أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، اليوم الأحد، أن معركة سيف القدس كانت محطة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وقال النخالة في كلمة خلال مهرجان وطني لإحياء ذكرى معركة "سيف القدس" في غزة، إن: نحتفل اليوم بالذكرى السنوية الأولى، لمعركة سيف القدس التي كانت محطة فارقة، في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، ومسيرته نحو القدس ونحو فلسطين.
وأضاف القائد النخالة: "في هذه المناسبة العظيمة أنحني إجلالاً وإكبارًا، لشهداء شعبنا جميعهم، وشهداء معركة سيف القدس وجرحاها الذين كان لبطولاتهم الفضل الأكبر في حفلنا هذا".
وتابع:" عام مضى وما زالت القدس تتعرض للتهديد والتهويد، وما زالت معركتنا قائمة لأجلها على مدار الوقت، فلا العدو توقف عن تهديداته، ولا المقاومة توقفت عن الالتزام بأمانة الدفاع عن القدس، وعن المسجد الأقصى".
وذكر أنه في القدس يتواجه اليوم مطلقان متصارعان؛ المطلق الإسلامي، والمطلق اليهودي، مشيرًا إلى، أن الهجمة اليهودية ما زالت في ذروتها، وهي تستهدف القدس ومسجدها الأقصى المبارك.
وأضاف "لم يعد الدعاء يكفي للذين يجأرون بالدعاء إلى الله أن يحفظ عليهم دينهم ومقدساتهم... ومن هنا تزداد مسؤولية المقاومة بالدفاع عن المسجد الأقصى يومًا بعد يوم".
وأكد على ضرورة أن نكون في كامل جهوزيتنا واستعدادنا للقيام بواجباتنا، ولنعلن للعالم أجمع أن القدس دونها أرواحنا، وأن إعلاننا عن مواقفنا والالتزام بها، هو الضمانة الوحيدة لعدم الانزلاق خلف من يحاول ترويضنا لصالح العدو، وللقبول بالأمر الواقع.
وأكمل:" وواهمون أولئك الذين يظنون أن مقاومة الشعب الفلسطيني يمكن أن تقف عندما يتعرض المسجد الأقصى للتهويد، إنهم لا يفهمون بواعث هذه المقاومة؛ إنها القدس، إنها فلسطين، إنه الإسلام بأبهى تجلياته".
ولفت الأمين العام للجهاد إلى أن ما يجري في القدس وحولها هو تعمد إهانة المسلمين، وتعمد إهانة الفلسطينيين حراس هذا المكان، والدوس على حقوقهم، وينكرون عليهم حتى ما أقرته لهم ما تعرف بالشرعية الدولية.
وأردف:"فهل يعتقد اليهود، ومن خلفهم من العالم الظالم، أنهم بقتلنا في باحات المسجد الأقصى يمكنهم أن يجعلونا نتنازل عنه؟! هؤلاء القتلة المجرمون لن يجدوا في شعبنا إلا المقاتلين الشجعان الذين يذهبون إلى القتال وإلى الشهادة، كما يذهبون إلى أعمالهم اليومية، وكما يذهبون إلى الصلاة".
وأكد أن كل الظروف التي تحيط بنا اليوم، تضع شعبنا المجاهد في فلسطين وجهًا لوجه أمام العدو الصهيوني، بدون أوهام، وبعيدًا عن شعارات التضامن والمجاملات الترويضية من البعض، والتي تستهدف كسر إرادتنا بالقتال.
وشدد على أنه بإمكاننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، فتح مزيد من الثغرات في جبهة العدو، لينزف حتى يرحل عن بلادنا، مضيفًا " فها هي جنين بكتيبتها المظفرة تتقدم، وتتقدم طولكرم بكتيبتها، وتتقدم نابلس وكل المدن، وتشتعل القدس، ويتوحد فيها شعبنا المقاوم والعنيد".
وأكمل "تشهد على ذلك أيام شهر رمضان المبارك، ومواجهات العدو اليومية في رحاب المسجد الأقصى، ووحدة شعبنا ومقاومته الممتدة من جنين إلى غزة، والشهداء الذين يرتقون يوميًّا في الضفة الباسلة، ووحدة شعبنا في جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة؛ لقد كان يومًا مشهودًا أن يقف مسلمو المدينة المقدسة ومسيحيوها جنبًا إلى جنب، في مواجهة الوحشية الصهيونية".
وذكر أن رايات المقاومة تعلو اليوم في كل مكان من فلسطين، وتتكامل الساحات، وتتكامل الأدوار، وإن أمامنا فرصة تاريخية لتصعيد المقاومة، بكل ما أوتينا من قوة.
وأضاف :" لقد طور شعبنا ومقاومته وسائل قتالية فاعلة، لم تكن متوفرة لديه من قبل، رغم الحصار الجائر من أجل إحباط شعبنا، وثنيه عن مقاومة الاحتلال الصهيوني لبلادنا".
وأكمل "هكذا يقف العدو الصهيوني لأول مرة، منذ سبعين عامًا، أمام حقيقة أن الشعب الفلسطيني لديه الاستعداد للمقاومة، وقد غادر أوهام التسوية والإلهاء بمشاريع سياسية لا قيمة لها".
