انتهت وزارة السياحة، بالتعاون مع مركز إيوان للعمارة في الجامعة الإسلامية، من ترميم حمام السمرا القديم في البلدة القديمة في مدينة غزة.
ويعتبر حمام السمرا الأثري من المعالم النادرة الباقية حتى اليوم، ويقدر عمره بأكثر من ألف سنة، وقد رممه أولاً الملك سنجل المؤيدي قبل 780 سنة، والترميم الأخير في أواسط السبعينات، باجتهاد أصحاب المعلم، وبالطريقة التقليدية القديمة دون معرفة وعلم في ترميم الآثار.
للحمام مكانة كبيرة، إذ عاد الناس مؤخراً لاستخدام الطرق القديمة والشعبية في العلاج بالماء الساخن والبخار فزاد الإقبال على حمام السمرا لأغراض علاجية ولأغراض ترفيهية وسياحية أيضاً.
المهندس محمود البلعاوي مسؤول الترميم في مركز إيوان يقول إن الحمامات كانت سبعة في غزة، ولكنها اندثرت وما يميز حمام السمرا هو عدم تغير طريقته التقليدية منذ إنشائه، وهو الحمام المملوكي الأثري الوحيد المتبقي في غزة.
ويضيف البلعاوي: "رمم حمام السمرة بطريقة حرفية، "مركز إيوان" بالشراكة مع ملاك المنزل وإشراف من وزارة السياحة، من خلال إزالة القصارة التقليدية، حسب قواعد ترميم الأماكن التاريخية واستبدال الطبقات بطبقات تظهر الحجر بشكله الأصلي، وقد أنجز ذلك في سقف إيوان الحمام، وفي غرف الحمام الداخلية".
ولفت نائب مدير عام الآثار في وزارة السياحة والآثار، أحمد البرش، في مقابلة مع الرسالة أن الترميم جاء بناء على طلب ونفقة عائلة الوزير مالكة الحمام وبتكلفة من 8- 9 آلاف دولار وكان ذلك خلال شهر رمضان واستغرق حوالي شهراً ونصف.
ويذكر أن "مركز أيوان" قد أنجز خلال مسيرته ترميم (48) بيتًا أثريًا عثمانيًا، و (18) مبنىا أثريا، والترميم الكامل وإعادة التأهيل للعديد من البيوت العثمانية واستخدامها بوظائف مجتمعية، ويعقد المركز العديد من الدورات التدريبية التي تهدف إلى تطوير وبناء القدرات البشرية في مجال التحليل الإنشائي والصيانة، فضلًا عن التوعية المجتمعية بقيمة التراث وأهمية الحفاظ عليه.
وبالعودة إلى أحمد البرش لفت إلى أن الوزارة تتعامل اليوم مع طاقم ترميم كامل سواء مع مركز إيوان أو مركز رواق لترميم الآثار وقد دربت كوادر وعمالا للترميم وأصبح لديهم خبرة كبيرة وكافية.
تكلفة ترميم المباني القديمة قد تكون أقل من ترميم البيوت الحضارية كما يقول البرش، لذلك فإن الوزارة لديها نية لترميم عدد من البيوت في البلدة القديمة في الفترة القادمة، وحسب ما قاله البرش للرسالة: "خمس بيوت في طريقها للترميم في الفترة القريبة القادمة وهي سباط العلمي ومنزل العلمي والزاوية الأحمدية وسبيل الرفاعية وبيت الوحيدي".
مضيفا: "وكلها منازل قديمة في البلدة القديمة رممت قبل عشرة أو عشرين عاما، ولكنها تحتاج إلى ترميم آخر بسبب سرعة تأثرها بالرطوبة"، مشيراً إلى أن الوزارة لديها خطة دورية وثابتة لترميم المنازل.