حذر رئيس جهاز الموساد الأسبق "تامير فاردو" من أن الكيان قد دخل مرحلة التدمير الذاتي والسير نحو الهاوية وذلك في ظل حالة من التشرذم غير المسبوق.
وأضاف "فاردو" في كلمة له أمام "مؤتمر أمني أمس الأربعاء أن الكيان اختار تشغيل نظام التدمير الذاتي، قائلاً: "رجاءً توقفوا قبل فوات الأوان، فلم نتعلم شيء فنحن نعيش في قرية عالمية يرى ما بداخلها أمام الجميع والجميع يشاهدنا يومياً ويرى ما يحصل هنا فهل نحن مستعدون لقراءة الخطر الذي ينتظرنا، للأسف لم نتعلم شيء".
وقال: "قامت هنا دولة المستحيل ونجت من 7 حروب ضد أولئك الذين لم يسلموا بوجودنا، دولة غنية ومؤسساتية، هايتك، زراعة، طب والمزيد، ولكنها دولة متشظية ممزقة وتنزف في الوقت الذي لم تغادرنا المخاطر وأعدائنا ينتظرون ساعة الصفر".
وتحدث "فاردو" حول الكراهية المتبادلة بين (الإسرائيليين)، وهي التي تعبر عن نظام التدمير الذاتي، لافتاً إلى أنه وبعد 4 انتخابات خلال عامين وحصول الحكومة الحالية على أغلبية في الكنيست؛ إلا أن هنالك أطرافاً ترفض الاعتراف برئيس الوزراء الحالي "نفتالي بينيت" كرئيس فعلي للحكومة.
وأشار "فاردو" إلى أن المعارضة الإسرائيلية باتت تعارض القوانين التي يطرحها الائتلاف الحكومي أياً كانت، مشدداً على أن الهدف النهائي هو إلحاق حالة من الشلل بالحكومة وهو تصرف منافِ لأسس الديمقراطية على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بمسيرة الأعلام الأخيرة في القدس، أعرب "فاردو" عن شكوكه حول السيادة (الإسرائيلية) على البلدة القديمة في القدس، قائلاً إن مشاورات واستعدادات لأسابيع حول مسألة إقامة تلك المسيرة تبعث على الشك في مدى السيادة على المكان.
وأضاف: "هل يعقل بأن تقوم حكومة (إسرائيل) وعلى مدار أسابيع بتقييم للأوضاع وذلك سعياً لاتخاذ قرار حول إمكانية السماح بالمسيرة أم لا، وهل سيطرح هكذا تساؤل في لندن أو باريس او واشنطن، دولة بأكملها أشغلت نفسها وفي جميع نشرات الأخبار يتم مناقشة مسألة قدرتنا على إجراء المسيرة في عاصمتنا وهذا غير مسبوق في أي مكان".
واستدرك قائلاً: "هل القدس موحدة بالفعل؟ هل فعلت (إسرائيل) شيئاً منذ العام 1967 وحتى اليوم لتوحيد المدينة، هل يوجد عاصمة في العالم تحتوي على مخيمات للاجئين؟ هل سكان القدس ذوي حقوق متساوية؟ نحن قررنا في العام 67 توحيد المدينة ولكننا لم نفعل شيء لتوحيدها الفعلي".
واختتم "فاردو" حديثه بالقول بأن حكومات الاحتلال المتعاقبة قررت ألا تقرر ولم تحدد حتى اليوم الحدود الدائمة للكيان وأنها قررت تخدير الجمهور سعياً للهروب من الواقع والقنبلة الموقوتة وان تعامل الحكومات الإسرائيلية مع مسألة المستوطنات خلال العقدين الماضيين يفتح الباب أمام حرب أهلية حال اتخاذ قرار بإخلائها.
وحذر "فاردو" من أن البديل عن حل الدولتين سيكون الضم لافتاً إلى أن الضم سيحول اليهود إلى أقلية في الأراضي المحتلة.
وكالة صفا