قائمة الموقع

كيف تجنبت المقاومة الدخول في معركة غير محسوبة مع الاحتلال؟

2022-05-30T15:53:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت- أحمد أبو قمر

تجنبت المقاومة الفلسطينية الدخول في معركة غير محسوبة مع (إسرائيل) بتوقيت كان يريده جيش الاحتلال وهو في حالة استنفار كامل لوحداته القتالية التي أنهت مناورة عسكرية ضخمة مع  بدء مسيرة الأعلام بمدينة القدس المحتلة.

ويبدو أن المشهد المشكل في أحداث الأمس، كان استخباريا من الدرجة الأولى، ورأى مختصون أن المقاومة حققت فيه انتصارا كبيرا دون أن تضرب طلقة واحدة.

وتلبدت سماء قطاع غزة، بمئات الطائرات المسيرة والطلعات جوية من الطيران الحربي (الإسرائيلي)، على مدار الساعة خلال فترة إجراء مناورات "عربات النار التي استمرت لثلاثة أسابيع.

حكمة التوقيت

بدوره، أكد المختص في الشأن العسكري رفيق أبو هاني، أن الأحداث المتسارعة تؤكد على ضرورة أن تفكّر المقاومة مليا بوقت الدخول بأي مواجهة.

وقال أبو هاني في حديث لـ "الرسالة نت" إن الحكمة والتوقيت وكيفية إدارة المعركة لا تقل أهمية عن باقي أحداث المعركة، "وصانع القرار في المستوى العسكري يدرس أبعادا لا يراها المواطنون".

وأوضح أن المعركة لا تتمثل في إطلاق الصواريخ فقط، "فالعمل الاستخباري معركة بحد ذاتها، وما يحدث بالقدس والداخل معركة".

وشدد على أن  المقاومة قالت كلمتها والتي مفادها بأن الرد لابد أن يأتي، مضيفا: "سندرك لاحقا وبشكل جيد صوابية قرارها بعدم دخول المعركة، طالما الاحتلال يترقب بدءها فالأفضل عدم منحه الفرصة".

ومضى أبو هاني بالقول: "لك أن تتخيل أن المقاومة نجحت في استنفار جميع مكونات ومقدرات دولة الاحتلال لمدة شهر كامل لإجراء مسيرة فقط".

وتوقع في نهاية حديثه أحداثا خارج الصندوق، تربك حسابات العدو خلال الأيام المقبلة.

وفي السياق ذاته، أكد المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، أن صمت المقاومة هو الرسالة التي أرعبت الاحتلال، "وبالتالي المقاومة رأت أن الدخول في حرب خلال الفترة الحالية ليس بالمصلحة المطلوبة في ظل حالة الاستنفار الكامل والتجهز من الاحتلال.

وقال أبو هربيد في حديث لـ "الرسالة نت": "إن عنصر المفاجأة والمباغتة بات غير موجود، وهو العنصر الأهم في أي معركة وهذا ما رأيناه بتوقيت السادسة مع اندلاع معركة سيف القدس".

ولفت إلى أن (إسرائيل) كانت في موقف ضعيف وأدخلت الوساطات لتمرير هذه السويعات من "مسيرة الأعلام" وهو ما يؤكد على قوة الردع عند المقاومة الفلسطينية.

وأضاف: " نرى أنه رغم مرور مسيرة الأعلام، أن المقاومة قادرة على الرد وربما تتجهز للوقت المناسب للدخول في المعركة ومفاجأة الاحتلال".

وبيّن أبو هربيد أن الاحتلال عمد لمناورات خداعية لأهداف وهمية على طول الشريط الحدودي من باصات وجيبات غير مأهولة.

وختم حديثه: "هذه المعركة تجهز لها العدو جيدا ناصبا فخ التصعيد للمقاومة وأيضا لتخفيف حالة الغليان التي تعيشها الضفة الغربية والداخل والقدس وحرف بوصلة التصعيد ناحية غزة، وهو ما لم ينجح بتحقيقه".

وتجدر الإشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية رسخت معادلة غزة القدس من خلال معركة "سيف القدس" التي جرت في مايو من العام الماضي، والتي أفشلت مخططات الاحتلال في التقسيم الزماني والمكاني للقدس.

اخبار ذات صلة