قائمة الموقع

إلى أين نحن سائرون: إلى التضخم أم الركود؟ وأيهما أفضل؟

2022-06-02T10:33:00+03:00
الرسالة نت - وكالات

قالت ميغان ماكاردل كاتبة العمود بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إنه بإمكان مجلس الاحتياطي الفدرالي أن يوقف التضخم في الولايات المتحدة بسياسة نقدية قاسية، لكن القيام بذلك على الأرجح يعني ركودا وحشيا.

وتساءلت عما هو الأفضل: التضخم أم الركود؟ وأوردت مثالا حدث في أغسطس/آب 1979، عندما تولى بول فولكر منصب رئيس مجلس محافظي الاحتياطي الفدرالي، حيث وضع بنك الاحتياطي الفدرالي سياسة لكبح جماح تضخم كارثي (من رقمين) برفع سعر الفائدة.

وكانت النتيجة أن انخفض معدل التضخم من 13.5% عام 1980 إلى 3.2% عام 1983، وارتفعت أسعار الفائدة؛ فتحطمت الأعمال التجارية التي كانت تعتمد على تمويل عن طريق الديون -بما في ذلك البناء ومبيعات السيارات- وبلغ معدل البطالة 10.8%، وهو مستوى لم يكن ليتكرر مرة أخرى حتى الأزمة المالية العالمية في 2008.

وأشارت إلى أن رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الحالي قد يواجه مقايضة قبيحة مماثلة، وقالت إن الركود سيتسبب في آلام عميقة: فمن السيئ بالطبع أن تفقد 8% من قوتك الشرائية بسبب التضخم، لكن الأسوأ من ذلك هو خسارة 100% من دخلك بسبب البطالة.

وقالت إن الخيار الأمثل هو الوصول إلى معدل تضخم مستقر، ثم خفض هذا المعدل تدريجيا بمرور الوقت.

الركود سيتسبب في آلام عميقة؛ فمن السيئ أن تفقد 8% من قوتك الشرائية بسبب التضخم، لكن الأسوأ من ذلك هو خسارة 100% من دخلك بسبب البطالة.

لفهم ما يقود إليه هذا الخيار -تقول الكاتبة- تخيل أنك تعلم أنه في كل عام سيكون التضخم 10% بالضبط، وهو معدل مرتفع للغاية، ولكن إذا عرف الجميع ما سيكون عليه، فسيطورون طرقا لتخفيف التأثير.

وأضافت أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن يصل التضخم إلى 10% من غير توقع، وهو قريب مما تشهده أميركا حاليا؛ فقد ارتفعت ميزانية كل شخص من البقالة فجأة، وفقدت المدخرات جزءا كبيرا من قيمتها، وأصاب الناس القلق بشأن القدرة على وضع البنزين في السيارة.

ووصفت الكاتبة ذلك بأنه ظاهرة مختلفة تماما، وأسوأ بكثير، لأنها تجعل من المستحيل التخطيط لحياتنا المالية.

وتابعت أنه كان من الأفضل ألا يحدث التضخم على الإطلاق الآن، لأنه سيكون تضخما غير مسيطر عليه، لأن آليات تعديل التضخم التي تساعد الناس على تعويض تكلفته يمكن أن تجعل من الصعب على الاحتياطي الفدرالي السيطرة عليه. وفي هذه الحالة، فإن الشخص في أميركا الذي استثمر مدخراته الحياتية في معاش سنوي ثابت قبل أن يأخذ التضخم قسطا بنسبة 8% من قيمته -على سبيل المثال- أصبح الآن أسوأ حالا بشكل دائم.

علاوة على ذلك، -كما تقول الكاتبة- إذا توقعت الشركات ارتفاع التكاليف بنسبة 5% العام المقبل، فستطلب أسعارا أعلى لتعويض الزيادة، وإذا توقع العمال أسعارا أعلى فسيطلبون أجورا أعلى، مما يترجم إلى ارتفاع التكاليف للشركات، وعندما تصبح التوقعات "غير ثابتة" من السياسة النقدية بهذه الطريقة يتغذى التضخم على نفسه.

وحذرت الكاتبة من أن يكون الوقت قد فات على الاحتياطي الفدرالي باختيار الخيار الأفضل، وهو تثبيت التضخم ثم خفضه تدريجيا لتجنب الركود.

الجزيرة نت

اخبار ذات صلة