ورد اسمه بحلقة ما خفي أعظم

معلومات تُكشف لأول مرة حول سيرة الشهيد القسامي أحمد عرفات

الشهيد القسامي أحمد عرفات
الشهيد القسامي أحمد عرفات

الرسالة نت

كشف الداعية محمد الأسطل معلومات تنشر لأول مرة حول سيرة الشهيد القسامي أحمد فايز عرفات الذي ارتقى خلال معركة سيف القدس عام 2021.

وقال الشيخ الأسطل في منشور على حسابه بفيسبوك إن الشهيد جاء ذكره في برنامج (ما خفي أعظم) الذي يتحدث عن المعركة، فقررت أن أكتب خبرًا مهمًّا من سيرته الجهادية، سكتُّ عنه طويلًا، وكنت أرجو أن قيادته العسكـرية تذكره وتؤرخه.

وأضاف أنه الشهيد بحكم أنه من مدينة خان يونس التي أسكن فإني كنت كلما دخلت المنطقة الشرقية التي يسكنها ورأيت صورته، حدَّثت نفسي بضرورة إظهار منقبةٍ له مهمة، وقد هممت غير مرة أن أفعل، إلا أن قلمي لم ينشط، فأستثمر البرنامج الذي أَظْهَرَ اسمَهُ الآن لأكتب.

وتابع "قبل أن أبدأ في السَّرد أحمد الله تعالى أن وفق الإخوة المجاهــدين على حسن التدابير الأمنية؛ فأن تمضي الحرب ذات السماء التي لم تتوقف من أرتال الطائرات التي تقصـف ليل نهار، وتتتبَّع المجاهــدين لقتلهم من غير أن يستشــهد أحد إلا أخانا أحمد.. إنَّ هذا لمن التوفيق العظيم، ومع ذلك فلا يخسر على الله أحد؛ فمن استشـهد فبفضل الله، ومن ادخره الله وأمد في عمره فبفضل الله".

وسرد الأسطل "تبدأ القصة أنني عقب حرب 2014 قررت أن أكتب كتابًا أجمع فيه طرفًا من أخبار المجاهـدين والشهـداء، فتجولت على بعض المناطق، وجالست عددًا من المجاهـدين، وكان شرطي للتوثيق أن أستمع القصة من صاحبها مباشرة؛ خشية عدم الدقة في النقل وخشية المبالغات كذلك.

واستطرد "فلما جئت المنطقة الشرقية جلست مع الأخ أحمد عرفات رحمه الله بحكم أنه أحد الذين أجرى الله على أيديهم خيرًا في المعركة وسيظهر لك بعد قليل".

وقال الأسطل: ما أذكره من كلامه أنه قال: كانت النقطة التي نرابـط فيها استعدادًا لملاقاة العدو في بيتٍ، وقدَّر الله أن يُقصـف البيت وأنا وأخ مجاهــد معي فيه، فأصبنا بجروح لكن إصابة صاحبي كانت أشد حتى انتهت باستشهــاده فيما بعد.

وأضاف على لسان الشهيد عرفات "عندئذٍ خرجنا من البيت وتوجهنا إلى بيتٍ آخر كان قد وُضِع بديلًا عن البيت الأول فيما لو حصل مكروه".

يكمل الشهيد عرفات "بينما نحن في طريقنا إليه وإذا به يقصــف أمام أعيننا، ولم نكن قد وضعنا بديلًا آخر، فبقينا واقفين نفكر أين نذهب في هذه الأجواء المحتشدة بالطيــران والقصـف، والخوف يعم المكان من كل جانب".

يتابع عرفات "وجاءت التفاتةٌ مني وإذ بي أرى عددًا من جنود العــدو الصهيــوني كانوا قد تسللوا وهم يرتبون صفوفهم وعلى شدة قرب المسافة بيننا وبينهم إلا أنهم لم يروننا، فأطلقت النار عليهم مباشرةً وبقيت أُعمِلُ المقتلةَ فيهم حتى قُتِل في غالب ظني منهم اثنا عشر جنديًّا على الأقل بفضل الله تعالى".

