكم في انتخابات مجلس الطلبة"، مشيرا إلى أننا سنواصل معكم الحفاظ على هذا الطريق الديمقراطي ونهج الشهداء الأبطال.
العاروري: الفوز رسالة طمأنة لشعبنا الفلسطيني وأنصار قضيتنا
بدوره، وجه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ صالح العاروري، التحية لشباب وشابات بيرزيت، الذين قادوا هذا الانتصار العظيم، قائلا: "نبارك لكم هذا الانتصار، ونقول كلم بأننا نحشد هذه الكتائب ليوم الانتصار العظيم على عدونا بإذن الله".
وتابع العاروري، خلال كلمته بالمهرجان: "هذا الانتصار هو انتصار على عدونا المجرم الذي يحاول إلغاء وجودنا، ولكنه أضعف من أن يكسرنا أو ينتصر علينا، وهذا الفوز والانتصار ليس موجه ضد أي فلسطيني، هو انتصار للكل الفلسطيني على العدو الغاشم".
وأردف قائلا: "هذا الانتصار هو مقدمة لانتصار حقيقي وواقعي على الأرض وهو قريب إن شاء الله (..)، إن هذا الانتصار مدمر على الاحتلال وجنوده والشاباك الذين وصلوا الليل بالنهار في محاولة يائسة لمنع التصويت للكتلة الإسلامية عبر رسائل التهديد والوعيد".
وأكد العاروري أن "الحشود التي أظهرها أبناء الكتلة الإسلامية تسر النفوس، وأنتم كتيبة تتجمع في أكناف القدس وعلى أبوابها، وهذه النتائج تدلل على أن شعبنا يثق بكم وبالمبادئ التي تتبنونها".
ووفق تقديره، فإن صدى هذه الانتخابات والنتائج التي أفرزتها يتردد في كل العالم، فكل دوائر صنع القرار والمراقبة للصراعه في فلسطين تنظر لهذه الانتخابات.
واستكمل بقوله: "أقول لكم يا شباب الكتلة الإسلامية ويا أبناء المقاومة ما لأحد بكم طاقة إن شاء الله، وأقول للمحتلين من خلالكم: ليس لكم شيء ولا أمل ولا مستقبل في بلادنا ولم يبق لكم وقت في بلادنا".
ورأى العاروري أن فوز الكتلة الإسلامية إنما رسالة نهديدها لشعبنا ولكل أنصار قضيتنا، بأن لا خوف عليكم وعندكم هذه الكتائب العظيمة، وأقول لكم إلى الأمام، والأمام عندنا نحو القدس والمسجد الأقصى، مضيفا أن هذه النتيجة تحملكم مسؤولية عظيمة فأبدعوا وتفانوا في خدمة زملائكم وقضيتكم.
وأردف قائلا: "اعقدوا العزم بأن تكون مهمتنا الأساسية في هذا الزمن هي مقاومة الاحتلال في كل مكان، وفرحنا العظيم وفوزنا العظيم سيكون في باحات الأقصى بإذن الله".
وفي كلمة له بالمهرجان، هنأ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت بهذا الفوز، مؤكدا أنه أكبر رد على الاحتلال الإسرائيلي.
أما عمار بنات، قريب الشهيد نزار، فقال في كلمته بالمهرجان، إن الجيل الجديد يفاجئ بأنه لا ينسى ولا يغفر، ويعرف البوصلة الحقيقية في أي اتجاه، ويعرف جيدا بوصلة الوطن والوطنيين، ويعرف وجهة الفساد والفاسدين، موجها التحية إلى الأطر الطلابية التي تسير على نهج المقاومة.
يشار إلى أن الكتلة الإسلامية حققت فوزًا كبيرًا في انتخابات مجلس الطلبة التي جرت أمس الأربعاء، في جامعة بيرزيت برام الله.
وحصدت كتلة الوفاء الإسلامية 5068 صوتاً، مقابل3379 صوت لصالح الشبيبة بعد فرز كليات التجارة والعلوم والهندسة والآداب وكمال ناصر في انتخابات بيرزيت.