كشف المعلق العسكري لصحيفة معاريف ألون بن دافيد، عن أن جيش الاحتلال وحكومته يمتنعان حتى اللحظة عن تنفيذ عملية عسكرية ضد جنين حتى لا تتقوض مكانة السلطة الفلسطينية المتعثرة أصلاً.
وأشار بن دافيد في مقال نشره اليوم الأحد، الى أن هذا الاجتياح يسبب مخاوف للاحتلال من اشتعال مواجهات داخل المخيم وسقوط شهداء وجرحى، وهو ما قد يؤدي إلى هجوم عسكري على قطاع غزة أيضًا.
وقال إن الحكومة والجيش ناقشا مؤخرًا بشكل جدي تنفيذ اجتياح "موسع وعميق" لمدينة جنين ومخيمها، لكن أسبابًا سياسية وأمنية وعسكرية حالت دون منح الضوء الأخضر لهذا العدوان.
ولم يوضح بن دافيد إن كان المستويان السياسي والعسكري قد تراجعا بالكامل عن مثل هذا الاجتياح، أو أنه تم تجميده، لكنه قال: "كل هذه الأسباب بدَّدت الشهوة لتنفيذ مثل هذه العملية الآن".
*** سلطة ضعيفة
وأكد المحلل السياسي والمحاضر في جامعة بيرزيت عبد الجواد عمر، أن ضعف نفوذ السلطة وأيديولوجيتها في مناطق شمال الضفة ساهم في تنامي ظاهرة كتائب المقاومة المسلحة وتعاظم دورها.
وقال إن هذه الظاهرة لا يمكن أن تكون لولا أن السلطة تفقد شرعيتها بشكلٍ عام، كما أنها غير قادرةٍ على بناء تصورٍ ما عن المستقبل الذي يمكن أن نعيشه كمجتمع فلسطيني له هموم وقضايا وطنية واجتماعية.
وأشار الى السلطة غير قادرة على حفظ الوضع كما هو، وهو ما يصب في مصلحة الاستيطان وغيره، الأمر الذي خلق معادلة مستحيلة من ناحية رفض التوسع الاستيطاني من جهة، وإيجاد مقاومة له من جهة أخرى.
***السلطة تتخلى عن الشعب
وكانت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية، أكدت أن هناك شعور متزايد في الشارع الفلسطيني بأن السلطة تتخلى عن شعبها وهو ما ينعكس على التصعيد في الميدان وليس في مواقع التواصل الاجتماعي فقط.
وأشارت الصحيفة أن عودة هاشتاغ #التنسيق_الأمني_خيانة لمواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين يمثل الحرج الذي تقع به السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وذلك على خلفية الأحداث المتدحرجة في مخيم جنين خلال الأسابيع الماضية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني للصحيفة أن معارضي التنسيق الأمني يزدادون، وليس فقط من مناصري حركتي الجهاد وحماس، ولكن هناك شرائح أخرى بالشارع الفلسطيني باتت تتحدث عن مدى جدوى التنسيق الأمني.
وأشار إلى أن الانتقادات الموجهة للأجهزة السلطة الأمنية ازدادت على خلفية استشهاد الشاب أحمد السعدي برصاص جيش الاحتلال يوم السبت الماضي، حيث كان السعدي مطلوباً للأجهزة الأمنية.