ويضيف "اضطربت صفوفهم وتشتتت أحوالهم فاستثمرت ذلك فرصة وقد انتهت ذخيرتي فقصدت بيتًا تم قصــفـه ودخلت فيه؛ لعلي أجد مكانًا في داخله للاختباء تحت الركام".

ويكمل "بحثت فوجدت بابًا ملقىً على الأرض ولكن بينه وبين الأرض مسافة، وكان جزءٌ من سطح البيت كذلك، فنمت تحته، وقد لاحظت أن بعض الجنود رأونا لما دخلنا، فلما رتبوا صفوفهم جاؤوا إلينا يبحثون عنا، ففتشوا البيت وطال بحثهم، حتى وقف بعضهم فوق الباب الذي نجلس تحته وهم في حيرة من أمرهم، حتى سمعت منهم كلامًا بلغتهم العبرية لم أفهمه لكنه شتم شديد بحسب اللهجة".

واستطرد "فلما يئسوا غادروا، ثم جاؤوا بعد ساعات للبحث من جديد، فلما لم يجدونا أشعلوا النار بالبيت من داخله، وبقيت النار تقترب منا، واجتهدت في الدعاء أن يُسلِّمنا الله منها، فلما لم يبق بينها وبيننا إلا 40 سم تَوَقَّفَتْ بفضله تعالى".

ويتابع "ولما ظننت عدم مجيئهم قمت أبحث عن مكان المطبخ في البيت لعلي أجد ماء، فبحثت وبحثت إلى أن اهتديت لمكان المطبخ وسط الركام، وعثرت على زجاجة صغيرة تقترب من ثلث لتر تقريبًا، فحمدت الله على فضله".

ويختم "وبحكم أني لا أدري هل تطول الحرب أو لا كنت أشرب سِدَّةَ ماء فقط على السحور –وكانت المعركة في رمضان- وسدة عند الإفطار، وبقيت على ذلك أحد عشر يومًا!. إلى أن انسحب العـدو وخرج بفضل الله تعالى".

والتحق الشهيد في صفوف كتائب القسام عام 2010م، وذلك بناء على طلبه الانضمام للكتائب، وامتلك قدرات عسكرية عالية، ومهارة ميدانية أهلته لأن يكون في صفوف النخبة.

وتلقى عدة دورات من مستوى أول نخب حتى الرابع، مستوى أول في وحدة المدفعية، دورة ملاحة، دورة قنص حتى المستوى الثاني، دورة مشاة.

ومن أبرز أعماله الجهادية، مشاركته في الرباط المتقدم على ثغور المنطقة الشرقية، وفي حفر الأنفاق القسامية، كما شارك في معركتي حجارة السجيل والعصف المأكول2012و2014، وأخيرا في معركة سيف القدس 2021م.

تم استدعاء الشهيد في مهمة إطلاق قذائف هاون من عيار 120، وقد مكث في المكان أسبوعا رافضا المغادرة للمعايدة على أهله، كما رفض الخروج للمشاركة في جنازة خاله الشهيد ماجد أبو سعادة، وبقي في المهمة الموكلة إليه، وقد أصر عليه إخوانه بالمغادرة أكثر من مرة، وأبدى حينها حزنا شديدا وكان له ما أراد بالبقاء في المكان لتنفيذ مهمته.

بتاريخ 17-05-2021م، تم إبلاغ الشهيد بإيعاز الرماية وعلى الفور تقدم حاملا قذيفته الأولى وقام بإطلاقها، ومن ثم قام مصرا على رماية القذيفة الثانية الأخرى، وأثناء انسحابه من المكان تم استهدافه بصاروخ من طائرة الاستطلاع، ليلقى ربه شهيدنا مقبلا غير مدبر.

 

 

البث المباشر