أكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة "حماس" أن المعركة لأجل القدس لم تبدأ بمسيرة الاعلام والتي هي محطة من محطات الصراع مع الاحتلال، وإنما بدأت منذ وجود الاحتلال على الأرض؛ مستدركاً أن اتفاقية أوسلو رسخت الاحتلال على الأرض والقدس وداخل المسجد الأقصى، وتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً.
وأضاف برهوم خلال ندوة حوارية نظمها "مركز الدراسات السياسية والتنموية" اليوم الخميس في غزة بعنوان (قراءة في الأهداف الكامنة لمسيرة الاعلام وتوقيت إثارتها)"أن المعركة تطورت سريعاً وكانت سيف القدس علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال من أجل القدس.
وتابع "هذه المعركة كان يجب أن يدخلها الشعب الفلسطيني مع الاحتلال، التي هدفت لوقف التدهور الخطير بالقدس والمسجد الأقصى منذ أوسلو، وأن المقاومة نجحت بإدخال مساحات جديدة في المعادلات، ووضعنا قضية القدس على طاولة صناع القرار في المنطقة".
وأشار برهوم إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك أنه يسابق الزمن لفرض أمر واقع جديد قبل أن تبطل المقاومة مخططاته، فهناك حالة صراع حقيقية على الأرض لمن يكسب المعركة، ومعركة سيف القدس سبقت الاحتلال.
وأوضح أن المفاعيل الشعبية بعد سيف القدس وهبة النقب ومناطق 48 وأحداث الضفة والقدس كلها من آثار سيف القدس، شكلت عملية ردع لدى الاحتلال، جعلته يغير طريقة تفكيره تجاه القدس، وحجم الاتصالات الوساطات وتواصلهم مع قيادة المقاومة، وإلغاء قرار المحكمة بالسماح لليهود بإداء طقوس تلموديه بالأقصى يؤكد أن هناك حالة ردع على المستوى السياسي الرسمي، مضيفاً أن الاحتلال بعد سيف القدس غير منهجية التعامل، "ولأول مرة شاهدنا نزع الإعلام من أيدي المستوطنين في باحات الأقصى".
وأكد برهوم أن "حماس" تعمل وفق منهج استراتيجي، وهو تعظيم الفعل المقاوم في الضفة والقدس و48، وكلها ساحات ملتهبة ومشتعلة في وجه الاحتلال، والانتقال من مرحلة المشاغلة الي مرحلة الفعل خاصة عندما يتعلق الأمر بالقدس، وتسخين وتطوير كل الساحات وإشراك حلفاؤنا في محور المقاومة في معاركنا لأجل القدس، والانتقال من مرحلة الدعم والإسناد إلى مرحل الاشتراك الفعال.
وقال إن: "حركة حماس في الخارج تقود حراك سياسي دبلوماسي واسع تلتقي من خلاله بصناع القرار والبرلمانيين والشعوب في المنطقة لإشراكهم في معركنا لأجل القدس، موضحاً أننا في حالة تدافع مع التطبيع والمطبعين ونرى من واجبنا ان نواجه حالات التطبيع.
وشدد برهوم على أن الهدف الحقيقي لحركة "حماس" هو فرض المعادلات بقوة الصواريخ والسلاح "الأقصى والاعتداء على المصليين خط أحمر"، وكسب المعارك لا خسارة بعد اليوم وجميع العوامل والفواعل تساعدنا على ذلك.
المقاومة تقول كلمتها
من ناحيته أكد طارق عزالدين الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامية، أن المقاومة أصبحت اليوم تقول كلمتها في كل ما يخص قضايانا الفلسطينية، "وشعبنا سيبقى مرتبطًا بهذه الأرض مهما كانت الأسباب والظروف".
وقال عز الدين "صحيح إن الأنظار تتجه اليوم نحو مدينة القدس ومسيرة الاعلام، لكن اقتحامات المستوطنين للأقصى مستمرة، وذلك يتطلب منّا إبقاء القضية وجذوة الصراع مشتعلة وألاّ ندع الاحتلال يرتاح ويستقر، ولا يمكن ردع الاحتلال إلا من خلال المقاومة".
وشدد على ضرورة إحياء روح المقاومة وألاّ ترتبط بأوقات معينة كمسيرات الأعلام، في وقت يواصل الاحتلال عدوانه بالنقب ومسافر يطا والداخل المحتل.
وأضاف "غزة اليوم باتت السند الكبير والحامي للمقاومة وللفلسطيني في كل مكان، الضفة اليوم باتت على صفيح ساخن، وإن تحريك الداخل المحتل هو ما يخشاه الاحتلال".
