شهدت الأيام القليلة الماضية، نشاطًا ملحوظًا للمقاومة في الضفة الغريبة المحتلة، تخللتها أحداث تقع للمرة الأولى منذ سنوات، بخطف سلاح جندي (إسرائيلي) في الخليل، ورشق آخرين أثناء مرورهما على طريق نابلس- رام الله.
وفي التفاصيل، اندلعت مساء أمس الثلاثاء مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، فيما أفادت مصادر مقدسية بأن الشبان رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة خلال المواجهات.
كما تضررت عدة مركبات للمستوطنين بعد أن رشقها بالحجارة شبان فلسطينيون قرب بلدتي عناتا وحزما شمال القدس المحتلة، حيث أصيبت مستوطنة بعد أن حطمت حجارة الشباب الثائر زجاج مركبتها، كما تضررت حافلتان للمستوطنين في ذات الموقع.
وفي تطور لافت للنشاط المقاوم، تمكن شاب فلسطيني صباح الأربعاء من السيطرة على سلاح أحد عناصر شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) في محيط مخيم الفوار شمالي الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة وانسحب من المكان.
وذكر موقع "0404" العبري أن شرطة السير (الإسرائيلية) أوقفت مركبة للفحص، وخلالها أمسك سائق المركبة بسلاح أحد عناصر الشرطة، وتحرك بالمركبة الأمر الذي تسبب بجر الشرطي مسافة على الطريق وانقطاع حزام السلاح وسيطرة الشاب عليه.
تعقيباً على ذلك قال المختص في الشؤون (الإسرائيلية) سعيد بشارات إن مقطع خطف سلاح الجندي، يساوي في حرب الوعي والمعنويات والرؤية المستقبلية صاروخا عابرا للقارات دون مبالغة.
وأضاف أن ما جرى صباح الأربعاء على الحاجز العسكري، كسر صورة الجندي (الإسرائيلي) المدرب الذي يقف على الحاجز ويسيطر على المنطقة الفلسطينية، وكان من المفترض أن يكون قادرا على مواجهة أي هجوم.
وأشار إلى أن الجندي لم يواجه الشاب الأعزل وبالتالي كسر هيبة الاحتلال في الضفة؛ وهذا من شأنه أن يؤثر على صورته أمام المقاومة التي تترصده في كل الأماكن على الأرض الفلسطينية من شمالها لجنوبها.
وفي التعقيب على ذلك، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن زيدان إنه من الواضح أن جيش الاحتلال بات يواجه نمطا جديدا من المقاومة يتميز بالأعمال الفردية وإن كان بعضها مسلحا، في السنوات الاخيرة، وهي أكثر فاعلية من حيث تأثيرها في إيلامه.
وأضاف زيدان في اتصال هاتفي مع "الرسالة" من الضفة، أن قوات أمن الاحتلال وأجهزة أمن السلطة تجد صعوبة بالغة في التصدي للعمليات الفردية أو محاصرتها.
وأشار إلى أن درجة الاستفزاز التي يمارسها الاحتلال قد تصاعدت وتيرتها سواء في خطط تهويد القدس والأقصى أو اعتداءات المستوطنين أو اقتحام المخيمات ومواجهات بؤر التوتر، هذه الاستفزازات الواسعة وغير المسبوقة جعلت أعداداً كبيرة من الشباب ينخرطون في إبداع أشكال من المقاومة الجريئة التي أصابت العدو في مقتل، وزلزلت ساحته السياسية غير المستقرة.
وأكد أن كل فلسطيني بات يدرك أن وجوده على هذه الأرض أصبح مستهدفًا وأن القضية مسألة وقت والعدو يزحف في عدوانه على الأرض والمقدسات والإنسان دون توقف أو رادع.