وأوضح أن قادة العدو أدركوا أكثر من غيرهم، أن مؤسسي المشروع الصهيوني كانوا جهلة، والذين منحوهم بلادنا وطنًا كانوا أكثر جهلاً منهم؛ لقد زرعوا عضوًا غريبًا في جسد يرفضه، حينها لم يكتشف العلم بما يعرف اليوم علميًّا بتوافق المواصفات. لذلك بدأ الحديث في الأوساط الصهيونية نفسها، أنهم في المكان الخطأ.
وتابع:"علينا أن نثبت لهم كل يوم، بجهادنا وقتالنا، أنهم في المكان الخطأ أيضًا. وما علينا إلا أن نقوم بواجباتنا، ونبذل كل جهد ممكن، وبحسب استطاعتنا، والله سبحانه وتعالى تكفل بعد ذلك بنصرنا"
وقال :" وعلينا الثقة بالله وبوعده بالنصر، وإلا ما الحكمة من قول الله سبحانه وتعالى للسيدة مريم عليها السلام، يوم ولدت السيد المسيح عليه السلام: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا؟! أية قوة تلك التي امتلكتها سيدة بعد ولادتها؟! ولكنها سنن الله؛ أن اعملوا، وابذلوا جهدكم، والله يتمم ما عجزتم عنه".
وأكد على، أن مسؤولياتنا تزداد يومًا بعد يوم، وواجباتنا تزداد وضوحًا، وإنجازات المقاومة في غزة وحضورها الدائم في الميدان يلقي علينا مسؤولية كبيرة، وخاصة بعد معركة سيف القدس التي وحدت الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ورسمت مشهدًا تاريخيًّا يجب الحفاظ عليه بكل ما أوتينا من قوة.
وقال :"لا يكفي أن نتحدث عما أنجزناه في معركة سيف القدس، بل من واجبنا أن ندفع بهذه الإنجازات إلى الأمام، وأن لا نرجع خطوة واحدة إلى الخلف".
وأضاف :" لقد قلت سابقًا، وأقول الآن: إن العدو يحاول دومًا أن يفرغ ما أنجزناه من وحدة ومن انتصار، بتشتيت وحدتنا، وإشغالنا بما هو أقل من القتال والجهاد، وعلينا أن نفشل كل محاولاته التي تستهدف النيل من وحدتنا، ومن إصرارنا على استمرار المقاومة في كل مكان".
وأردف :" فقط المقاومة وحدها هي التي تجبر العدو على التراجع، رغم تكلفتها العالية علينا. لم يتركوا لنا خيارًا آخر، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية، فالنصر منوط بمدى استعدادنا للتضحية، وكلما كانت الاستعدادات أقوى كان النصر أقرب، ولا انتصار بلا تضحية".
وذكر أن العدو يطاردنا في كل مكان، وعلينا أيضًا أن نواجهه في كل مكان، وعلى القوى السياسية الفلسطينية وقوى المقاومة أن تنتقل من المراوحة في المكان نفسه، إلى التقدم بتعزيز جبهتنا الداخلية، بعيدًا عن الروح الحزبية التي تبرز عند أي اختلاف في الرأي، وكأننا نهدم كل ما بنيناه في لحظة واحدة.
وشدد على أن التحديات التي تواجهنا لا يستطيع مواجهتها حزب بعينه، أو تنظيم ما... وإذا لم ندرك ذلك اليوم، سندركه في وقت لاحق، ونكون قد فوتنا علينا الفرصة السانحة.
وتابع :"معركة سيف القدس كانت وما زالت فرصة كبيرة لوحدة شعبنا ومقاومته... وحماية هذه الوحدة أصبحت واجبًا وليست خيارًا، وخاصة في ظل تحالفات معادية تنشأ من حولنا كل يوم، وتصب في مصلحة العدو".
كما أكد على أن وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده واجبة لحماية المقاومة واستمرارها، مشددًا على، أن وحدة الساحات القتالية أصبحت ضرورة، ويجب أن لا نسمح للعدو بالاستفراد بمنطقة دون غيرها.
وقال:" إن القتال ومقاومة العدو في كل مكان من فلسطين يجب أن يحظى باهتمامنا جميعًا، ويجب تعزيز الروح القتالية ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً".
وأضاف أن " العدو يحاول استغلال الظروف الاقتصادية التي يعيشها شعبنا، وعلينا واجب إيجاد حلول عملية لا تمكن العدو من استغلالها للضغط علينا".
وشدد القائد النخالة على، أن القدس عاصمتنا الأبدية، وإن المسجد الأقصى قبلة جهادنا، وما يجري من محاولات لتهويده لن نقبل به، حتى لو ذهبنا إلى القتال كل يوم.
وختم القائد النخالة كلمته بالتأكيد على، أن وحدة قوى المقاومة في المنطقة ضرورة، لا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال، ويجب الدفع باتجاه تعزيز محور القدس، بكل ما نملك من قوة، حتى النصر إن شاء الله".