ودعا عز الدين المقاومة للالتفاف حول استراتيجية حقيقية لدعم أهلنا في القدس، مؤكدًا أهمية العمق العربي والإسلامي الذي يتحمل مسؤولية الدفاع عن المقدسات وحماية القدس.
وشدد على أن حركته لن تقف مكتوفي الأيدي أمام انتهاكات الاحتلال في القدس والضفة والداخل المحتل، داعيًا لتعزيز المعادلة التي فرضتها المقاومة في معركة "سيف القدس".
ونوه إلى ضرورة تشكيل جبهة وقيادة موحّدة للمقاومة من مختلف فصائلنا؛ حتى نضع استراتيجية وتشكيل جبهة عريضة وصلبة تغير المعادلة بالضفة حتى نستمر في دعم صمود شعبنا هناك.
وأضاف "يجب ألا نغفل عن قضايانا الوطنية خاصة قضية الأسرى في السجون ويجب العمل على تحريرهم، ونؤكد لشعبنا أننا سنبقي على هذا النهج وهذه الطريق.
القرار الحاسم
من جانبه قال القيادي في الجبهة الشعبية هاني الثوابتة: "إن الصراع مع الحركة الصهيونية على قضية السيادية وحق والعودة والقدس، والحركة الصهيونية لديها مشروع قديم جديد يقوم على الانقضاض الثوابت الوطنية من خلال عدة عومل تهويد المدينة المقدسة، وشطب تاريخها، وطمس هويتها.
وأكد الثوابتة على أهمية تبني المقاومة مشروع استراتيجي يعمل على مواجهة الاحتلال وحماية الثوابت الوطنية والدفاع عن القدس وحق العودة.
وقال: "يجب أن يكون هناك مشروع للتصدي ومواجهة لهذه الإجراءات الصهيونية بالقدس، وأن المقاومة استطاعت من خلال معركة سيف القدس تثبيت معادلة الردع".
وأضاف أن المقاومة لديها قرارًا حاسمًا ألاّ يستفرد الاحتلال بأي مكان أو بقعة على الأرض الفلسطينية، داعيًا أبناء شعبنا لمراكمة عوامل القوة لمواجهة الاحتلال ومخططاته العنصرية.
وتابع "غزة شكلت نموذجًا نضاليًّا موحّدًا من خلال غرفة العمليات المشتركة، ونؤكد أن سر انتصارنا على هذا الاحتلال يكمن بالوحدة".
ودعا الثوابتة أبناء شعبنا للتوحّد خلف استراتيجية جامعة لتعزيز عمقنا العربي والقومي، وشمولية المقاومة وتعزيز الاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات والميادين.
وشدد على أن الداخل المحتل هو الكابوس الذي يؤرق الاحتلال، خاصة العمليات الأخيرة التي اوجعته ، والتي هي أحد عوامل القوة ومطلوب أن نطورها ونحافظ عليها باعتبارها نقطة ضعف للاحتلال.
وأضاف: " أهم عوامل القوة في مواجهة المشروع الصهيوني تشكيل فصائل المقاومة في الضفة جبهة موحدة على غرار الغرفة المشتركة، وإبقاء جذوة المقاومة قوية وفاعلة تؤلم الاحتلال، وتعزيز العمق والدعم العربي للقضية الفلسطينية".
وختم حديثه بالقول بأن المشهد مفتوح أمام كل الاحتمالات، والوحدة هي سر الانتصار في المواجهة، التي هي مستمرة وليست رد فعل عن حدث بذاته، داعياً لمواجهة متواصلة وشاملة والاستمرار في حالة الاشتباك.
من جانبه قال الإعلامي عماد الإفرنجي: " غزة في كل المعارك هي المتصدرة للاحتلال، والمشكلة ليست في مسيرة الاعلام، وإنما في الدفاع عن المقدسات والدماء الفلسطينية.
وأضاف أن "المقاومة لديها قرار بعد سيف القدس أننا جاهزون في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء، فمسيرة الاعلام كانت تنفذ على مدار سنوات طوال لم يسمع أحد، التغيير الذي حدث في مايو الماضي حدد مسار المسيرة ووضع الخطوط الحمراء للاحتلال.
بدوره، قال الإعلامي أحمد الشقاقي:" نحن بحاجة إلى نعاظم معركة السيادة للفلسطيني الذي تمكن من مفاجئة الاحتلال في سيف القدس التي ضربت السيادة الصهيونية بالقدس، ومطلوب من جميع مكونات شعبنا المبادرة في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين.
وأضاف: "الضفة الغربية اليوم لديها جبهة ونزعت حاجز الخوف من الأجهزة الأمنية وما حصل على بيرزيت خير دليل على ذلك وعلى المقاومة التقاط هذه المساحات وأن تمارس دورها كقائد للشعب الفلسطيني وليس كمكون من مكوناته.