يأتي تحقيق " قلب المعادلة " الذي بثته قناة الجزيرة في الذكرى السنوية الأولي لمعركة سيف القدس التي اندلعت مساء العاشر من مايو 2021 على إثر الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح حيث كانت تتابع قيادة المقاومة الأحداث عن قُرب وترصد محاولات العدو الصهيوني في ضرب الفلسطينيين وترسيخ معادلة جديدة في مدينة القدس؛ إلا أن المقاومة وعبر قائد أركانها أبو خالد محمد الضيف أصدرت تحذيرا أخيراً للعدو للكف عن غطرسته في العبث بأحوال المقدسيين والمسجد الأقصى وكانت الساعة السادسة من مساء العاشر من مايو 2021 أخر فرصة للعدو ولم يستمع وقتها لهذا النداء ولا وتهديد المقاومة ولم يُخرج المستوطنين من المسجد الأقصى إلا بعد تنفيذ المقاومة لوعدها وضرب مستوطنات الاحتلال في تمام الساعة السادسة كما أعلنها قائد أركان المقاومة أبو خالد الضيف ليُثبت معادلةً جديدةً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأن المقاومة هي الدرع الحامي لكل المدن الفلسطينية وعلى رأسها مدينة القدس عاصمة فلسطين
وبعد عام على هذه المعركة نجحت المقاومة في تثبيت معادلة الردع وأن أي مساس بالقدس والمسجد الأقصى هو بمثابة إعلان حربٍ جديدةٍ على الكيان الاسرائيلي.
ولقد كشفت المقاومة وعبر برنامج ما خفي أعظم الذي بثته قناة الجزيرة في يوم أمس الأحد في تمام الساعة العاشرة وخمس دقائق عن نجاحات استخبارية للمقاومة في أثناء المعركة
وهي:
استطاعت استخبارات المقاومة مفاجأة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في تحديد معرفتها الدقيقة لنوايا المقاومة الفلسطينية حيث كانت تُقدر المؤسسة الامنية الإسرائيلية بأن الرد على الاعتداءات سيكون بضرب صاروخي على مستوطنات غلاف غزة فقط، ولكن كانت المفاجأة بتنفيذ تهديد المقاومة وضرب مستوطنات العدو بمدينة القدس.
الأمر الذي شكل صدمة استخبارية للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وحكومة الاحتلال معاً.
- تمكنت المقاومة من تنفيذ عملية الإعماء واستهداف كافة أجهزة الرصد الإسرائيلية المنتشرة على طول الشريط الحدودي بغزة، مما عطل مراقبة العدو الاسرائيلي للمجاهدين ورصد تحركاتهم وأعطى فرصة للمقاومين بتنفيذ ضرباتهم العسكرية دون تعقب ورصد لهم عبر كاميرات التعقب والرصد الإسرائيلية.
نجحت استخبارات المقاومة في الدخول إلى المجتمع الصهيوني والتأثير عليه عبر الاختراق وفهم المقاومة لطبيعة المجتمع واستخدام الادوات المناسبة التي تجعله يصدق كل ما يصدر من المقاومة بدلاً من وسائل إعلامهم.
تمكنت استخبارات المقاومة من اختراق عدد من هواتف الجنود الإسرائيليين والدخول لحساباتهم الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوصول لمعلومات تخدم المقاومة في ترسيخ معادلة الردع الجديدة.
نجحت المقاومة نجاحاً مميزاً في إفشال عملية ما يسمي مترو الإنفاق أو عملية الخداع الكبري التي استغرقت عملاً استخبارياً إسرائيلياً ضخماً استمر لأكثر من خمس سنوات كانت نتائجها الفشل على يد المقاومة الفلسطينية بغزة وعلى رأسها كتائب القسام التي أجهضت مخطط العدو في قتل مجاهدو القسام بتدمير الإنفاق فوق رؤوسهم إلا أن اليقظة الاستخبارية كانت حاضرة وكان الرد من المقاومة بإفشال هذا المخطط الذي كلف الاحتلال سنوات من العمل ميدانياً عبر عملائه أو رصد عبر وسائله المختلفة.
شكلت المقاومة ولأول مرة على طوال سنوات الصراع غرفة أمنية مشتركة انعقدت بشكل متواصل طيلة أيام العدوان على غزة مع دول محور المقاومة (القسام - حزب الله- الحرس الثوري) وأظهر التحقيق بأن المقاومة بغزة استفادت بشكل كبير من المعلومات الاستخبارية التي جاءت عبر الغرفة المشتركة والتي كان لها الأثر الواضح في المعركة.
أظهرت استخبارات المقاومة قدرتها على رصد آليات العدو وسائل نقله كما حدث في تاريخ 20/05/2021 في رصد باص وإبلاغ سلاح الدروع بهذه المعلومات وبدوره نحج في تسديد ضربة مباشرة أصابت الباص بشكل مباشر.
بَيَّن التحقيق قدرة المقاومة واستخباراتها وجهوزيتها لتنفيذ عمليات أسر جنود اسرائيليين جدد كما حدث في محاولة الأسر في أحد أنفاق المقاومة شرق مدينة خانيونس إلا أن التدخل الصاروخي الاسرائيلي أفشل المحاولة بضرب النفق الذي يتواجد به مقاتلو القسام ولكن نجاح المقاومة يمكن في قدرتها على تحديد أماكن تجمع الجنود وقدرتهم على محاولة الوصول لأسر عدد محتمل من الجنود لتحريك ملف صفقة تبادل جديدة لاستكمال خروج الاسري من سجون الاحتلال الاسرائيلي.
لقد جاء الكشف عن هذه النجاحات لاستخبارات المقاومة بعد عام على معركة سيف القدس وفي ظل الأجواء الملتهبة والمرتقبة لمسيرة الأعلام الاسرائيلية في يوم الأحد المقبل 29/05/2022 لتكون بمثابة رسالة تهديد للعدو بأن المقاومة وأجهزة استخباراتها على يقظه تامة ومعرفة بكل ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى.
وهذه النجاحات السابقة أظهرت تقدماً ملحوظاً للمقاومة وأجهزة استخباراتها في إدارة المعارك مع العدو وقدرتهم على الوصول لمزيد من النجاحات مستقبلاً فما زال العمل متواصل ويحتاج لمزيد من العمل والاجتهاد في الوصول لبنك أهداف يخدم المقاومة في أي مواجهة قادمة مع العدو.